من أهم الشروط بأي عمل خيري هو تنفيذه بطريقة سليمة، ووصول التبرع لمستحقيه مباشرة عبر أناس مختصين وثقة؛ لأن عدم وصول التبرعات بطريقة سليمة يفقدها قيمتها الإنسانية، خصوصاً إن كانت في أيدي من يتصرفون بها وفقاً لأهوائهم أو أجندتهم الخاصة سياسية كانت أو غيرها.

Ad

 "بيت من الكويت" مشروع إغاثي ووقفة طيبة رائعة من أرض الطيب الكويتية، وبعدها مؤتمر المانحين الثاني للشعب السوري بمبادرة من سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي قاد المبادرة بتبرع سخي بخمسمئة مليون دولار، ووجه نداء استغاثة لكل من في الكويت لدعم الشعب الشقيق.

الجميل في المبادرة أنها كويتية خالصة، لم تكن من جماعة معينة أو تيار سياسي إنما برعاية أميرية كريمة ومعطاءة، وهي تاج عز وفخر فوق جبين كل كويتي ومقيم في هذه الأرض الطيبة، وقد تم تكليف المستشار عبدالله المعتوق رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالإشراف على المبادرة مع الجمعية الكويتية للإغاثة، وهو اختيار في محله.

 وأرجو من الأخ المعتوق وضع عدد من الملاحظات المهمة كي لا تتجمد المساعي الطيبة للمبادرة والمخلصين القائمين عليها؛ لأن أي عمل خيري لا يصل إلى مستحقيه مباشرة يكون ناقصاً، ولا يؤدي الغرض منه، وفي أحيان يتمنى المرء لو أنه لم يكن؛ لذا أرجو أن يعمل الإخوة على بذل الجهد لإيصال هذا العمل إلى مستحقيه بدون وسيط من هنا أو هناك، وأن يشرفوا بأنفسهم على العمل، إذ إننا نقرأ ونسمع كثيراً عن شكاوى عدة، بأن مساعدات كثيرة استقرت في غير أماكنها، فليس المطلوب تأثيث فندق في إحدى العواصم، أو توصيل مؤن إلى لجان في شكلها خيرية، وفي حقيقتها حاضنة للإجرام وداعمة للنظام الدموي في دمشق!

هناك مهازل ومآس تتعرض لها التبرعات في "الزعتري"، وأقل منها في تركيا، ومشاكل إغاثية في لبنان، فلو تتم الاستفادة ويفتح باب المشاركة بتنفيذ المبادرة للمتطوعين الكويتيين من ذوي الخبرة والثقة في أعمال الإغاثة والخير، فذلك سيكون أمراً جيداً؛ لأن هناك معاناة مع الوسطاء الذين يوجدون في مناطق اللجوء، إذ يستغلون التبرعات أسوأ استغلال.

ويجب أن يتم التأكد تماماً من وصول التبرعات للمستحقين، فالنوايا الطيبة لا تكفي في كل حال إن لم يلازمها عمل دقيق وممتاز، ويعلم الأخ المعتوق أن كثيراً من المتطوعين الثقات يقومون بجمع تبرعات ومساعدات من المواطنين والمقيمين، ويوصلونها بدقة إلى مستحقيها بدون دعم من أي جهة، بل مجرد جهود فردية مخلصة.

وهذه المبادرة فرصة لتشجيعهم ومشاركتهم في هذا العمل الكبير... يقول الله تعالى "ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً". سورة الإنسان (الآية 8)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صنائع المعروف تقي مصارع السوء".

أسأل الله أن يعجل بفرج أهلنا وأشقائنا في سورية وأن يندحر هذا النظام الدموي القاتل، وأن تعود الشام أرضاً للسلام والمحبة، وليس ذلك على الله ببعيد.‏‫