من تقديم البرامج التلفزيونية إلى التمثيل، ومن أداء أدوار مساعدة إلى جانب الأبطال، إلى البطولة المطلقة في الدراما التلفزيونية، تحديداً في {عد تنازلي} (عرض في شهر رمضان الماضي)، فنال عمرو يوسف إشادات من الجمهور والنقاد، لاسيما أن صنّاع المسلسل  حافظوا على الخط التشويقي طوال حلقاته.

Ad

 حول هذه التجربة، وكواليسها، والأصداء التي حققتها كان اللقاء التالي مع يوسف.

كيف  تقيّم ردود الفعل حول {عد تنازلي}؟

إيجابية للغاية،  لا سيما من ناحية النقاد الذين أشادوا بالمجهود الذي بذله صنّاع العمل بمن فيهم المخرج حسين المنياوي (قدم في المسلسل أوراق اعتماده كمخرج لأول مرة في الدراما التلفزيونية)، المؤلف تامر إبراهيم  الذي كتب حبكة متميزة ومختلفة عن الثيمات المعتادة للعبة القط والفأر بين الإرهابي والضابط، عبر مجموعة من العلاقات المتشابكة، فضلا عن أفراد فريق العمل سواء خلف الكاميرا أو أمامها الذين تشرفت بالتعاون معهم.

وأولى بطولاتك المطلقة في الدراما التلفزيونية؟

في ظل هذه الإشادات أعتبر نفسي وفقت بنسبة كبيرة، ولم أتأخر في اتخاذ هذه الخطوة، إنما أحمد الله لأنني قمت بها في هذا الوقت، فأنا أحسب خطواتي جيداً، وعلى مدى أربع سنوات شاركت في أعمال نالت نجاحاً، ثم لا أشترط ذلك فقد أعود إلى الأدوار الثانية والبطولات الجماعية إن أعجبتني فكرة العمل ودوري فيه.

هل اشترطت وضع اسمك في المقدمة؟

هذه الأمور تخص شركة الإنتاج، فهي تحدد ترتيب الأسماء على الملصق، ومنح الألقاب وغيرهما من الأشكال، وفقاً لمن يُسوّق العمل باسمه.

ما ردّك على تصريح طارق لطفي بأن شركة «شادوز» للإنتاج والتوزيع السينمائي خيرته بين دورك ودور الضابط فاختار الأخير؟

لم أسمع هذا التصريح، ولا أعلم ما قيل لطارق بالضبط، فقد عرض «عد تنازلي» علي منذ كان قصة مكتوبة على الورق، من دون مخرج أو جهة إنتاج، ونظراً إلى حماستي للفكرة، شاركت المؤلف تامر إبراهيم البحث عن باقي الفريق، وتوفير إنتاج متميز له، فعرضنا الأمر على أحد المخرجين لكنه اعتذر في منتصف المشوار لعدم وجود منتج، حتى تعرفنا إلى حسين المنياوي الذي تحمس للفكرة، من ثم وافقت الشركة المنتجة على المشروع.

هل تدخلت في ترشيح الأبطال؟

بل اقترحت أسماء، مثلا طرحت اسم كندة علوش فرحب المنتج إيهاب السرجاني بها، لكنه تخوّف من أجرها، وأيده المنياوي باعتبارها قادرة على تجسيد شخصية غادة بأحاسيسها المرتبكة والمتداخلة، ثم تم ترشيح طارق لطفي الذي أدى دوره بشكل متميز، ولا يمكن لأي شخص تجاهل ذلك.

كيف تقيّم التعاون مع باقي فريق العمل؟

جميعهم مميزون وإلا لما تقبلهم المشاهد على مدى 30 حلقة، في ظل منافسة صعبة مع كبار النجوم في شهر رمضان الماضي، وأعتبر سيد رجب رمانة ميزان «عد تنازلي»، إذ جسد بجدارة شخصية جابر، قائد التنظيم الإرهابي الذي استدرج سليم (الشخصية التي جسدتها) بأسلوبه اللافت.

المسلسل استعرض حياة أستاذ جامعي  حوله بطش ضباط الداخلية واعتقالهم إلى إرهابي... هل وُضعت رقابة على العمل قبل تنفيذه وخلاله؟

على الإطلاق، ساعدتنا الداخلية في تنفيذ المشاهد الخارجية، ووفرت لنا كل ما نحتاجه في مشاهد الاقتحام. عرض المسلسل، بالفعل، على الرقابة لكنه لم يُعرض على أي جهة أمنية، حتى لو حدث ذلك من دون علمنا، فنحن لم نتلقَّ أي ملاحظات، لا سيما أن المسلسل لا يرتبط بفترة زمنية معينة وبنظام حاكم ما.

لكنه ينتقد بعض سلوكيات الداخلية.

المسلسل لا ينتقد، بل يقدم نماذج لضباط منهم السيئ ومنهم الجيد، وهذا طبيعي ووارد في أي مهنة، وأرفض انتقاد أصحاب مهنة ما للممثلين الذين جسدوها في عمل درامي، إذ من الطبيعي استعراض الجزء السيئ في كل مهنة، لأننا إذا استعرضنا الإيجابي، فسيتعبره المشاهد مملا من دون تفاصيل مثيرة تجذبه للمتابعة.

ما السبب الحقيقي الذي دفع سليم للانضمام إلى الجماعة الإرهابية؟

أن يثأر لحقه، وينتقم من ضباط الداخلية الذين دمروا حياته، وتمثل ذلك في شخص الضابط حمزة الذي كان مرتبطاً بزوجته الحالية، وقتل ابنه عن طريق الخطأ أثناء محاولته الهروب منه، ثم لن يتمكن سليم، بمفرده، من الوصول إلى هذا الثأر، لذا قرر الدخول في حضن الجماعة الإرهابية، ومع ذلك جاءت النهاية خلافاً لما توقع ولم يصل إلى أي شيء، بل خسر نفسه وزوجته.

أي المراحل التي مرت بها شخصية سليم هي الأقرب إليك؟

بعد تحوله وانضمامه إلى الجماعة الإرهابية، شخصياً عشقت سليم القاتل والإرهابي أكثر، وما زلت أراه ليس شريراً، وهو بالطبع ضحية الظروف والمواقف، ويمكننا القول إنه يندرج تحت بند «جعلوه إرهابياً»، مع ذلك أرى أن هذا التحول خطأ لأنه خسر حياته كلها في النهاية.

وجد البعض أن قصة «عد تنازلي» واقعية... فهل هي مأخوذة من حياة أحد المواطنين المصريين؟

هي فكرة من خيال الكاتب المتأثر بالواقع الراهن، فمثلا حادث هروب سليم من سيارة الترحيلات، تشبه هروب أحد المساجين من السيارة أيضاً، واعترفت الداخلية بذلك،  وثمة حوادث تشبهها.

معظم مسلسلات رمضان هذا العام التي التزمت الواقعية نجحت، فهل الواقعية بوصلة نجاح الدراما؟

هي أحد العوامل التي تجذب المشاهد لمتابعة العمل الدرامي، وفي الوقت نفسه ليست مقياساً لذلك، قد يرغب المشاهد في متابعة عمل خيالي فانتازي، أو آخر يمزج بين هذا وذاك مثل «السبع وصايا»،  وثمة وقائع لم تستطع الدراما الاقتراب منها كما يجب حتى الآن من بينها العشوائية.

كيف ترى الخط التشويقي لأحداث «عد تنازلي»؟

أعتقد أننا وفقنا في تقديمه والسير عليه خلال الحلقات، وكنت أتلقى يومياً اتصالات من أصدقائي والمعجبين بالعمل يؤكدون أنهم شاهدوا الحلقة أكثر من مرة، البعض توقع أن حقيقة موت سليم أو استمراره  على قيد الحياة هو لغز  سيُكشف عنه في الحلقة الأخيرة، لكننا فاجأنا هؤلاء بكشفه في الحلقة التاسعة، وطرحنا ألغازا جديدة. المسلسل بعيد عن الأعمال التي ينكشف لغزها ولا يمكن متابعتها مرة أخرى، والدليل أنه  بيع للعرض الثاني على أكثر من قناة.

ألم تتخوف من تقديم عمل سياسي في وقت بدأ الجمهور يشبع من هذه الجرعة؟

لم أقدم سياسة في «عد تنازلي»، بل إسقاطاً على واقع بشكل درامي محترم، فالجمهور ارتبط بقصة الحب بين سليم وغادة، وأحب الحب بينهما، واستمتع بمشاهدته، إلى جانب متابعته لجزء الإرهابيين والجماعة الإرهابية الذي مللنا منه في حياتنا اليومية، إنما قُدّم بشكل ذكي، وهو أحد أسباب النجاح.

 كيف تحضّرت لمشاهد الأكشن؟

أي مشهد أكشن يتم تنفيذه كنت أتدرب عليه خلال يومين، ثم نصوّره، في النهاية تتحكم رؤية المخرج في كيفية تقديمه للمشاهد، وأرى أن المنياوي قدمها بشكل جيد، وتوقعت، منذ البداية، أنه سيوفق في ذلك، لأن لديه حماسة لتقديم الأفضل، واكتشفت ذلك في الجلسات التحضيرية الأولى للعمل.

وما المشاهد التي تدربت عليها مرات عدة؟

كثيرة، منها مثلاً المشهد الذي دار بيني وبين غادة  (كندة علوش)، حينما أقول لها: «سليم إرهابي سليم مجنون سليم ماشي يقتل في خلق الله، لكن سليم عمل كل ده ليه محدش بيفكر»، جمع هذا المشهد بين أربعة  أنماط من المشاعر: الغضب والجنون والحب والرومانسية، مؤكداً أنه من المستحيل أن يقتلها لأنه يحبها.

وكيف تقيّم المنافسة في رمضان؟

قوية جداً، أعجبني أداء أبطال مسلسل «سجن النسا»، كذلك باقي الممثلين في الأعمال الدرامية، وهو ما يفرض على الفنان توخي الحذر في اختياره المقبل لأن المنافسة ستستمر.

ما جديدك؟

أنتظر عرض فيلم «الثمن» المقرر عرضه أولا في مهرجان برلين، ثم طرحه في السينما، وهو فيلم تجاري جداً خلافاً للفكرة السائدة، بأنه طالما عرض في مهرجان فإنه يحتوي على مضمون يصعب على المشاهد فهمه، يشارك في بطولته: صلاح عبد الله، صبا مبارك، عبد العزيز مخيون، وهو من تأليف أمل عفيفي، إنتاج شريف مندور، إخراج هشام عيسوي.

لماذا توقف مشروع فيلمك مع داود عبد السيد؟

لأسباب إنتاجية، بمجرد توافر الأموال اللازمة لاستئنافه سألحق بفريق العمل  على الفور، شرف لأي ممثل العمل مع هذا المخرج العظيم.