الجويعد يحدد أسباب تأثر اللهجة الكويتية بالمفردات التركية

نشر في 01-11-2013 | 00:02
آخر تحديث 01-11-2013 | 00:02
No Image Caption
ضمن محاضرة ثقافية استضافتها رابطة الأدباء

استعرض الباحث طلال الجويعد بعض المفردات التركية التي درجت على ألسنة الكويتيين خلال محاضرة ثقافية في رابطة الأدباء.
حدد الباحث طلال الجويعد أسباب تأثر اللهجة المحلية ببعض المفردات التركية، مشدداً على أن التبادل التجاري ساهم في هذا التبادل الثقافي والأدبي بشكل كبير.

وقال الجويعد ضمن أمسية «المؤثرات التركية في اللهجة الكويتية» التي نظمتها رابطة الأدباء الكويتيين في مقرها بمنطقة العديلية، إن اللغة التركية مكونة من اللغتين العربية والفارسية، لأن الأتراك كانوا مجموعة من القبائل الرحل، لكن باعتناقهم الإسلام انتقلوا إلى من موطنهم الأم إلى البلاد الإسلامية، مستفيدين من «العربية» التي أصبحت لغة الدين و»الفارسية» التي كانت لغة الأدب، وبهذا المزج مع اللغة الأصلية تكونت اللغة التركية.

وأضاف: «إن قضية الاندماج اللغوي قضية صعبة، وإن اللغة التركية هي لغة مكونة من أكثر من لغة، فتحوي على أربعين في المئة فقط من اللغة الأصلية للأتراك بينما %40 مأخوذة من اللغة العربية و%20 من اللغة الفارسية، وثمة خلاف كبير بين الفرس والأتراك في أصل بعض الألفاظ».

لغة عالمية

وبشأن تطور المد العثماني، أكد الجويعد أن النفوذ العثماني شهد تطوراً كبيراً في القرن الثالث عشر، إذ سيطرت الإمبراطورية العثمانية على العديد من دول العالم في قارات أوروبا وآسيا وإفريقيا، وتماشياً مع بسط النفوذ أصبحت اللغة التركية لغة عالمية، ووصل تأثيرها إلى العديد من اللغات ومنها اللغة العربية، وهو ما جعل اللهجة الكويتية تتأثر بها أيضا، محدداً أسبابا أخرى أدت إلى تأثر اللهجة الكويتية بالمفردات التركية، في مقدمتها التبادل التجاري، إذ كانت الكويت تشهد حركة تجارية نشيطة، وكان التجار الكويتيون يعودون من سفرهم بالعديد من المصطلحات التركية.

واستطرد الجويعد في الحديث عن الانفتاح التجاري الذي كانت تعيشه الكويت آنذاك، مبيناً أن تجار الترانزيت الذين يجوبون البلدان كانوا يحملون معهم بعض المفردات لأنهم يسعون إلى التعرف على لغة  البلد مكتسبين بعض العادات والسلوكيات من التبادل الثقافي، لذلك استحوذت اللغة التركية على نصيب الأسد في تأثر اللهجة الكويتية بها، ويلفت الجويعد إلى أن حرية الحركة التجارية بين العراق والكويت ساعد أيضا على دخول بعض ألفاظ التركية إلى اللهجة الكويتية.

المؤرخون والمؤثرات

وعن رصد المؤرخين الكويتيين للمفردات التركية التي تأثرت بها اللهجة الكويتية، استعرض الجويعد الإصدارات التي تناولت المفردات التركية التي استقرت في اللهجة الكويتية ودرجت على ألسنة الكويتيين، ومنهم كتاب «من تاريخ الكويت» للمؤرخ سيف مرزوق الشملان، و«الموسوعة الكويتية المختصرة» للمؤلف حمد السعيدان، وإصدار «المفردات الأجنبية في اللهجة الكويتية» للمؤلف خالد سالم، وكذلك «موسوعة اللهجة الكويتية» للباحث خالد الرشيد.

وفي ما يتعلق بالتأثيرات الأخرى، أوضح الجويعد أن تأثير التركية على اللهجة الكويتية لم يكن فقط في إطار الألفاظ المتداولة في الحياة اليومية بل تجاوز ذلك إلى التأثير في بعض قواعد الصرف، إذ أن جيم الصنعة الشائعة في اللهجة الكويتية والتي مازال الكويتيون يستخدمونها في كلامهم حتى الآن مأخوذة من التركية، وكذلك ياء التخيير.

مفردات متداولة

ثم قرأ الجويعد مجموعة مفردات تركية انصهرت ضمن اللهجة الكويتية بعضها استمر تداوله حتى الآن، وعدد منها اندثر ومن هذه المفردات: «أسطى وبقجة ودوشك وتفك وجنطة وقوزي وشيشة وعرموط وطرشي وزنكي وبشكير وطابور وزنجير وشرشف وكور وقيمر وإسكل وطابه وأبله وطوز ونرجيلة».

مكونات اللهجة المحلية

ثم فتح باب النقاش، وقد لفت محتوى الندوة الحضور، وطرحوا مجموعة استفسارات حول أصول بعض المفردات المتداولة، معتبرين أن اللغة كائن يتطور مع مرور الأيام.

 وبدوره، تمنى الدكتور سليمان الشطي إجراء تصنيف للمؤثرات التي ساهمت في دخول بعض الكلمات إلى اللهجة الكويتية، وكذلك عقد مقارنة بين مكونات اللهجة المحلية الأصلية والألفاظ الأخرى المتداولة التي تنتمي إلى لغات أخرى، كما أوضح أن كلمة طوز فارسية الأصل لكنها دخلت إلى التركية. أما الدكتورة فاطمة العازمي فلفتت إلى أن ظاهرة انتقال الألفاظ من لغة إلى أخرى تندرج تحت مصطلح «الاقتراض اللغوي» وأن هذا الاقتراض لا يقتصر على الألفاظ فقط، بل يمتد إلى الجوانب الصرفية أيضاً.

يذكر أن الباحث خالد سالم أدار الندوة، مستعرضاً لمحة ذاتية عن الضيف.

back to top