أول العمود: يجب أن تكون رائحة التوزيع السياسي للمزارع كريهة بالنسبة إلى هيئة مكافحة الفساد!

Ad

* تاريخ فلسطين أهم بكثير من صواريخها، تاريخها هو سلاحها الأكثر تأثيراً في ظل العجز العربي، هو المادة التي يتأثر بها جمهور الغرب.

الاحتراب الجاري اليوم بين حماس وإسرائيل مبرر ربما في حدود غزة الجغرافية، الأولى تطلق «العصف المأكول» وإسرائيل ترد بـ «الرصاص المصبوب» وسلسلة لا تنتهي من الأوصاف والمسميات المصبوغة بالدين!

سلاح «تاريخ فلسطين»، سلاح سلمي ثقافي موائم للغة العصر في الغرب، وهو واجب التجريب في زمن عربي وفلسطيني رديء سياسيا وعسكريا، هو تاريخ بحاجة إلى عقول الشباب العرب وأموالهم، فهو موغل في القدم، هو من زمن الإغريق والرومان ودولة الإسلام.

هذا السلاح يؤذي دولة إسرائيل، ويجب أن يكون في متاحف ثابتة ومتنقلة تضم الثوب الفلسطيني والشخصيات الوطنية والتاريخية والدينية، الفنانين والشعراء والروائيين والمناضلين الفلسطينيين.

لماذا لا نواجه الهولوكوست بفكرة أخرى هي أن النظام الإسرائيلي بات الوحيد الذي يتشح بالعنصرية بين دول العالم بعد زوال نظامي جنوب إفريقيا وروديسيا؟ ولماذا لا ننتج فيلماً واحداً موجهاً إلى الغرب عن سرقة الأراضي وبناء المستوطنات؟

خطاب «تاريخ فلسطين» حاجة ملحة مقابل مسلسل الدماء الذي لن ينتهي، مكوناته جميلة ومؤثرة، هي: ثورة القدس 1920، الثورة الكبرى 1936، انتفاضة 1987، انتفاضة الأقصى 2000.

وفيه أيضا أفكار إدوارد سعيد، وسميح القاسم، وغسان كنفاني، وناجي العلي، فيه الثوب الفلسطيني المجدلاوي والشروقي والتلحمي النسائي، فيه زي الرجال: الطاقية والعقال والصديري والشروال.

بالنسبة إلى الإنسان الغربي لن تصمد كل مؤتمرات الأمم المتحدة والعالم أمام قصة هذا الثوب الفلسطيني الرائع الجميل، فهذا السلاح هو الذي يجب أن يكون حاضراً في برلين وأوسلو ونيويورك وباريس. فهل نعجز عن أن نتحرك سلمياً بهذا السلاح؟ وهل نعجز عن الاحتفال سنوياً بيوم الإنسان الفلسطيني؟