«داعش» يعلن قيام «دولة الخلافة» بين حلب وديالى

نشر في 01-07-2014 | 00:05
آخر تحديث 01-07-2014 | 00:05
• احتفالات في الرقة وترقب في الأوساط الجهادية
• خبراء: أهم تطور في الجهاد العالمي منذ 11 سبتمبر
أثار إعلان تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي كان يُعرَف سابقاً باسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) قيام دولة الخلافة الإسلامية في مناطق نفوذه في سورية والعراق، ردود فعل حَذِرة في الأوساط الجهادية، في حين احتفل التنظيم بهذا الإعلان في مدينة الرقة السورية، وسط تحذير خبراء من أن هذه الخطوة سيكون لها تداعيات خطيرة.

بعد مكاسب حققها مقاتلوه على حساب الحكومة العراقية والمعارضة السورية، أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) مساء أمس الأول قيام «دولة الخلافة الإسلامية» في المناطق الواقعة تحت سيطرته، وبايع زعيمه أبوبكر البغدادي «خليفة للمسلمين» في أهم خطوة في مسيرة أكثر التنظيمات الجهادية تشدداً.

تنصيب البغدادي

وقال المتحدث باسم «الدولة الإسلامية» أبومحمد العدناني في تسجيل صوتي إن «الدولة الاسلامية ممثلة بأهل الحل والعقد فيها من الأعيان والقادة والأمراء ومجلس الشورى قررت إعلان قيام الخلافة الإسلامية وتنصيب خليفة دولة المسلمين ومبايعة الشيخ المجاهد أبوبكر البغدادي، فقبل البيعة وصار بذلك إماماً وخليفة للمسلمين في كل مكان».

وأضاف المتحدث «وعليه يلغى اسم العراق والشام من مسمى الدولة من التداولات والمعاملات الرسمية ويقتصر على اسم الدولة الإسلامية ابتداءً من هذا البيان».

من حلب إلى ديالى

وتابع العدناني: «ها هي راية الدولة الإسلامية راية التوحيد عالية خفاقة مرفرفة تضرب بظلالها من حلب إلى ديالى، وباتت أسوار الطواغيت مهدمة وراياتهم مكسرة، وأصبح المسلمون أعزة والكفار أذلة، وأهل السّنة سادة مكرمين، وأهل البدعة خاسرين، وقد كسرت الصلبان وهدمت القبور، وقد عين الولاة وكلف القضاة، وأقيمت المحاكم، ولم يبق إلا أمر واحد، حلم يعيش في أعماق كل مسلم، أمل يرفرف له كل مجاهد ألا وهو الخلافة».

واجب المبايعة

ونبّه المتحدث إلى أنه «بإعلان الخلافة صار واجباً على جميع المسلمين مبايعة ونصرة الخليفة إبراهيم (البغدادي) حفظه الله، وتبطل شرعية جميع الإمارات والجماعات والولايات والتنظيمات التي يمتد إليها سلطانه ويصل إليها جنده».

وتابع «هلموا أيها المسلمون إلى عزكم، الى نصركم، فوالله لتكفروا بالديمقراطية والعلمانية والقومية وغيرها من زبالات الغرب وأفكاره وتعودوا الى دينكم، فالله لتملكن الأرض وليخضعن لكم الشرق والغرب، هذا وعد الله لكم».

واعتبر العدناني ألا عذر للجماعات الاسلامية والجهادية «في التخلف عن نصرة هذه الدولة وتمكينها من إقامة الخلافة».

وأفاد أمس موقع «سايت»، الذي يتابع مواقع الإسلاميين المتشددين على الانترنت، إن مقاتلين إسلاميين متشددين نظموا موكباً للاحتفال بإعلانهم قيام «الخلافة الإسلامية» في محافظة الرقة بشمال سورية العاصمة الإقليمية لتنظيم «داعش».

وأكد الموقع أن تنظيم «الدولة الإسلامية» نشر صوراً على الإنترنت أمس الأول لأشخاص يلوحون بأعلام سوداء من السيارات ويلوحون بالسلاح في الهواء.

ومع إصرار «الدولة الإسلامية»، الذي غير اسمه أمس الأول ونصب زعيمه أبوبكر البغدادي «خليفة»، على إلغاء حدود الدول من البحر المتوسط إلى الخليج وإعادة الخلافة للمنطقة، يقول محللون إن الجماعة تشكل خطراً حقيقياً لحدود الدول وتؤجج العنف الإقليمي، في حين يقول آخرون إنها تبالغ في تصوير نفوذها والدعم الذي تتمتع به بواسطة حملات إعلامية متطورة.

إعلان عالمي

وفي هذا السياق، رأى تشارلز ليستر المحاضر الزائر في مركز «بروكينغز» في الدوحة أن إعلان الخلافة له أهمية كبيرة، معتبراً أن «وقع هذا الإعلان سيكون عالمياً لأن الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة والجماعات الجهادية المستقلة سيتعين عليها الآن أن تختار بين تأييد الدولة الإسلامية والانضمام إليها أو معارضتها».

وأكد أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبدالخالق عبدالله، أن الإعلان يبدو جيداً لبعض الدوائر الحالمة بإقامة مثل هذه الدولة الإسلامية، معتبراً «دعوة العودة للخلافة ربما يكون أهم تطور في الجهاد العالمي منذ 11 سبتمبر».

(دمشق، بيروت - أ ف ب،

د ب أ، رويترز)

من هو خليفة «الدولة الإسلامية»؟

اسمه عبدالله إبراهيم بن عواد بن إبراهيم بن علي بن محمد البدري القرشي، وهو ملقب بـ»أبو بكر البغدادي» نسبة إلى الخليفة أبي بكر وإلى العاصمة العراقية.

بحسب المعلومات الأميركية، هو من مواليد عام 1971 في مدينة سامراء، تابع تحصيله العلمي في «الجامعة الإسلامية» ببغداد، ويحمل دكتوراه في الدراسات الإسلامية، وعمل بأحد المساجد أثناء العملية العسكرية الأميركية لاسقاط نظام صدام حسين عام 2003، ويعتقد أنه كان يعتنق أفكارا متطرفة قبيل الحرب، بينما تقول نظريات أخرى إنه تشرب هذه الأفكار لاحقا.

قضى اربع سنوات (2006 - 2009) في معتقل بوكا الأميركي جنوب العراق. ونقلت صحيفة «ديلي بيست» الأميركية، أخيرا، ان البغدادي قال للجنود الأميركيين، أثناء إطلاق سراحه من «بوكا» عام 2009، «أراكم في نيويورك».

وفي عام 2013، رصدت الولايات المتحدة جائزة قدرها 10 ملايين دولار، لمن يساعد في قتل أو اعتقال البغدادي، المكنى بـ»أبو دعاء» وهي ثاني أعلى جائزة بعد زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

ويعرف بلقب «الشيخ الشبح»، حيث إن القليلين جدا شاهدوا وجهه، لأنه غالبا ما يرتدي وشاحا حتى لدى مخاطبة العناصر المقربة منه.

وافادت التقارير بأنه نجا من محاولة لتصفيته بغارة جوية عام 2005 حين كان يقاتل تحت امرة الأردني أبو مصعب الزرقاوي في صفوف تنظيم «القاعدة في بلاد ما بين النهرين» الذي تحول لاحقا الى تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق»، وتولى قيادة «الدولة» في العراق منذ عام 2010 لينتقل في اواخر عام 2011 الى سورية ويعلن قيام تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).

وكان البغدادي اوفد أبومحمد الجولاني الى سورية لتأسيس «جبهة النصرة»، التي تبنت العديد من التفجيرات في بداية الثورة السورية ضد النظام السوري، لكنه ما لبث ان لحقه الى سورية بعد أن تزايد نفوذ الجولاني.

وفي ابريل 2012، امر البغدادي بدمج تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق» و»جبهة النصرة» في تنظيم «داعش»، الا ان الجولاني رفض واحتكم الى قائد تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، الذي دعا البغدادي الى البقاء في العراق، وثبت الجولاني في قيادة «النصرة» فرع القاعدة في سورية، ورفض البغدادي التحكيم ودخل في صراع مع «النصرة» واعلن انشقاقه عن «القاعدة».  

وأشاد مقاتلون من «داعش» ومنافسون للتنظيم تحدثوا مع «رويترز» بالبغدادي كمخطط استراتيجي نجح في استغلال الاضطرابات في سورية، وضعف السلطة المركزية في العراق بعد انسحاب القوات الأميركية ليقتطع أرضا جعل منها قاعدة له.

وأثبتت الأحداث شدته في القضاء على خصومه، ولم يُبد أي تردد في الانقلاب على حلفاء سابقين من الذين يشاطرون «داعش» نهجه العقائدي.

وقال مقاتل غير سوري من مقاتلي التنظيم: «باختصار بالنسبة للشيخ البغدادي، كل دين له دولته ما عدا الإسلام. ويجب أن تكون له دولة، ويجب فرضه. الأمر في غاية البساطة».

وقال مقاتل غير سوري من مقاتلي «داعش» إنه عندما قتل أسامة بن لادن مؤسس «القاعدة» على يد قوات أميركية في باكستان قبل ثلاثة أعوام كان البغدادي «الشخص الوحيد الذي لم يبايع الظواهري»، وأضاف: «كلفه الشيخ أسامة بتأسيس الدولة... كانت هذه خطته قبل أن يقتل (بن لادن)».

وتتناقض قوة البغدادي الحقيقية الواضحة للعيان تناقضا صارخا مع الظواهري المختبئ منذ أكثر من عقد، والذي يحاول أن يؤثر على الحركة الجهادية الدولية التي تنشط في معظمها بعيدا عن مخبئه.

ويمثل البغدادي لأتباعه جيلا جديدا من المقاتلين الذين يعملون على تنفيذ المرحلة المقبلة من حلم بن لادن، وهو الانتقال من «القاعدة» إلى إقامة الدولة المتشددة.

وقال مقاتل أجنبي في «داعش» إن «تنظيم القاعدة لم يعد موجودا. تم تشكيله كقاعدة للدولة الإسلامية، والآن أصبح لدينا ذلك. ينبغي على الظواهري أن يبايع الشيخ البغدادي»، وعندما سئل عن مدى جدية البغدادي أجاب أحد أنصاره: «إذا لم يخشَ العالم البغدادي فهم حمقى. ولا يدرون ماذا سيحل بهم في المستقبل».

back to top