{ظلال وألوان} و«تناغمات لونية}
إطلالتان مصريتان على تراث الزخارف العربية
برعاية الدكتور صلاح المليجي، رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية، افتتح في مركز محمود سعيد معرضان: {ظلال وألوان} للفنان حسن واصف و{تناغمات لونية» للفنانة فاطمة الزهراء، بحضور أحمد عبد الفتاح، رئيس المتاحف الفنية ولفيف من النقاد والجمهور.
برعاية الدكتور صلاح المليجي، رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية، افتتح في مركز محمود سعيد معرضان: {ظلال وألوان} للفنان حسن واصف و{تناغمات لونية» للفنانة فاطمة الزهراء، بحضور أحمد عبد الفتاح، رئيس المتاحف الفنية ولفيف من النقاد والجمهور.
تجاورت لوحات المعرضين بعناصرها المتفردة، وقدرة كل فنان على صياغة تشكيلية تنتصر للجمال كغاية، وتزخر بإشارات رافضة للصراعات الإنسانية، ومواكبة معطيات اللحظة العربية الراهنة. أشاد الحضور بالتناغم التجريبي لواصف والزهراء، وجرأة استخدامهما للألوان، وتفرد رؤيتهما لماهية الفن، واستلهامهما خصائص تراثية وبيئية، وإثارة خيال الرائي في استخلاص المعاني، والتعرف إلى جماليات مدارس فنية مختلفة.
معاناة داخليةضمّ {ظلال وألوان} لحسن واصف نحو 23 لوحة، تراوحت بين ابتكار مضامين فكرية وجماليات تثير مخيلة المتلقي، وتحفزه بطاقة شعورية، وإدراك لجدلية اللون، ولعناصر وثيقة الصلة بالبيئة الساحلية.بعد ابتعاده فترة عن الساحة التشكيلية، عاد واصف بكم من الحنين إلى الإبداع، وخبرات وجدانية توزعت على لوحات معرضه، ومشاهدات يومية، ولحظات تأمل تضمنتها {اسكتشات} على الورق بالفرشاة والقلم الرصاص.أوضح واصف أن لحظات التأمل لا تذهب هباء، لكن مخزوناً غير عادي يتفجر حين يمسك الفنان قلم الرصاص على الورق، وحتى ينتهي بفرشاته وألوانه، ويعود إلى ممارسة الفن.انطلقت فكرة «ظلال وألوان} من لوحة تجسد معاناة داخلية للفنان، وتراكم مجموعة من «الفرشات» تلقي بظلالها على سطح رمادي، وبقعة متمازجة الألوان، تثير انتباه الرائي إلى حواف نارية متوهجة.زخرت لوحة» تكوين} بدلالات، ورؤية الفنان لفضاء يحمل خصائص مصرية: الأهرامات الثلاثة بلون الشمس، ومنضدة تحمل زجاجة وإبريقاً وبعض الثمار، وخلفية ملونة تستلهم الشكل التجريدي لفن {الخيامية}.وفي إحدى لوحاته يؤكد واصف فكرة {ظلال وألوان»، ويجسد فضاء رملياً، تتوسطه براعم بلون ناري، وتحيطها نباتات خضراء، بما يوحي بإمكانية تطويع الطبيعة نحو النماء. تنوعت لوحات واصف بين طبيعة صامتة وتكوين وبورتريه، وخامات مختلفة من الباستيل والألوان المائية والأكرليك، وبهاء الأبيض والأسود، وتعدد الرؤى والخبرات الوجدانية.اهتم واصف بتطبيق مفهوم التجريب، وانطلاقه من خصوصية بيئته، ابتكار أفكار متجددة وعدم محاكاة الواقع، وبدت لوحاته رافضة للنسق التقليدي، والنمطية والجمود العقلي، بما تحمل من إشارات محرضة على الجمال. يمتلك الفنان حسن واصف تجربة متفردة في الرسم، وله معارض خاصة ومشاركات في معارض جماعية داخل مصر وخارجها.تناغمات لونيةضم معرض «تناغمات لونية» للفنانة فاطمة الزهراء، نحو 45 لوحة، وتناولت، بأسلوب تجريدي، موضوعات مختلفة، وتكوينات من الألوان {الساخنة والباردة»، وخصائص البيئة الساحلية.تميزت اللوحات بنزعة تجريدية، وتوزعت الألوان، وفق منظور الرائي، واستخدام سيكولوجية الخطوط، بما تحمل من معان ودلالات موحية، وتعدد المضامين التعبيرية، وتنوع الأفكار الرئيسة لكل لوحة.نوعت الزهراء في أفكار لوحاتها التي ازدانت بتناغم الخطوط ومضامين تعبيرية ورمزية، واستحضار لغة تجريدية تحتفي بعناصر البيئة الساحلية، وتمازج الألوان في فضاء مشحون بالتوتر الانفعالي، ورؤية طامحة لتغيير العالم إلى الأفضل. كذلك عرضت لوحات بالأبيض والأسود، يظهر فيها بوضوح التضاد بين اللونين، واستخدمت خامات الأكرليك والغواش، بتناغم بين رمزية الخطوط واستلهام أشكال تراثية للزخارف العربية.وفي لوحة {شمس غاربة}، تستحضر الفنانة معتقدات راسخة، وموحية بنذير السطوع من فضاء الغروب، وتداعيات الصراع الإنساني على كوكب الأرض، والتضاد بين حالة الإشراق اللوني للشمس، والتكوينات الغارقة في الظلمة.تميزت اللوحات بلغة تجريدية لا تعترف بالفراغ، وتحتفي بفضاء مزدحم بالألوان والخطوط، وتنطوي على طاقة شعورية جارفة، ورغبة في التعبير عن مسارات جمالية مغايرة.في لوحات الزهراء تناغمت رمزية الألوان والتشكيل، وشحذ الخيال نحو اللامرئي في الواقع، والتشبث بطاقة وجدانية مقاومة لمشاعر سلبية، وتجسيد رؤية مغايرة لمفردات الطبيعة، والتعبير عن عالم مشحون بالتراجيديا وومضات للفرح.يذكر أن الفنانة فاطمة الزهراء أحد الوجوه التشكيلية المصرية، شاركت في فعاليات محلية ودولية، وأقامت أربعة معارض فردية، و89 معرضاً جماعياً، ولديها مقتنيات في وزارة الثقافة بمصر، وكلية القيادة والأركان في أميركا.