"مؤلمة"

Ad

لا فوانيس القاهرة تضيء

ولا مآذن دمشق تكبّر

ومتاجر بغداد أغلقت

والقدس لا تزال أسيرة

وأمة محمد تدعو للبرازيل بالفوز

أي ذلّ يعيش هذا الجيل؟!

ما سبق رسالة وصلتني بالواتساب، كانت "مؤلمة" كعنوانها وكلماتها، يالله... فعلاً "أي ذل يعيشه هذا الجيل؟!"، حتى البرازيل صعقتها الماكينة الألمانية كصاعق كهربائي أفقدها الوعي الكروي، لقد فشلنا حتى في مؤازرتنا للاعبي السامبا، أرى قسمات الصدمة والذهول والبكاء في وجوه المشجعين البرازيليين، وأتذكر مآسي العرب التي تتواصل وتملأ نشرات الأخبار بخبر عاجل، ونرد بتمني فوز البرازيل! وكثير كان رده بإقامة خيام رمضانية تمارس فيها المسابقات الترفيهية على أنغام الموسيقى بالتزامن مع شرب الشيشة والسيجار، مؤلمة حال "خير أمة أخرجت للناس"، تلك الأمة التي يعيث بها الرويبضات فساداً، تلك الأمة التي لم تعد تملك صلاحية حتى الشجب والاستنكار، واكتفت بأمنيات فوز البرازيل!

فوز ألمانيا بسبعة أهداف كان إهانة للذاكرة الكروية، وبصقة في وجه من تغنى ورشح البرازيل، ووصمة عار على كل منتمٍ إلى هذا الفريق الذي "فرمته" الماكينات الألمانية في مساء برازيلي حزين ومضطرب، لا تحزني يا برازيل فالحكاية لا تتعدى خسارة مباراة كرة قدم وإن كانت مذلة كروياً، ولا بد أن يأتي رد الاعتبار فهذه طبيعة كرة القدم تعطي من يعطيها، والبرازيل لم تعط ما يكفي هذه المرة، وستتعلم الدرس وتعطي مستقبلا، هذه كرة القدم مهما تبلغ تراجيديتها تبقى في النهاية كرة قدم! لكن من يحزن لغزة، لحلب، لحمص، لكل بلاد يعرب والإسلام؟ فالدماء تسفك، والأراضي تستحل، والأعراض تنتهك، ولا من مجيب لصراخ من يصيح وينادي! كثير من العرب وللأسف لم يكترثوا لغزة المحاصرة من اليهود برا وبحرا وجوا، ويكاد حزنهم على خسارة البرازيل بل بكاء بعضهم لا يقارن بحزنهم وجزعهم لغزة؛ هذا إن حزنوا أو جزعوا! فتباً لأمة تقصف مدنها ويقتل أهلها، ويكون أقصى طموح شبابها فوز البرازيل في مباراة كرة قدم، أو إقامة خيمة رمضانية لسماع موسيقى وشرب الشيشة.

يقول الشاعر:

نعيب زماننا والعيب فينا

وما لزماننا عيب سوانا

الأمة العربية بحاجة لعمل كبير جدا، لتعود أمة تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، أمة لا يضام فيها حر، أمة هي خير أمة أخرجت للناس. لا أريد أن أستمر في جلد الذات، ولا أملك إلا الدعاء، أسأل الله أن يحمي أهلنا في غزة وسورية والعراق، إنه سميع مجيب الدعاء، ولا حول ولا قوة إلا بالله.