بعد معارك ضارية مع تشكيلات الجيش السوري الحر، لجأ عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أمس إلى الانسحاب من مدينة سراقب، أحد أبرز معاقلهم في محافظة إدلب في شمال غرب سورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أمس: «انسحب عناصر الدولة الاسلامية في العراق والشام فجر اليوم (امس) من مدينة سراقب، في اتجاه بلدة سرمين»، على بعد نحو 15 كلم غرباً، مضيفاً أن عناصر هذا التنظيم الجهادي المرتبط بالقاعدة «انسحبوا بعدما أصبح وضعهم صعبا في المدينة، وحوصروا من قبل الكتائب الاسلامية والكتائب المقاتلة في الطرفين الغربي والجنوبي لسراقب».وأوضح عبدالرحمن ان هذه المدينة «كانت من أبرز معاقل الدولة الاسلامية في ادلب، وتواجد فيها أكثر من 300 مقاتل قبل بدء المعارك»، مشيراً الى أن العشرات من هؤلاء «قتلوا او جرحوا خلال الايام الماضية». ومن أبرز هؤلاء «أمير داعش» في المدينة أبو البراء البلجيكي، الذي قضى الأربعاء في اطلاق نار عليه من مقاتلين معارضين، بحسب المرصد. وكان «أبو البراء» توعد باللجوء الى السيارات المفخخة في حال تواصل المعارك بين عناصر الدولة الاسلامية ومقاتلين من المعارضة.ولجأ «داعش» في رده على المجموعات التي تقاتله وأبرزها «الجبهة الاسلامية» و»جبهة ثوار سورية» و»جيش المجاهدين»، الى عمليات انتحارية عدة، غالبيتها بسيارات مفخخة، تسببت بمقتل العشرات.تقدم «الدولة»وفي محافظة حلب، أكد المرصد استعادة «داعش» سيطرته الكاملة على مدينة جرابلس بعد ساعات من فقد السيطرة عليها عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي كتائب الجيش الحر، مشيراً إلى أن عناصر التنظيم نفذوا إعدامات ميدانية لمقاتلي الكتائب من بينهم أسرى وذلك بعد وصول تعزيزات عسكرية لهم من مناطق في ريف حلب الشرقي. لكن المرصد، الذي تحدث عن انفجار سيارة مفخخة قرب جامع البتول بحي الزبدية، أوضح أن مقاتلي كتائب الجيش الحر سيطروا على بلدة عاجل وعلى أجزاء واسعة من الفوج 46 الذي كان أهم معاقل للدولة الاسلامية فيها.جرائم حربفي موازاة ذلك، ورغم تمكن الأمم المتحدة من إدخال مساعدات الى احدى مناطق الغوطة الشرقية بالتعاون مع السلطات السورية، اعتبرت منظمة العفو الدولية أمس الأول أن حصار القوات النظامية لبعض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة هو «جريمة حرب»، مطالبة بفك هذا الحصار تزامناً مع مؤتمر «جنيف-2» الأسبوع المقبل. وقال مدير المنظمة في الشرق الاوسط وشمال افريقيا فيليب لوثر، في بيان، إن «الحكومة السورية تعاقب في شكل ظالم المدنيين المقيمين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. تجويع المدنيين كوسيلة حرب هو جريمة حرب»، مضيفاً: «يجب رفع الحصار فوراً، وعدم استخدام المساعدات الانسانية كوسيلة لتحقيق مكتسبات عسكرية أو سياسية».وأوضح البيان أن «الحكومة السورية اعترضت ايصال مساعدات حيوية الى السكان المدنيين في دمشق ومحيطها، ومنهم سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين» الذي يسيطر مقاتلون معارضون على اجزاء واسعة منه منذ عام، وتفرض قوات النظام حصارا مشددا عليه منذ اشهر. ووثق المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل نحو خمسين شخصاً في الاشهر الثلاثة الماضية في اليرموك جراء نقص المواد الغذائية والدواء، آخرهم شخصان أمس الأول.كما أشارت منظمة العفو الى ان الحصار على معضمية الشام والغوطة الشرقية قرب دمشق، إضافة الى مناطق اخرى ابرزها احياء المعارضة في مدينة حمص وسط سورية، «ترك مدنيين يائسين محاصرين في ظل نقص حاد في الغذاء والمواد الطبية».اجتماعات مغلقةسياسياً، بدأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أمس في اسطنبول اجتماعات مغلقة لاتخاذ قرار نهائي بشأن المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» الذي سيعقد في الـ22 من الشهر الجاري لإيجاد حل سياسي للنزاع السوري.وقالت مصادر في الائتلاف لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أمس، إن «جدول اعمال اجتماعات الهيئة العامة الـ12 اليوم سيغطي الجانب التنظيمي حيث سينتخب اعضاء الهيئة العامة الهيئة السياسية مع كلمة لرئيس الائتلاف أحمد الجربا على ان تؤجل مناقشة المشاركة في مؤتمر جنيف 2 حتى يوم غد السبت».استكمال الحكومةوأكدت المصادر أنه سيتم تأجيل انتخاب وزراء الحكومة المؤقتة الثلاثة المتبقين لحقائب الداخلية والصحة والتعليم لاجتماع قادم، لافتة إلى ان الجربا سيعرض تقريره على اعضاء الهيئة العامة للائتلاف حول سلسلة اللقاءات والاجتماعات التي عقدها خلال هامش مؤتمر اصدقاء سورية وعلى هامشه والذي عقد في باريس مع ممثلي الدول الـ11 على مستوى الوزراء في الـ10 و11 و12 من الشهر الجاري في حين سيعرض بدر جاموس الامين العام للائتلاف تقريرا مماثلا حول ما قام به وفد الائتلاف في باريس وحصيلة اللقاءات وموقفهم من مؤتمر «جنيف 2».ومن جهته، حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري المعارضة السورية أمس الأول على حضور هذه المحادثات، بينما انتقد حكومة دمشق لقولها إن الاجتماع يجب أن يتناول مكافحة الإرهاب لا العمل على إيجاد تسوية سياسية.وفي سياق متصل، تستضيف مدينة شانلي أورفه التركية الاجتماع الثاني لوزراء دول جوار سورية لبحث مشاكل اللاجئين السوريين والذي يشارك به وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ووزير الشؤون الاجتماعية اللبناني وائل أبو فاعور ووفد من الأردن برئاسة ساجا المجالي ووفد من مصر برئاسة رندا لبيب حسن.
دوليات
سورية: «داعش» يخسر سراقب... و«الائتلاف» يقترب من «جنيف2»
18-01-2014