ارتكبت إسرائيل أمس مذبحة في حي الشجاعية وسط قطاع غزة كان ضحاياها 70 قتيلاً في اليوم الرابع من هجومها البري، مع تواصل إطلاق الصواريخ عليها من القطاع، في حين استضافت قطر لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل.

Ad

مع دخول الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الرابع، ارتكبت إسرائيل أمس مذبحة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة راح ضحيتها 70 قتيلا بينهم أطفال ونساء، وأصيب 400 بقذائف الدبابات الإسرائيلية، بينما تناثرت جثث لضحايا وأشلاء في الشوارع لم تتمكن الطواقم الطبية من الوصول إليها وسط توقعات بارتفاع عدد القتلى إلى 100.

وعدد قتلى القصف في حي الشجاعية هو الأكبر منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على القطاع في الثامن من يوليو بعد تكثيف إطلاق صواريخ النشطاء الفلسطينيين عليها.

وبين القتلى مصور تلفزيوني فلسطيني ومسعف قتلا بقذائف دبابات إسرائيلية استهدفت سيارة إسعاف مباشرة أثناء محاولتها نقل جرحى من الحي.

وارتفعت بذلك حصيلة القتلى منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع إلى 400 قتيل، غالبيتهم العظمى من المدنيين، وأكثر من 3020 جريحا.

فرار

وكثفت إسرائيل منذ فجر أمس عمليات القصف على غزة، حيث فر آلاف الفلسطينيين من حي الشجاعية في اليوم الثالث عشر من حملتها التي تطلق عليها «الجرف الصامد» لوقف إطلاق الصواريخ من القطاع.

وفر الآلاف من الحي بعضهم سيرا على الأقدام فيما تكدس الآخرون في شاحنات وسيارات امتلأت بعائلات تحاول النجاة.

الصواريخ تتواصل

في المقابل، استمر النشطاء الفلسطينيون في إطلاق الصواريخ على إسرائيل ودوت الصفارات في بلدات جنوبية وفي تل أبيب دون أن ترد تقارير عن قتلى.

وبدأت إسرائيل هجوما بريا على القطاع الخميس الماضي بعد أن أخفق قصف جوي وبحري ومدفعي عنيف على مدى عشرة أيام في وقف إطلاق الصواريخ من غزة.

هدنة إنسانية

من جهة أخرى، أعلنت حركة «حماس» عن موافقتها على هدنة إنسانية لثلاث ساعات بطلب من الجمعية الدولية للصليب الأحمر لتمكين سيارات الإسعاف من إخلاء القتلى والجرحى، إلا أن إسرائيل وافقت على هدنة لمدة ساعتين فقط.

وفي السياق، قالت مصادر أمنية إسرائيلية إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية درس خلال جلسته الأخيرة احتمال التوصل إلى هدنة إنسانية في غزة مع حلول عيد الفطر، مشيرة إلى استمرار الأعمال العسكرية في القطاع حتى يتم تدمير الأنفاق ومخزون الصواريخ.

مقتل جنود إسرائيليين

إلى ذلك، أعلنت كتائب الشهيد عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» أن مقاتليها تمكنوا فجر أمس من قتل 29 جنديا إسرائيليا شمال شرق مدينة غزة في كمين محكم، لكن إسرائيل اعترفت بسقوط 14 جندياً فقط.

الرئاسة تدين

ودانت الرئاسة الفلسطينية، في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية «المجزرة الجديدة التي ارتكبتها الحكومة الإسرائيلية في حي الشجاعية»، وطالب نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني في البيان «الحكومة الإسرائيلية بإيقاف عدوانها على القطاع فورا»، محذرا إياها من استمراره.

قطر تستضيف

وفي ظل غياب بوادر انفراجة دبلوماسية، أفاد مصدر قطري رفيع بأن قطر ستضيف اجتماعاً بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس في محاولة للتوصل لوقف لإطلاق النار مع إسرائيل.

وقال المصدر، المطلع على الأمر، إن الاجتماع عقد في الدوحة برئاسة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مضيفاً أن «الدوحة قدمت طلبات «حماس» للمجتمع الدولي، حيث قدمت هذه القائمة إلى فرنسا والأمم المتحدة.

وقال المصدر القطري إنه من المقرر أيضا أن يلتقي عباس مع مشعل بعد اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة، مضيفاً أن «قطر لن تمارس أي ضغوط على حماس لتقليص أو تغيير طلباتها، لأن الدوحة تعمل فقط كقناة اتصال».

وبدأ الأمين العام للأمم المتحدة أمس زيارة للمنطقة، تشمل كلاً من قطر والكويت ومصر والأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية «للتعبير عن التضامن مع الإسرائيليين والفلسطينيين ولمساعدتهم في التنسيق مع أطراف إقليمية ودولية لإنهاء العنف وإيجاد طريقة للمضي قدماً إلى الأمام».

مصر تنفي

وفي وقت ترددت أنباء عن رفض «حماس» دعوة مصرية بإجراء محادثات في القاهرة بشأن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، نفت القاهرة أن تكون وجهت دعوة إلى الحركة.

وكانت «حماس» رفضت الجهود المصرية لوقف القتال، قائلة إن أي اتفاق لابد أن يتضمن إنهاء لحصار القطاع والالتزام من جديد بهدنة تم التوصل إليها في حرب استمرت 8 أيام عام 2012.

نفاد الغذاء والدواء

من جهة أخرى، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أمس أن كل إمدادات الغذاء والدواء اللازمة لإغاثة النازحين الفلسطينيين نفدت من مخازن الوكالة بسبب العدوان الإسرائيلي. وقدرت جهات مسؤولة في الوكالة عدد المشردين بأكثر من 50 ألفا، كثير منهم من حي الشجاعية.