«الجنس» يطيح «السياسة» في مصر
تصدر هيفاء وفضيحة «الكراتيه»... والسيسي وصباحي في المؤخرة
انشغل المصريون على مقاهي القاهرة، والمصريات عبر الهواتف واللقاءات الصباحية، بأحاديث بعيدة عن تحديد هوية الفائز بالاستحقاق الرئاسي الشهر المقبل، أو مستقبل جماعة "الإخوان" السياسي، فلا حديث هذه الأيام إلا عن الجنس الذي أطاح بالسياسة من قمة اهتمامات المصريين للمرة الأولى منذ نحو ثلاث سنوات، عقب تداول الفضائيات والصحف السيارة فضائح جنسية لمدرب كراتيه في مدينة المحلة شمال القاهرة، ووقف الحكومة فيلم "حلاوة روح"، لما تضمنه من مشاهد ساخنة.المصريون، الذين يعيش أكثر من 40 في المئة منهم تحت خط الفقر، لم يهتموا كثيراً بمشكلة استمرار انقطاع التيار الكهربائي أو أزمة مياه النيل مع استمرار اثيوبيا في بناء "سد النهضة" أو حتى بالمعركة الرئاسية بين المشير عبدالفتاح السيسي ومنافسه اليساري حمدين صباحي.
فوفقاً لمحرك البحث "غوغل"، تصدر فيلم "حلاوة روح" بطولة هيفاء وهبي، مؤشرات عمليات البحث الأسبوع الماضي، في حين حظيت "فضيحة مدرب كراتيه المحلة" المتهم بممارسة الرذيلة مع 25 سيدة من المترددات على نادي بلدية المحلة وتصويرهن عاريات بالاهتمام الثاني لدى المصريين، في حين حظي سجال المحامي مرتضى منصور والراقصة سما المصري بنسبة معقولة من المتابعة، ليأتي السباق الرئاسي في مؤخرة الاهتمامات.أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية الدكتور سعيد صادق، أكد لـ"الجريدة" أن للأزمة مستويين، الأول حرص المصريين على الهروب من الواقع السياسي الأليم الذي يعيشونه دون تقدم يذكر منذ 3 سنوات من الصراع السياسي، علاوة على الحالة المعيشية المتردية التي يعانونها، ما يدفع إلى الرغبة في التنفيس عن الذات. وأضاف صادق أن البعد الثاني للظاهرة يتمثل في وجوب التفريق بين "إدارة الأزمة والإدارة بالأزمة"، والأخير هو ما تنتهجه الحكومة المصرية حالياً، عبر تصعيد الأزمات للهروب من استحقاقات ومتطلبات حياتية عجزت عن تحقيقها، ووعود قطعتها على نفسها بتوفير الأمن والعدالة الاجتماعية ما يدفعها لمحاولة "إلهاء وإشغال" الشعب بصراعات تافهة، مثل السجال بين المحامي مرتضى منصور والراقصة سما المصري.