اعتراض المبادرة المصرية بمفاوضات جانبية في تركيا
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وهنا فإن ما يعزز هذه الحقيقة أو هذه الحقائق هو أن الإخوة "الأعزاء" في "حماس" قد تمسكوا في بدايات مفاوضات القاهرة، التي كانت ومنذ اللحظة الأولى كمن يقفز فوق حبل مشدود، بأن يتم تشكيل هيئة فلسطينية من خارج إطار منظمة التحرير، للتفاوض مع الإسرائيليين عبر الوسيط المصري، لكنهم ما لبثوا أن تخلوا عن هذا الاقتراح فتم تشكيل هذا الوفد "الموزاييكي" الذي لا وجود لبعض من شاركوا فيه على أرض الواقع. كان على "حماس"، لو أنها ليست متورطة في مفاوضات جانبية موازية مع الإسرائيليين، ألا تطرح هذه الصيغة، صيغة الهيئة الفلسطينية المفاوضة، وأن تتمسك بأن تكون منظمة التحرير، ومن ضمنها حركة المقاومة الإسلامية، هي المفاوض الوحيد، لأنه غير جائز أن يكون هناك مفاوض إسرائيلي واحد مقابل كل هذا العدد من المفاوضين الفلسطينيين، ولا يجوز إظهار: "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني... حسب قرار قمة الرباط العربية عام 1974، كأنه ليس شرعياً ولا وحيداً"... وبالتالي فإنه ليس للشعب الفلسطيني الجريح إلا الله وحده.والخوف، إذا صحَّت معلومة المفاوضات الجانبية الموازية هذه، وهي صحيحة ويبدو أنها قد قطعت شوطاً بعيداً في التفاوض، أن هناك "طبخة" خبيثة هدفها شطب "المنظمة" نهائياً، وإبعاد غزة عن الضفة الغربية، ولتكون الدولة المستقلة المنشودة في القطاع وحده... وإلا لماذا هذه المفاوضات الجانبية الموازية؟ ولماذا التركيز على قضايا قد تبدو ثانوية إزاء هدف أن تكون غزة والضفة الغربية كياناً سياسياً واحداً في الحاضر والمستقبل كعدد المعابر وكعمق المياه الإقليمية لقطاع غزة؟... وأيضاً على أهمية هذا كالميناء وكالمطار... أليس الأوْلى أن يكون التركيز على القضية الرئيسية التي هي الدولة الفلسطينية المنشودة التي يجب وبالضرورة أن تقوم على أرض الضفة الغربية وغزة؟والمفترض أن المعروف، وخاصة للفصائل الفلسطينية ومن بينها بالطبع "حماس"، أن الهدف الرئيسي لهذه الحرب القذرة التي شنتها على قطاع غزة هو اعتراض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة المنشودة، وإبعاد "القطاع" عن الضفة الغربية، وخلق قيادات وتنظيمات فلسطينية متناحرة... ولذلك فقد تم تشكيل الوفد الفلسطيني المفاوض على أساس المحاصصة الفصائلية، وخارج إطار منظمة التحرير التي من المفترض أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.