باركينول والقرد مسعد أو ميسي من أكثر الأمور المبهجة التي أطلت علينا في رمضان هذا العام، فهي تجربة فريدة من نوعها أضفت على هذا الشهر الكريم طابعاً ذكرنا بسنوات الفوازير و{ألف ليلة وليلة}، نظراً إلى ما تحوي هذه التجرية الدرامية من خرافة مرتبطة بواقعنا الحالي، إلى جانب خفة الظل الخالية من أي مبالغة أو إسفاف.

Ad

بالطبع القرد مسعد أحد أهم ركائز تلك التجربة الدرامية، لكن اللافت فيها الممثل الشاب محمد فهيم، الذي يؤدي دور {باركينول} صديق القرد مسعد، والذي يشي من اسمه بطبيعة الشخصية التي يجسدها فهيم، وتتمحور حول شاب من منطقة شعبية يواظب على الاتجار بالممنوعات حتى سمي باسم واحد منها.

المثير للإعجاب في المسلسل أن فهيم لم يكرر الشخصية نفسها التي سبق أن قدمها في مسلسل {البلطجي} (عرض قبل عامين)، وحقق من خلالها نجاحاً، بل اختار تقديمها بشكل مختلف مكنه من فرض سطوته على المشاهدين في  الأيام الأولى من عرض المسلسل.

{باركينول} شخصية الشاب صديق البطل، ميسي، المخلص له على الدوام، يجمعه والبطل بعض عمليات النصب التي تدخل القليل من الرزق، لكنها تعتبر مبالغ ضخمة بالنسبة إلى البيئة التي يعيشان فيها.

تضمن العمل أكثر من مشهد مضحك وفارق في الأحداث، لعل أبرزها عندما اصطحب {باركينول} القرد {ميسي} إلى أحد أصحاب الملاهي الليلية، مدعياً أنه يملك قرداً ذكياً ويريد بيعه لصاحب الملهى الليلي ليقدم به فقرة، من دون أن يعلم صاحب الملهى أن القرد مثله مثل الإنسان يفهم ويتحدث، ويجاري ميسي باركينول ويتصنع الذكاء القليل الذي يعتبر خارقاً بالنسبة إلى قرد مثله، ويتبع تعليماته في الرقص وتقديم الفقرات. وبعد أن يقبض باركينول ثمن القرد ويتركه محبوساً في زنزانة بدائية الصنع، يهرب الأخير  بعد أن يسرق تمثالاً يبدو أنه من الآثار المهمة التي يتاجر فيها صاحب الملهى، فيطارده الأخير، عندها لا يجد ميسي مهرباً أمامه سوى اللجوء إلى  الضابط الذي يريد استخدامه في مهمة لصالح الوطن، وهو الأمر الذي تدور حوله قصة المسلسل كاملة.