فاز الفيلم المصري الروائي الطويل {فرش وغطا} (بطولة آسر ياسين) بجائزة {أنتيغون الذهبية} لأحسن فيلم في مهرجان مونبلييه لأفلام دول البحر المتوسط في دورته الخامسة والثلاثين، وهي المرة الثانية التي ينال فيها فيلم مصري الجائزة بعد {الأبواب المغلقة} للمخرج عاطف حتاتة (1999).

Ad

كذلك نال {فيلا 69}، بطولة أروى جودة وخالد أبو النجا ولبلبة، جائزة التحكيم الخاصة في مسابقة {آفاق جديدة} في الدورة السابعة في {مهرجان أبو ظبي السينمائي}، وفاز {القيادة في القاهرة} أول فيلم روائي طويل للمخرج شريف القشطة بجائزة أحسن فيلم عربي في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة.

شمولية

يوضح أحمد عبد الله، مؤلف {فرش وغطا} ومخرجه، أن جوائز المهرجانات تختلف في ما بينها وفقاً لأعضاء لجان التحكيم، ورؤيتهم الخاصة للأعمال المشاركة فيها، مشيراً إلى سعادة فريق عمل الفيلم بقرار المحكمين في مهرجان مونبلييه منحه الجائزة، باعتباره يستحقها أكثر من الأفلام الأخرى المشاركة في المسابقة.

يضيف: {لا يقتصر المستقبل على وجود نوع واحد من السينما، بل يشمل أنواعاً عدة؛ فنجد التجارية مثل أفلام العيد، والجادة التي تقدم إما بشكل مستقل أو على يد مخرجين كبار؛ بمعنى تُعرض أفلام لي ولإبراهيم بطوط ولهالة لطفي، كذلك أفلام لداود عبد السيد ومحمد خان، والأفلام الموصوفة بالشعبية... يسمح هذا التنوع بعرض أكبر نسبة من الأفلام، ويكون على المشاهد اختيار من بينها.

بدورها تبدي مخرجة {فيلا 69} آيتن أمين سعادتها بتقدير القيمين على مهرجان أبو ظبي السينمائي للمجهود الذي بذله فريق عمل الفيلم، لإنجازه بشكل يجعله جديراً بالحصول على جائزة التحكيم الخاصة.

تتوقّع آيتن أن تسيطر السينما المستقلة في دور العرض في الأعوام الأربعة المقبلة شرط توزيعها بشكل يجعلها أقرب إلى الجمهور في المحافظات كافة، وطرح التذاكر الخاصة بها بأسعار مخفضة، لأن ارتفاع أسعار التذاكر يجعل المشاهد يختار نوعية الأفلام التي اعتاد عليها بدلا من المغامرة بالمبلغ ومتابعة فيلم قد لا يعجبه، لذا يتيح تخفيض سعر التذاكر للمشاهد فرصة تشجيع الأفلام المستقلة من خلال مشاهدتها.

تفاؤل

يعبّر المخرج الشاب أدهم الشريف عن تفاؤله بالأفلام المستقلة وبأن نجاحها لا بد من أن يغيّر شكل السينما في الأعوام المقبلة، مؤكداً أن  ما ينقصها توافر دور عرض تسمح بوجودها مع الأفلام المنافسة.

يضيف: {تعاني هذه الأفلام من احتكار بعض المنتجين لدور العرض ما يؤثر على انتشارها، فلو يسمح بعرضها بالتوازي مع أفلامهم يمكنها تحقيق الجماهيرية التي يحلم بها صانعوها، لكن للأسف ما يحدث عكس ذلك؛ فما إن يطرح الفيلم في دور العرض حتى يسحب منها بعد أسبوع، على غرار ما حدث مع {هرج ومرج}، و}عشم}. يتطلب الأمر  اتسام دور عرض بالجرأة، والإيمان بفكرة السينما المستقلة}.

يلاحظ أنه في  السينمائيون يتحدثون عن هذا الوضع على الدوام، لكن من دون اتخاذ خطوات فعلية، كالاتفاق مع دور عرض مثلا لتفتح قاعاتها  وتعرض الأفلام المستقلة.

من جانبه، يرى المخرج الشاب بهاء الجمل ألا وجود لمصطلح {السينما المستقلة} ما دام يتوافر منتج ينفق على العمل، ولا يعتبر تلك التجارية المطروحة في سوق السينما أفلاماً أو حتى محاولات من أصحابها لتفاهة المضمون المقدم فيها، متمنياً أن تسود أفلام تحترم عقل المشاهد ووجدانه، سواء كانت تجارية، أو تلك التي تحصد جوائز في المهرجانات، المهم  توافر آلية تدعم المخرجين الذين لا يجدون من يدعمهم.

صبر

يوضح المخرج والناقد محمد كامل القليوبي أن الجوائز التي حصلت عليها الأفلام المستقلة تشير إلى قدرتها على تحقيق حضور قوي في السوق الداخلي وأعلى الإيرادات، {لكن لن يحدث ذلك بين يوم وليلة، بل يحتاج إلى صبر صانعيها لتنال حقها من التوزيع ويصبح لها جمهور في كل مكان تُعرض فيه}.

يضيف أن هذا الانتشار مرتبط بدعم جهات إنتاجية كبيرة لهذه الأفلام، وتأمين الاستمرارية لصانعيها، وهذه المشكلة ليست قائمة في مصر فحسب إنما في العالم أيضاً.

أما الناقد إمام عمر فيعتبر أن تكريم الأفلام المصرية المستقلة الطريق الوحيد الذي سيدفع كبار المنتجين، أمثال محمد حسن رمزي وأحمد ومحمد السبكي، وغيرهم ممن يبحثون عن الأعمال التي تحقق لهم أعلى الإيرادات في شباك التذاكر، إلى التفكير في تقديمها، لا سيما إذا كانت مدعومة بأفكار الجيل الجديد من المبدعين المخرجين والمنتجين، في مقدمهم محمد حفظي، أحمد عبد الله، وخريجو معهد السينما الجدد الذين سيرفعون ذوق الجمهور بأفلامهم التي لا تنزل إلى مستوى العشوائيات رغم أنها قد تعرضها ضمن أحداثها.

يضيف أن هذه التكريمات والجوائز ترفع اسم مصر في الخارج خلافاً لـ {القشاش} وغيره من أعمال فارغة من ناحية المضمون، ويستحيل دخولها أي مهرجانات عربية، لأن لجنة المشاهدة سترفض مشاهدتها سواء كان أعضاؤها من مصر أو من دول إقليمية أو عالمية.