بمجرد أن تسمع لفظ «حمام التلات»، تعود بك الذاكرة إلى ما قرأته عن زمن «قاهرة المعز»، إبان حكم الفاطميين لمصر المحروسة، الذين كانوا أول من استحدث الفكرة الفرعونية القديمة بإنشاء حمامات البخار والتدليك الشعبية، ذات التكلفة القليلة، ولكنك ستُدهش حينما تعرف أن «حمام التلات»، مازال موجوداً ويستقبل زبائنه، بنفس حوائطه القديمة المبنية من الطوب الحجري الأبيض، وفي قلب العاصمة القاهرة، في حي «بولاق أبوالعلا»، بالقرب من الحمام الأشهر في السينما المصرية: «حمام الملاطيلي». «حمام التلات»، لا يختلف كثيراً عن مراكز العناية بالبشرة، أو ما يُعرف حالياً بـ»SPA»، لكن الأول يتخذ طابعاً شعبياً قديماً، فمع دخول الزائر يجد في استقباله مباشرة شخصاً يدعى «مشمش»، وإلى اليمين يوجد ممر ضيق يفضي إلى ثلاث غرف، واحدة لتغيير ملابس الرجال، وأخرى للسيدات وأدراج الأمانات، والثالثة لـ«الحنانة»، التي تقوم برسم الحناء.

Ad

وفي نهاية الممر غرفة البخار الكبيرة، التي تشبه حمام «الجاكوزي» حالياً، تتوسطها نافورة وحولها مقاعد رخامية مستطيلة الشكل، و3 أحواض للمياه الساخنة والباردة، وفي هذه الغرفة تتم عملية «التكييس» التي يقوم الزائر خلالها بإزالة ما يعلق في الجلد الخارجي من جسده من قشور أو دهون.

وتعتبر التكلفة الزهيدة أحد أبرز مزايا هذا الحمام، التي تدفع المقبلين على الزواج يرتادونه، مقارنة بصالونات ومراكز التجميل الحديثة، حيث تتكلف الزيارة نحو 30 جنيهاً مصرياً «نحو 4 دولارات»، وتشمل البخار والحمام المغربي والتكييس وإزالة الشعر.