بمراجعة أي قائمة لأكبر شركات الطيران في العالم يصعب العثور على اسم لشركة أميركية. وضمن أعلى عشر شركات تصنيفاً من قبل «سكايتراكس» توجد دولة واحدة لديها شركتا طيران في اللائحة: الإمارات، إذ لديها شركة طيران الإمارات في دبي والاتحاد في أبوظبي.

Ad

لا تتوافر في درجة رجال الأعمال على خط الطائرة من روما إلى بوسطن مساند لراحة الساقين، كما أن المقعد لا ينحني الى الوراء، كما لا يوجد فاصل بين الركاب. طعام العشاء ليس سيئاً. لكن على الدرجة ذاتها في رحلة من نيويورك الى أبوظبي على متن طيران الاتحاد تشع الأضواء الصغيرة في السقف كما نجوم السماء، وتوجد مساند للقدمين كما ينحني المقعد الى الوراء تماما، ويتكون طعام العشاء من سباغوس.

وخلال نومي سقط مني جواز سفري، وعمد المضيف الى تمزيق المقعد كله بحثا عنه الى أن عثر عليه، في غضون دقيقة واحدة. وفي رحلة فاتتني الى ساو باولو على طيران دلتا من بوسطن كان ذلك يعني النوم على الأرض في المطار، نظرا لعدم وجود غرفة شاغرة في الفندق المحلي. تلك مقارنة عادلة، هذا ما يظنه خبراء الصناعة.

وبمراجعة أي قائمة لأكبر شركات الطيران في العالم يصعب العثور على اسم لشركة أميركية، وضمن أعلى عشر شركات تصنيفاً من قبل «سكايتراكس» توجد دولة واحدة لديها شركتا طيران في اللائحة: دولة الإمارات، إذ لديها شركة طيران الامارات في دبي والاتحاد في أبوظبي.

ويوجد في دولة قطر شركة طيران قطر، التي تحتل المرتبة الثانية وتتبع طيران الامارات في المركز رقم 1. وتصنف طيران الاتحاد عند الرقم 7. أما الشركة الأقرب الى شركات الطيران الأميركية فهي شركة الطيران الكندية في تورنتو.

أفضل شركة

وبحسب كل تقدير على وجه التقريب تعتبر تلك الشركات الثلاث في الخليج العربي الأفضل في هذا الميدان. وفي السنة الماضية اختارت جوائز وورلد ترافل طيران الاتحاد كأفضل شركة في العالم، كما اختارها وكلاء السفر ومحترفو الصناعة، مثل أفضل الشركات لجهة الطاقم والدرجة الأولى. وقد صنفت صالة الدرجة الأولى لطيران الامارات في مطار دبي الدولي في المرتبة الأولى في العالم.

ويقول رئيس شركة أميركان ايرلاينز توماس هورتن: «اخترعت الولايات المتحدة صناعة الطيران، وأظن أننا يجب أن نكون الأفضل في العالم، لكن من الواضح أننا لسنا كذلك. وهورتن الذي كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة أميركان يعمل الآن رئيساً غير تنفيذي لمجموعة أميركان ايرلاينز التي تأسست نتيجة اندماج أميركان ايرلاينز ومنافستها السابقة يو اس ايرويز».

وفي شهر نوفمبر الماضي تقدمت شركة طيران الامارات في معرض دبي للطيران بطلب شراء 150 طائرة من طراز بوينغ 777 بقيمة 76 مليار دولار. من جهة اخرى، وحتى لا تتفوق طيران الامارات عليها، عمدت شركة طيران قطر الى طلب شراء 50 طائرة من طراز بوينغ 777 بقيمة 19 مليار دولار، كما طلبت شركة الاتحاد شراء 25 طائرة. وتحب شركة بوينغ والركاب ذلك. لكن عندما يتعلق الأمر برضا الركاب فإن شركات الطيران الأميركية تتخلف من جديد.

يقوم معهد السمعة بقياس الصلة العاطفية والسمعة لدى الشركات الأميركية. وفي السنة الماضية قام بقياس أوضاع شركات الطيران في الولايات المتحدة، وفقا لحجم الثقة والاعجاب والتقدير والراحة من قبل المواطنين ازاء تلك الشركات. وقد صنفت شركتا يو اس ايرويز ويونايتد في درجة «ضعيف»، بينما صنفت شركة دلتا في درجة «متوسط»، وكانت الشركة الوحيدة التي اعتبرت «قوية» من جانب الأميركيين هي ساوث وست.

الناتج المحلي

ويذكر ان الناتج المحلي الاجمالي في لويزيانا يبلغ نحو 207 مليارات دولار، بينما يبلغ الناتج المحلي الاجمالي في قطر نحو 175 مليار دولار. ورغم ذلك فإن عدد سكان عاصمتها الدوحة يقارب 800 ألف نسمة، وفقاً لمعلومات الأمم المتحدة، وتبلغ حركة نقل الركاب في مطار الدوحة الدولي نحو نصف حركة المسافرين في مطار جون كينيدي.

أما مطار دبي الدولي فهو أكبر ويقع في قمة 10 مطارات من حيث حركة المسافرين، ما يجعله في مثل حجم مطار هونغ كونغ الدولي تقريبا، وهي مدينة تعادل 3 أمثال حجم دبي. وطبعا لا علاقة لعدد السكان عندما يتعلق الأمر بالمطارات. لكن بينما تحتل الامارات وقطر مساحة صغيرة على خارطة العالم فقد تمكنتا من تحقيق ريادة عالمية في الطيران، وتحقق شركات الطيران فيهما نموا، بينما تعتمد شركات الطيران الأميركية الى حد كبير على خفض التكلفة والرسوم والاندماج بغية تحقيق أرباح.

وفي السنة الماضية ارتفعت الأرباح الصافية لشركة طيران الاتحاد بنسبة 48 في المئة لتصل الى 62 مليون دولار. وكانت أول شركة دولية تستفيد من سياسة الحكومة الهندية الجديدة التي تسمح بملكية الأجانب لشركات الطيران، وقد اشترت 20 في المئة من جت ايرويز.

كما ان أرباح شركة طيران الامارات ارتفعت 4 في المئة لتصل الى 600 مليون دولار خلال النصف الأول من سنة 2013، بحسب بيان صدر عن الشركة في 12 نوفمبر الماضي، كما انها تشاركت في السنة الماضية مع شركة طيران كانتاس الأسترالية، ما مكنها من الحصول على دور في رحلات كانتاس الى أوروبا.

وبالمقارنة أعلنت شركة يونايتد ايرلاينز أرباح سنة كاملة بلغت 1.1 مليار دولار، وأنهت مجموعة أميركان ايرلاينز سنة 2013 بأرباح بلغت 1.9 مليار دولار.

صناديق استثمار

وتعمل صناديق استثمار رسمية، مثل هيئة قطر للاستثمار وهيئة أبوظبي للاستثمار على توظيف أموال في مطارات المملكة المتحدة، كما حدث في استثمار قطر في مطار هيثرو في سنة 2012 واستثمار أبوظبي في مطار غاتويك.

وذكر مايكل بيرنز، وهو مستشار مطارات لدى بي دبليو سي في لندن، ان الامارات وقطر طورتا صناعة السفر لتصبحا وجهة عالمية جديدة. ويشير الى وجود «ثلاثة أسباب وراء تطور مطارات الدوحة ودبي وأبوظبي – أحدها تقنية الطائرات الجديدة التي تعني سماح موقعها الجغرافي لها بالوصول الى آسيا وحتى أوروبا والأميركيتين، بفضل الطائرات الأكبر حجما والأبعد مدى. ويتمثل السبب الآخر في ادراك الحكومة للقيمة الاقتصادية للمطارات».

وبينما ستستثمر دول مثل الصين في المطارات وطائراتها فإن لديها أسواقها المحلية الضخمة التي يتعين عليها الاهتمام بها. وستشهد مطارات أوروبا بالتأكيد زيادة في حركة السفر من الأسواق الناشئة في آسيا والشرق الأوسط، لكن المسافر سيتوجه الى لندن من الهند على متن طائرات شركة الاتحاد لا طائرات لوفتهانزا.

ويقول لي موك، وهو رئيس جمعية الطيارين التي تتخذ من العاصمة واشنطن مقراً لها، «من سوء الحظ بالنسبة لنا أن لدينا شركات طيران تسعى الى الربح. وشركات الطيران في الخليج مملوكة للدولة، وهي تحصل على أموال من السوق لكنها مدعومة من جانب حكومة غنية جداً. وتسعى شركات الطيران الأميركية الى منافسة خطوط قطر والامارات والاتحاد التي تلتزم بخدمة العملاء ولديها صناعة طيران راقية في بلادها، ولذلك فهي ليست معتمدة على النفط».

وأضاف موك: «اذا لم تقدم شركات الطيران على الاستثمار، ولم تضع الحكومة سياسة تمكننا من المنافسة على صعيد عالمي فإننا في المستقبل سنسافر الى أوروبا على متن طائرات الامارات بدلا من دلتا. وانظروا الى ما حدث مع شركة كانتاس في أستراليا التي كانت المصدر الرئيسي لكل الرحلات في البلاد الى أن دخلت شركة طيران الامارات على الخط. وأنا مازلت أظن أن في وسع الولايات المتحدة أن تنافس لكنه ملعب غير متوازن في الوقت الراهن ونحن نخسر».

ويتمثل أحد الأسباب في الضرائب. وتواجه صناعة الطيران ضرائب أعلى من شركات الطيران الخليجية الثلاث. ومع زيادة الضرائب يتعين على شركات الطيران تحميل التكلفة للركاب عبر أسعار ورسوم أعلى، كما انه من المتوقع أن تزداد أعباء الضريبة في السنوات المقبلة، وهو عنصر سلبي بالنسبة الى شركات الطيران الأميركية، وليس سيئاً جداً بالنسبة الى شركات قطر والامارات والاتحاد. ثم إن لدى الامارات وقطر سياسات تسهم في تحسين الطيران، بينما تعمل سياسة الولايات المتحدة بشكل فعلي على  معاقبة شركات الطيران.

* (مجلة فوربس)