السيسي وترشحه للرئاسة

Ad

في رؤية تحليلية للمشير عبدالفتاح السيسي، بوصفه الشخصية التي اختارها المصريون لقيادة البلاد في المرحلة الراهنة وصفت وكالة "أسوشيتدبرس" السيسي بأنه ذو شعبية خارقة ومتدين ويتسم بالتواضع وعاطفي، وفي الوقت ذاته قوي وحاسم وصاحب قرار، كما أنه رجل وطني تعود جذوره إلى واحد من أقدم الأحياء الإسلامية التاريخية في مصر وهو حي الجمالية، وهو حي يرمز لدى المصريين إلى التقاليد المصرية الأصيلة.

وتطرق التقرير إلى تشبيه الكثيرين للسيسي بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ويؤكد التقرير أن شعبية السيسي الكاسحة قد تساعده في تنفيذ الكثير من المتغيرات والتعديلات الاقتصادية المثيرة للجدل.

وقد اهتبلت جماعة الإخوان الفرصة لتضيف إلى افتراءتها على ثورة 30 يونيو، افتراءً جديداً هو أن ترشح المشير السيسي للرئاسة، سوف يسقط القناع عن حقيقة الانقلاب العسكري، عندما يصبح قائد الانقلاب رئيسا للجمهورية.

كنت رئيساً لمصر

يقول الرئيس الراحل محمد نجيب في مذكراته "كنت رئيساً لمصر": "كان تحركنا ليلة 23 يوليو والاستيلاء على مبنى القيادة كان في عرفنا جميعا انقلابا، وكان لفظ الانقلاب هو اللفظ المستخدم فيما بيننا، ولم يكن اللفظ ليفزعنا لأنه كان يعبر عن أمر واقع، وكان هو اللفظ المستخدم في اتصالاتنا الأولى بالحكومة... ثم عندما أردنا أن نخاطب الشعب، وأن نكسبه إلى صفوفنا، أو على الأقل نجعله لا يقف ضدنا، استخدمنا لفظ حركة... وعندما أحسسنا أن الجماهير تؤيدنا وتهتف بحياتنا أضفنا لكلمة الحركة كلمة المباركة".

فماذا كان موقف جماعة الإخوان من الانقلاب العسكري في 1952 يقول الرئيس الراحل محمد نجيب- وهو في ذمة الله الآن- "إنه كان من رأي الإخوان إسقاط الملكية وإعلان الخلافة الإسلامية فوراً، وعندما أيد الإخوان قيام الثورة "الانقلاب" كانوا يتصورون أنها قامت لحسابهم، وأنهم سيحققون من خلالها التغيير المنشود... وربما لهذا السبب هاجموا في بيانهم الذي أصدروه في أول أغسطس 1952، عن "الإصلاح المنشود"، هاجموا الحياة النيابية السابقة، فقد كانوا يعارضون قيام الحياة الحزبية، ويرفضون صدور قانون تنظيم الأحزاب الذي صدر بعد ذلك في 1952/9/9، وعارضوا تحديد الملكية بمئتي فدان.

وقال المرشد العام للجماعة حسن الهضيبي لجمال عبدالناصر: لكي يؤيد الإخوان الثورة فإني أرى عرض الأمور التي تتخذها الثورة علينا قبل إقرارها، فرد عليه عبدالناصر قائلا: هذا يعني وضع الثورة تحت وصاية الجماعة، ونحن نقبل فقط التشاور في السياسة العامة مع كل المخلصين من أهل الرأي، دون التقيد بهيئة من الهيئات". (انتهى ما نقلناه من مذكرات نجيب).

أي أن الجماعة رحبت بالانقلاب العسكري في 23 يوليو 1952، لأنه طريقها إلى الحكم وأنها ستنفرد به بعد فرض وصايتها على مجلس قيادة الثورة.

موقف الإخوان من أزمة 1954

ويقول نجيب في مذكراته عن خطأ الإخوان في أزمة مارس بينه وبين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بأنه كان خطأ استراتيجيا، لأنهم تصوروا أن القضاء على الأحزاب كان لمصلحتهم، بحيث يصبحون الحزب الوحيد.

ويضيف نجيب: "إن الإخوان ظلوا على مواقفهم القديمة، ولم يتعلموا من درس حلهم، ولا من درس وضع قادتهم في السجن، وقرروا أنهم ضد الحياة النيابية، ومع الحياة العسكرية.

وإن الإخوان المسلمين عندما حاولوا الاتصال بي في ديسمبر 1953 وطلبوا مني أن أفوض مندوبا عني للتباحث معهم، فأوفدت قائد حرسي الضابط محمد رياض للتباحث معهم، الذي اجتمع بممثلي الإخوان المسلمين حسن العشماوي ومنير الدلة عدة مرات.

وأوضح لهم رياض رأيي في إنهاء الحكم العسكري الحالي وعودة الجيش إلى ثكناته وإقامة حياة ديمقراطية برلمانية وعودة الأحزاب وإلغاء الرقابة على الصحف، ولكنهم لم يوافقوا على ذلك، وطالبوا ببقاء الحكم العسكري الحالي، وعارضوا عودة الأحزاب وإقامة الحياة النيابية، كما عارضوا إلغاء الأحكام العرفية".

وأصبح الانقلاب ثورة

 ويضيف نجيب: "وبدأت الجماهير تخرج إلى الشوارع لتعبر عن فرحتها بالحركة... فاكتمل العنصر الناقص عنصر الجماهير الذي ينقص الانقلاب ليصبح ثورة قد توفر الآن، فبدأنا باستخدام تعبير الثورة إلى جانب تعبيري الانقلاب والحركة حتى قامت في مصر التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فتحول الانقلاب إلى ثورة".

وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.