هل نصحو؟
عادة ما يعاب على المنظرين أن كلامهم ليس إلا نظريات غير قابلة للتطبيق مع تلك الاختلافات بالنفس البشرية وتنوع الغايات والأهداف، والتي عادة ما تفسد أي عمل بشري قائم للإصلاح، وحينها تبدأ تبريرات البشر لتصرفاتهم، كل يفسر لنفسه ما يريد بهدف بقائه في موقع السلطة، فمن الديمقراطية تحتاج إلى دكتاتور ليحميها، إلى أن عامة الشعب لا يعرفون أين مصلحتهم... وهلم جراً. على النقيض، نحن في الكويت لدينا أفعالنا وردودها ولدينا أصواتنا وصداها، لكن هل نعلم حقيقة ماذا نريد؟ ولماذا نريده؟ هل نعلم لماذا نريد حكومة منتخبة؟ وهل نعلم الآلية الحقيقية لوجودها واستمرارها؟ وهل لدينا قدرة نحن- المطالبين برئيس وزراء من أي فئة كانت حتى لو كان من مسيحيي الكويت الأقلية- على قبوله؟ وهل نعلم نحن- المقاطعين- لماذا قاطعنا؟ وماذا نريد من المقاطعة؟ وهل يعلم المشاركون لماذا شاركوا؟ وما تبعات مشاركتهم؟ وماذا بعد مشاركتهم؟ وهل نعلم كيف سيتعامل النواب مع المطالبات الشعبية التي تنهش اقتصادنا الوطني، وهم من وصلوا عن طريق من يطالب بها؟ وهل تعلم السلطة إلى متى ستستمر في شراء الولاءات، بالعناد، باللعب بين الحبال، بالتربح على حساب الفرقاء، بإكمال المسير على الاختلافات العرقية المذهبية والاجتماعية؟ هل تعلم أن خطها لا يمكن أن يستمر وبنفس الوقت أن نحصل على دولة بمعنى الدولة؟
إني على يقين أن البعض يعلم والبعض الآخر لا يعلم، وقد تكون هناك فئة لديها بعض الإجابات وتحتجب عنها البقية، وليست هذه المقالة إلا نداء للاستيقاظ لمن هو نائم منا، ونداء للانفتاح قليلا لمعرفة ماذا يريد الطرف المقابل، وماذا نريد نحن في الأساس، ضاعت البوصلة وغابت النجوم التي ترشدنا خلف غيوم التعصب والتعنت، أفلا نرحم أنفسنا وبلادنا كي يرحمنا الله؟