انعكس سقوط مدينة يبرود السورية في يد الجيش الموالي لنظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلي حزب الله الشيعي اللبناني المتحالف معه على الأوضاع في منطقة البقاع اللبنانية التي شهدت أمس غلياناً أمنيا ينذر بما هو أسوأ.

Ad

وكانت باكورة تلك التداعيات تفجير سيارة مفخخة نفذه انتحاري في بلدة النبي عثمان البقاعية الشيعية ليل الأحد - الاثنين، حاصداً قتيلين بينهم مسؤول عسكري رفيع في «حزب الله»، قبل أن تكتشف الأجهزة الأمنية سيارة مماثلة ثانية صباح أمس على طريق الفاكهة قادمة من جرود عرسال وفجّرتها بعد فرار سائقها.  كما أعلنت قيادة الجيش أمس سقوط صاروخ داخل بلدة اللبوة وثلاثة صواريخ في محيط بلدتي اللبوة والنبي عثمان، مصدرها الجانب السوري، ما أدى إلى جرح أحد المواطنين وحصول أضرار بالممتلكات.

وأضافت أن الجيش أوقف في منطقة وادي خالد - عكار 19 شخصا من التابعية السورية ولبنانيين اثنين، لمحاولتهم دخول الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية، وضبطت في حوزتهم بندقية نوع كلاشنيكوف ومسدسين حربيين مع الذخائر العائدة اليها، بالإضافة الى 30 جهازا خليويا وجهاز كمبيوتر محمول ومبالغ مالية من عملات مختلفة.

معبر فليطة

في السياق، أكدت مصادر أمنية أنّ «تسلل مسلحي المعارضة السورية إلى جرد عرسال عن طريق فليطة مسألة متوقع أن تتصاعد وتيرتها طالما استمر تقدم قوات النظام السوري وحزب الله» في يبرود، لافتةً الانتباه إلى أنّ هذه القوات «تركت عمدا معبر فليطة مفتوحا كي تبقي للمسلحين خيار الخروج من يبرود في سبيل تخفيف الضغط العسكري عن الجيش السوري أثناء تقدمه في المنطقة، حيث يشن بين الحين والآخر ضربات جوية على النطاق الجغرافي للمعبر في إطار سعيه لتمشيط المنطقة ودفع المسلحين إلى الخروج منها».

وإذ شددت على أنّ «الجيش اللبناني ليس بإمكانه إقفال هذا الطريق، خصوصا بعد أن تحولت المنطقة إلى منطقة عمليات عسكرية تشهد غارات جوية مكثفة»، أعربت المصادر الأمنية عن تخوفها «من انعكاس دخول المسلحين السوريين بهذه اﻷعداد إلى جرود عرسال بما سيشكل ضغطا كبيرا على أهالي البلدة والمحيط»، مبديةً في الوقت عينه خشيتها من أن «يعيد هؤﻻء المسلحون تنظيم أنفسهم على شكل مجموعات تتولى من داخل اﻷراضي اللبنانية شن عمليات ضد قوات حزب الله والنظام السوري».

عرسال متخوفة

من جهتها، تنقل مصادر ميدانية في بلدة عرسال هواجس متعاظمة لدى أهالي البلدة جراء التطورات الأخيرة، مؤكدين أنّ «الوضع لديهم سيئ جدا، سواءً لناحية التحركات من الداخل السوري باتجاه عرسال أو لجهة إطلاق الصواريخ على المناطق المجاورة للبلدة»، وكشفت المصادر أنّ أهالي عرسال «قرروا إثر سلسلة اجتماعات طارئة تشكيل مجموعات تحركت في جرود البلدة للبحث عن مطلقي الصواريخ، إﻻ أنّ المساحة الواسعة لهذه الجرود تحول دون العثور على هؤﻻء، وتغطية هذه المساحة تحتاج إلى عدد كبير من المتطوعين ومزيد من اﻹمكانات ليست متاحة لأهالي عرسال خصوصا أنهم لم يتلقوا أية مساعدات في هذا المجال».

وفي مسألة الدخول من سورية إلى عرسال، تلفت المصادر إلى أنّ «المعبر الوحيد الذي ﻻ يزال متوفرا هو طريق فليطة فقط، وهي تبعد عن عرسال نحو 70 كلم»، مؤكدةً «إمكانية وقف حركة الدخول عبر هذه المنطقة باتجاه عرسال إذا ما تحرك الجيش اللبناني بالتعاون مع الجيش السوري لهذا الغرض، لا سيما أنّ عبور هذه المنطقة بالسيارات أو الشاحنات يحتاج إلى أكثر من نصف ساعة ما يتيح إمكانية رصد ووقف كل حركة مشبوهة في هذه المنطقة من قبل الجيش اللبناني».

«لواء أحرار السنة»

وأعلن «لواء أحرار السنة بعلبك» أمس انتماءه لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، محذراّ «جبهة النصرة في لبنان» من نقل الخلاف الدائر بين الدولة والجبهة من سورية الى لبنان.

واعتبر «اللواء» في تغريدات على حسابه على «تويتر» أن «التصرف الشائن ليل أمس وتبني عملية اللواء عمل غير مقبول، وتصرف غير مسؤول»، داعياً «مقاتلي جبهة النصرة في لبنان في حال كانوا حقاً يريدون الجهاد، للقيام فعلاً بعمليات جهادية في لبنان لا أن يتبنوا عمليات اللواء التابع للدولة الإسلامية». كما حذّر اللواء الجبهة «من أي تصرف غير مسؤول»، موضحاً أن «لدينا معلومات عن وجود المجموعات التابعة للجبهة في لبنان».

وكان لواء «أحرار السنة في بعلبك» أعلن مساء أمس الأول، مسؤوليته عن تفجير النبي عثمان، لكن سرعان ما وصفت «جبهة النصرة في لبنان» حساب اللواء عبر «تويتر» بأنه «حساب استخباراتي يعتمد على الكذب والافتراء»، وتبنّت بنفسها التفجير الذي أسفر عن قتيلين، وأكثر من 14 جريحاً.