لحلب أهمية محورية لتحقيق هدف الرئيس بشار الأسد بالخروج بدولة قابلة للبقاء من بين أنقاض سورية، ومن هنا كانت الرسالة المروعة التي بعثت بها قواته لسكان المدينة وهي: "واحد يساوي خمسة".

Ad

وقال شرطي محلي في المدينة يدعى عمار "قلنا لهم (السكان) ان كل قذيفة (يطلقونها) تساوي خمسة براميل متفجرة". ويرى عمار أن أي مدني يصاب من جراء استخدام هذا السلاح شديد التدمير يستحق ما يحدث له لتسامحه مع "الإرهابيين".

وأضاف هذا الشرطي: "لم يصدقونا وواصلوا إطلاق القذائف، ولذلك رد الجيش بقصفهم باستخدام البراميل المتفجرة".

والمعركة من أجل السيطرة على حلب تتأرجح صعوداً وهبوطاً، فقد حقق مقاتلو المعارضة بعض المكاسب في مطلع الأسبوع، لكن قوات الأسد واصلت اسقاط براميل متفجرة من طائرات مروحية على عدة مناطق يسيطر عليها المعارضون في الشرق.

وشدد الجيش هجومه في ديسمبر وقصف مناطق مدنية بعشرات البراميل المتفجرة وهي عبارة عن براميل نفط محشوة بالمتفجرات والشظايا التي تسبب دمارا هائلا دون تمييز.

وفي ستة أسابيع قتلت البراميل المتفجرة أكثر من 700 شخص معظمهم مدنيون وأجبرت عشرات الآلاف على الفرار من منازلهم، وكان من بينهم خديجة وأطفالها الستة الفارون من حي السكري الذي يقع شرق المدينة عندما ضرب ببرميل متفجر في أواخر يناير.

ومرت هذه الأسرة من خلال ما يطلق عليه "معبر الموت" وهو ممر يمتد 100 متر ويسيطر عليه القناصة بين نصفي حلب الشرقي والغربي، على أمل أن تجد حياة أفضل في الجانب الآخر.

وقالت خديجة: "عندما وصلنا إلى الجانب الذي تسيطر عليه الحكومة ضربنا الجنود بوحشية بعصا" ولأنهم حرموا من الحصول على تصريح إقامة في الاراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة فهم ينامون في أي مكان يجدون فيه المأوى ويتنقلون كل بضعة أيام للهرب من قوات الأمن.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش، التي تعنى بحقوق الانسان ومقرها نيويورك أمس الأول، إن صور الأقمار الصناعية أظهرت 340 موقعاً ضربت في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة في حلب في الفترة بين أوائل نوفمبر وأواخر فبراير. وبدا أن الدمار "يتسق بشدة مع تفجير براميل شديدة الانفجار غير موجهة".

ونددت القوى الغربية باستخدام البراميل المتفجرة باعتبارها جريمة حرب، لكنها مستمرة في السقوط كل يوم تقريباً على حلب وأجزاء أخرى من سورية، حيث قتل أكثر من 140 ألف شخص في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.

وقالت عبير وهي باحثة تعمل في حلب للهيئة اليسوعية لخدمة اللاجئين إن قوات الأسد تقصف حتى المناطق التي أصبحت تسيطر عليها الحكومة وكانت تسيطر عليها المعارضة في إطار ما وصفته بأنه "سياسة العقاب الجماعي".

وقالت هذه الباحثة، لوكالة رويترز، "يواصلون ضرب الاحياء بالبراميل المتفجرة لمعاقبة سكانها لاحتضانهم مقاتلي المعارضة لدى دخولهم".

(حلب - رويترز)