سورية: تدمير «الكيماوي» يتعثر... وجبهات القتال تشتعل
• المعارضة تتقدم في دير الزور ومواجهات قرب دمشق• كيري وداود أوغلو يتحادثان بشأن «جنيف 2»
دخلت عملية نقل وتدمير ترسانة النظام السوري من السلاح الكيماوي في نفق مظلم مع إعلان البحرية النرويجية والدنماركية تلقي سفنهما أوامر بالعودة إلى مرافئ ليماسول جنوب جزيرة قبرص بسبب تأخير في العملية، في حين تواصلت المعارك العنيفة على جميع الجبهات خصوصاً في ريف دمشق ودير الزور ودرعا.عادت سفينتان عسكريتان مكلفتان مواكبة نقل الترسانة الكيماوية السورية في اتجاه إيطاليا لتدميرها في البحر، مساء أمس الأول الى قبرص بسبب تأخير في العملية.وقال مسؤول العلاقات العامة في القوات المسلحة النرويجية لارس هوفتن إن الفرقاطة النرويجية «اتش ان او ام اس هيلغي اينغستاد» تلقت الأمر بالعودة الى المرفأ الذي انطلقت منه في ليماسول جنوب جزيرة قبرص المجاورة. كذلك عادت سفينة أخرى دنماركية.ولم يعط المتحدث أي موعد لانطلاق السفينتين مجددا الى سورية، مشيراً الى «أننا لانزال على استعداد تام للعودة لكننا لا نعلم حتى الساعة متى ستصل الاوامر تحديدا» للبدء بتنفيذ العملية.وأعلنت الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيماوية المكلفتان الاشراف على عملية اتلاف الترسانة الكيماوية السورية، السبت ان الالتزام بمهلة 31 ديسمبر كحد أقصى لنقل العناصر الكيماوية الاكثر خطورة من سورية سيكون على الارجح مستبعدا.وإضافة الى الحرب الدائرة على الأرض، فإن مشاكل لوجستية والأحوال الجوية السيئة ساهمت أيضاَ في تأخير نقل العناصر الكيماوية في اتجاه مرفأ اللاذقية السوري، بحسب المنظمتين.مواجهات عنيفةميدانياً، أفادت الهيئة العامة للثورة لأمس بأن قوات النظام السوري استهدفت بالمدفعية مدينة الشيخ مسكين في درعا، كما استهدفت بالأسلحة الثقيلة قرية عتمان مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل تزامنا مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والجيش الحر على طريق نوى.وفي مخيم اليرموك بريف دمشق، قتل سبعة عناصر من قوات النظام من جراء اشتباكات عنيفة مع الجيش الحر. وفي القابون أفادت لجان التنسيق أن قوات النظام قصفت بالمضادات الأحياء السكنية مما أدى إلى حالة ذعر كبيرة بين المواطنين، في حين واصل النظام قصفه بالمدفعية والرشاشات الثقيلة لبلدة معلولا في القلمون. وتصدرت معركة دير الزور الأخبار الميدانية في سورية وسط أنباء تحدثت عن تقدم يحرزه مقاتلو المعارضة، حيث يحيط آلاف المقاتلين بمطار دير الزور العسكري الذي يعتبر أهم معقل للنظام في المدينة.وفي مدينة عدرا العمالية لم يكن الوضع أفضل، حيث تواصلت عمليات النزوح من المدينة المستمرة منذ أيام في ظل تصاعد وتيرة الاشتباكات بين قوات النظام وعناصر الجيش الحر الذين تمكنوا من السيطرة على المدينة قبل أسابيع.حرب صعبةسياسياً، أكد رئيس مجلس الوزراء السوري وائل الحلقي، خلال الجلسة الأخيرة من الدورة العادية الخامسة من الدور التشريعي الاول لمجلس الشعب أمس، أن بلاده «تعيش حرباً صعبة، والجميع من موقعه مدعو إلى التصدي لهذه الحرب»، متهماً «دولاً غربية وعربية دربت المسلحين في خان العسل بريف حلب».وأوضح الحلقي أن «الحكومة تواجه تحديات كبيرة فرضتها تطورات الأزمة، من خلال استمرار العقوبات الاقتصادية والتخريب الممنهج الذي قامت وتقوم به المجموعات الإرهابية»، مشيراً الى ان «التحدى الأصعب هو الإغاثة ومساعدة المواطنين الذين هجروا من منازلهم.دعوات جنيفوبينما جدد الحلقي تأكيد دمشق للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، قال مصدر في وزارة الخارجية لصحيفة «الوطن» السورية أمس إن تأخر ارسال الدعوات الى المؤتمر المقرر عقده في سويسرا في 22 يناير، سببه «تعثر تأليف وفد المعارضة».وأوردت صحيفة «الوطن» نقلاً عن المصدر تأكيده «أن الدعوات لم ترسل كما كان محددا في ديسمبر نتيجة تعثر تأليف وفد يمثل المعارضة».وأوضح المصدر أن دمشق «أرسلت منذ مدة أسماء وفدها المشارك، وسيترأسه وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، وهي ماضية في تحضيراتها واستعداداتها لحضور» المؤتمر الذي سيعقد في مدينة مونترو السويسرية.وكان وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والتركي، أحمد داود أوغلو ناقشا، في اتصال هاتفي أمس الأول، تطورات الوضع في المنطقة، والتحضيرات لمؤتمر «جنيف 2» والهجمات الدامية على مدينة حلب السورية.