سمير فرج: لست سعيداً بالمشاركة في إنتاج «8%»

نشر في 22-11-2013 | 00:02
آخر تحديث 22-11-2013 | 00:02
تعرضت السينما التي يقدمها الأخوان السبكي لهجوم شديد ودعوات إلى المقاطعة، بحجة أنها مبتذلة تعتمد على الرقصات والبلطجة، ولكن فوجئ المهتمون بالشأن السينمائي والجمهور على السواء بمشاركة الدولة ممثلة بجهاز السينما في إنتاج «8%» من بطولة أوكا وأورتيجا، وهو فيلم ينتمي إلى النوعية التي ينتجها السبكي، فاعتبر البعض هذه الخطوة بمثابة تشجيع الدولة للفن الهابط وتراجعها عن دورها في الارتقاء بالفن.
حول هذه الانتقادات كان اللقاء التالي مع رئيس جهاز السينما سمير فرج.
لماذا قررت المشاركة في إنتاج هذه النوعية من الأفلام؟

اضطررت إلى ذلك في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر هذه الفترة، والأزمات التي تواجه صناعة السينما على صعيدي الإنتاج والإقبال الجماهيري الضعيف، بسبب الحظر وفرض حالة الطوارئ في البلاد.

ألم يكن بمقدورك المشاركة في إنتاج أفلام أخرى بدلا من هذه النوعية؟

لا يملك جهاز السينما أموالاً تكفي لإنتاج أي فيلم يتمتع بمستوى جيد، طالبت أكثر من مرة بموازنة لإنتاج أفلام، لكنني لم أحصل عليها، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، باعتبار أن جهاز السينما جزء من منظومة كاملة تعاني مشاكل لا حصر لها، ثم القطاع الاقتصادي مديون له بمبلغ 130 مليون جنيه، يعجز عن تحصيلها، وهي كفيلة، بحال استرديناها، بإنتاج أفلام عظيمة.

ذلك كله لا يبرر المشاركة في إنتاج فيلم ضعيف المستوى، بعدما أنتج الجهاز على مدى تاريخه، أفلاماً مهمة آخرها «1 صفر» الذي حقق نجاحاً ونال جوائز؟

يشارك جهاز السينما بنسبة 25% أي بمليون جنيه من أصل أربعة ملايين جنيه، هي مجمل الكلفة الإنتاجية للفيلم، وعندما اقترح عليّ صانعو الفيلم ذلك، وجدت الفرصة ملائمة لتحقيق هامش من الربح يمكننا من المشاركة في إنتاج أفلام أخرى أكثر أهمية.

لكن الفيلم ضعيف المستوى.

هدفي في هذه المرحلة تحقيق أرباح تساعدني في تنفيذ أفلام أخرى، وقد وافقت على المشاركة في إنتاج هذا الفيلم لأنه من بطولة أوكا وأورتيغا، إذ يتمتعان بجماهيرية كبيرة، بالتالي يمكن أن يحقق الفيلم ربحاً معقولا.

على الدولة أن تعمل على ارتقاء الفن وليس تحقيق الربح.

جهاز السينما تابع لمدينة الإنتاج الإعلامي وهي شركة مساهمة، والدولة مشاركة فيها بنسبة 40%، والباقي لمواطنين عاديين يطالبون بالحصول على أرباح، وينتقدون الجهاز في كل جمعية عمومية ويسخرون من عجزه عن تحقيق أرباح في وقت يحقق السبكي مكاسب كثيرة، فهم لم يحصلوا على أي أرباح منذ أكثر من أربع سنوات، ومن حقهم أن يغضبوا لأن مساهمتهم في هذه الشركة بهدف الربح... هذه الأمور  كافة اضطرتني إلى المشاركة في هذه التجربة.

كيف تقيّم هذه الخطوة؟

لست سعيداً بها. أتمنى أن ينتج الجهاز أفلاماً متميزة فنياً، لكن الظروف أجبرتني على ذلك.

هل نفهم من كلامك أنك نادم؟

لا، لو استمرّت الظروف كما هي ولم تتغير سأكرر التجربة، لأنني لا أملك حق الاختيار.

كيف تردّ على النقد الذي تتعرض له؟

من يهاجمني وينتقدني لا يعرفني، كانت لدي شركة إنتاج خاصة، وأنتجت من خلالها أفلاماً مثل «الإرهابي» و»شمس الزناتي» وغيرهما، لكن الزمن تغيّر والظروف اختلفت وعانت السينما من الأزمات التي تعصف بالبلاد على المستويين السياسي والاقتصادي.

من هاجم مشاركتنا في إنتاج فيلم «8%»، لا يعي ما يجرى حولنا وأننا لسنا شركة حكومية. لست من منتجي الفن الهابط كما يصورني البعض، ولدي رؤية واضحة عرضتها على المسؤولين، لإنتاج ستة أفلام متميزة، لكن الظروف الاقتصادية تحول دون تنفيذها.

لماذا لا تستقيل ما دمت لا تستطيع تنفيذ رؤيتك بدلا من إنتاج مثل هذه الأفلام؟

تقدمت بالفعل باستقالتي ست مرات، إلا أنني في كل مرة كنت أتراجع أملا في تحسن الأوضاع، بعد تمسك المسؤولين بي ووعدهم لي بتحقيق مطالبي، إنهم أصدقائي وأضعف أمامهم، ثم الهروب من المسؤولية ليس بطولة من وجهة نظري في هذه الظروف، لذا قررت الاستمرار في موقعي وتكرار المحاولات لتصحيح الأوضاع.

ما الحل لأزمة السينما في الفترة المقبلة برأيك؟

لا بد من أن تتدخل الدولة بقوة لإنقاذ صناعة السينما التي تنهار، عبر إجراءات تحمي المنتجين، مثل إلغاء ضريبة الملاهي التي يفرضونها على المنتج. في المناسبة، أتعجّب من تعامل الدولة مع السينما باعتبارها ملاهٍ. كذلك لا بد من تخفيض الجمارك التي تكلف المنتجين أموالا لا تتناسب مع المرحلة الصعبة التي تعيشها السينما المصرية، إضافة إلى تصاريح التصوير التي تكلف مبالغ طائلة تجعل المنتجين يعرضون عن التصوير في بعض الأماكن ويكتفون بالأستوديوهات والديكورات المجهزة ما يقلل من مستوى الأفلام.

back to top