الشماتة: الفرح ببلية العدو (مختار الصحاح). وهي كلمة تستخدم كثيراً في اللهجة المصرية عندما يفرح شخص بوقوع شخص آخر في مشكلة أو ورطة نتيجة عدم سماعه لنصيحة الطرف الأول.
***مع بداية تولي مرسي الحكم في 1-7-2012 ومع رفض البعض لهذا التولي وبداية الحملات الإعلامية الكارهة للإخوان والحملات المضادة المدافعة عنهم، ومع زيادة حدة الاستقطاب بين الجانبين قررت أن أختم مقالاتي دائما بعبارة ثابتة أياً كان موضوع المقال "لا تجعل كرهك للإخوان أكبر من حبك لمصر ولا تجعل انتماءك إلى الإخوان أكبر من انتمائك إلى مصر". ولم تنجح هذه الجملة للأسف في إقناع الكثيرين أو دفعهم لتغيير موقفهم إلا من رحم ربي، ورغم ذلك بقيت على إيماني بصدقها وصوابها، فيقيني أن مصر فوق الجميع لا يداخله شك، فوق الإخوان والليبراليين، وفوق العسكر والشيوعيين، وفوق العامل والطبيب والمهندس والفلاح، مصر الوطن فوق مصر الأهل، مصر التاريخ فوق مصر الأصدقاء، مصر الحضارة فوق مصر الرئاسة، هذا إيماني كان وسيظل.وجاءت سنة 2013 بأحداثها وانقلابها وتحول الإخوان من جماعة يكرهها البعض وينتمي إليها آخرون إلى جماعة إرهابية يؤثمها القانون، ويعتقل أفرادها ويطاردون وتصادر أموالهم، وتحولت إلى "فزاعة" للشعب المصري يخوفونه بها، وبدأت خطوات خارطة الطريق، واستمر استخدام الإخوان كفزاعة لتسيير هذه الخارطة، "قول نعم لدستور 2013 كي لا يستمر دستور الإخوان؛ انزل الانتخابات كي يستمد الرئيس الجديد الشرعية وتنتهي شرعية رئيس الإخوان... إلخ". وانتهت الانتخابات وحلف الرئيس اليمين وتم تشكيل الحكومة، وكان من الطبيعي أن ينتهي استخدام الإخوان كفزاعة، ولكنها تحولت على يد الإعلام إلى مبرر للموافقة بدعوى ألا تعطيهم الفرصة ليشمتوا!!قد يكون مقبولاً ومبرراً عند البعض استخدام الإخوان كفزاعة في السنة الأولى للسيطرة على الموقف، أما أن يستمر الوضع بعد انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة، ويتحولوا إلى مبرر لقبول أي شيء فهذا أمر غير مقبول وغير مبرر، فلا يمكن القضاء على المعارضة بدعوى "متشمتش" الإخوان فينا، ولا يمكن قبول قوانين جمهورية مخالفة للدستور (التظاهر - استثناءات الحد الأقصى- تعيين العمداء) بحجة عدم إعطاء الفرصة لشماتة الإخوان، ولا يمكن التصفيق لقرارات إلغاء الدعم ورفع الأسعار التي تطحن الفقراء وتزيدهم هماً وغماً ومعاناة كي لا يشمت الإخوان، ولا يمكن أن نطالب الشعب بالرضا والسعادة مع استمرار الأزمات (انقطاع الكهرباء... نقص البنزين... إلخ) من أجل ألا يشمت الإخوان. لقد أصبحت خطة الحكومة لتنفيذ قراراتها تتكون من بند واحد "متشمتوش فينا الإخوان"... كل أمر يجب قبوله وكل خطأ يجب السكوت عنه وكل صوت يجب أن يصمت؛ كي لا يشمت الإخوان. هل يمكن هذا؟ هل يعقله أو يقبله أحد؟ هل يكون الخوف من شماتة الإخوان مبرراً للقضاء على المعارضة؟ وهل يمكن أن تستمر الحال هكذا؟ سؤال ستجيب عنه الأيام.
مقالات
«متشمتش فينا الإخوان»
18-07-2014