تدخل مصر اليوم أسبوعاً حاسماً في تاريخها المعاصر إذ يجرى الاستفتاء على مشروع الدستور المعدل يومي الثلاثاء والأربعاء وسط مناخ من الاستقطاب السياسي، ورغبة بعض القوى المدنية في تحويل الحدث لتظاهرة تأييد لما جرى في «30 يونيو» وما تلاها من أحداث، في حين ترغب قوى أخرى في استغلال الاستفتاء لإقناع وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي بالترشح للانتخابات الرئاسية.

Ad

وأعلن الجيش أمس أن «160 ألف جندي سيتولون تأمين عملية الاستفتاء على مشروع الدستور المعدل بالتعاون مع وزارة الداخلية». وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد أحمد محمد علي، عبر صفحته على «فيسبوك» إن «عدد الناخبين المؤهلين للمشاركة في الاستفتاء 52742139 ناخبا سيدلون بأصواتهم داخل 30317 لجنة عامة وفرعية ومقر انتخابي».

وبينما، تنظم قوى مدنية عدة مؤتمرات جماهيرية على مدار الأيام القليلة المقبلة لدعم التصويت بـ»نعم»، أكد مؤسس التيار الشعبي والمرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي خلال اجتماعه بسفير كوريا الجنوبية بالقاهرة أمس الأول أن إقرار الدستور الجديد بمنزلة «تجديد الثقة» في «خريطة المستقبل».

ترشح السيسي

ترى أطراف سياسية عدة أن حصول «نعم» على أكثر من 75% في الاستفتاء بمثابة تأييد غالبية المصريين لترشح السيسي رئيساًَ، حيث تعقد حملة «بأمر الشعب» التي دشنت لدعوته للترشح أمس الأول مؤتمراً صحافياً اليوم للكشف عن استمارة تكليف السيسي وتعتزم الحملة توزيع نماذج منها خلال الاستفتاء.

مؤسس حملة «تمرد» محمود بدر قال خلال المؤتمر الجماهيري للحض على المشاركة في الاستفتاء بمحافظة المنوفية بدلتا مصر: «ترشح السيسي مشروط بنزول المصريين للمشاركة في الاستفتاء، والتصويت بنعم».

تصعيد إخواني

في المقابل، تسعى جماعة «الإخوان» إلى عرقلة عملية الاستفتاء من خلال التصعيد في الشارع وبشتى الطرق لأن تمرير الدستور المعدل يعني رسمياً تصديق الشعب على الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في 3 يوليو وقرار الحكومة بتصنيف الجماعة منظمة إرهابية ديسمبر الماضي، وفقاً لإفادة الكاتب الصحافي عبدالله السناوي لـ«الجريدة»، مؤكداً أن «المشاركة بكثافة تعني ترشح السيسي وخروج الإخوان من المشهد السياسي».

جماعة «الإخوان» تدرك خطورة اللحظة الفارقة لذلك أعلنت الاستنفار في صفوفها، ودعت إلى الحشد أمام لجان الاستفتاء لمنع الناخبين من التصويت وافتعال الأزمات في الشارع لتعطيل العملية الانتخابية وإظهار الحكومة الحالية عاجزة.

تصعيد الجماعة، تجلى في تظاهرات أنصارها أمس التي دعا لها «التحالف الوطني» في انطلاق أسبوع «إسقاط استفتاء الدم» والذي يفترض أن تتواصل فعالياته طوال الأسبوع الجاري.

وشهدت مدينة الإسكندرية الساحلية اشتباكات عنيفة بين أنصار «الإخوان» وقوات الشرطة عقب صلاة الجمعة وبدأت الاشتباكات بعد قطع «الإخوان» طريق الكورنيش باستخدام إطارات السيارات المشتعلة ما دفع قوات الأمن لاستخدام قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين ردوا باستخدام الحجارة.

وفي حين أعلنت مديرية أمن الإسكندرية عن مقتل شخص خلال الاشتباكات، قتل شخصان في اشتباكات وقعت في مدينة السويس وألقت شرطة المحافظة القبض على العشرات وجد بحوزتهم عبوات مولوتوف، وأسلحة نارية ومنشورات مناهضة للجيش، وملصقات تدعو المصريين لمقاطعة الاستفتاء بزعم «محاربته للشريعة الإسلامية».

ووقعت اشتباكات بين أنصار «الإخوان» وقوات الأمن، في محافظات القاهرة والمنيا والشرقية والسويس والغربية، في ما يُمثِّل أحد تجليات رفض قوى إسلامية وأجنحة في تيارات ماركسية لمشروع الدستور الذي قامت «لجنة الخمسين» بتعديله.

ودارت اشتباكات في مناطق الزيتون والمطرية وعين شمس ومدينة نصر بشمال القاهرة، وفي الطالبية وشارع الهرم بالجيزة، وفرقت عناصر الأمن مسيرات للإخوان في مدينة السويس وبعدد من قرى تابعة لمركز سمنّود بمحافظة الغربية وفي بني سويف والمنيا، وقنا.