تواصلت الاشتباكات في مدينتي الفلوجة والرمادي في محافظة الأنبار العراقية بين مسلحين موالين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) والقوات الحكومية التي تحاول منذ السبت الماضي، استعادة السيطرة على هاتين المدينتين.

Ad

المالكي والحرب

وأكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، أن الحرب التي تخوضها القوات العراقية على الإرهاب لن تطول، وأنه لا تأجيل للانتخابات البرلمانية المزمع اجراؤها في أبريل المقبل.

ودعا المالكي في كلمته الأسبوعية، السياسيين العراقيين الذين يقفون ضد العملية العسكرية الجارية في محافظة الأنبار إلى مراجعة مواقفهم السياسية، مؤكدا أن الانتخابات لن تتأجل ولو يوما واحدا.

ووجه المالكي الشكر للمجتمع الدولي للدعم الذي قدمه في المعركة ضد «داعش»، وحث أعضاء التنظيم ومؤيديه على الاستسلام واعدا بإصدار عفو.

ودعا رئيس الوزراء العراقي إلى «الانفتاح السياسي والحوار القائم على كيفية تحقيق النصر الحاسم عن طريق تكاتف الجيش والعشائر».

وقال: «لا نريد لهذه المدينة أن تعاني أبدا ولن نستخدم القوة مادامت العشائر تعلن استعدادها لمواجهة داعش وطردها»، مضيفا: «هؤلاء يريدون تعطيل الحياة السياسية كاملة وتعطيل حركة البناء والإعمار ليس في العراق فقط بل في كل دول المنطقة».

ففي الفلوجة قال شهود عيان أمس، إن اشتباكات وقعت فجرا في حيي العسكري والشهداء بعد تعرضهما لقصف، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وأكد شهود عيان أن عناصر شرطة المرور في الفلوجة عادت الى شوارعها أمس، موضحين أن عناصر شرطة المرور انتشرت عند ستة مواقع في مركز الفلوجة. وأشاروا الى أن مسلحين ملثمين ينتشرون في الوقت ذاته عند مداخل المدينة وأحيائها الداخلية وقرب الجسور والمقرات الرئيسية فيها.

ولفتوا الى أن السيارات عادت لتجوب شوارع المدينة.

هجوم بالدبابات

وفي الرمادي، أفاد مصدر في الشرطة أمس، أن الجيش العراقي بدأ هجوما واسعا على منطقة الجزيرة في قضاء الخالدية ضد مسلحين مرتبطين بـ»داعش.

وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن «قوات الجيش بدأت هجوما بواسطة الدبابات والمروحيات لضرب مسلحي داعش»، مشيرا إلى «أنه استخدم أكثر من 19 دبابة تقدمت على المنطقة، في حين قصفت المروحيات المواقع التي يسيطر عليها المسلحون».

وأضاف المصدر أن «المسلحين يتحصنون قرب العوائل في هذه المنطقة»، مؤكدا أن «هناك أكثر من 40 عائلة عالقة بين نيران المسلحين والجيش».

ولفت إلى أن «الجيش يحاول سحب المسلحين إلى خارج الأحياء السكنية في المنطقة من أجل تجنيب المواطنين النيران».

وشهدت قرية كرطان الواقعة شرق الرمادي أمس الأول، انتشارا لمسلحي «داعش» فيها، في حين فجر الأهالي جسرا في القرية لمنع انتقالهم إلى القرى المجاورة.

نزوح الأسر

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي في بيان أمس، أن المعارك الدائرة قرب مدينة الفلوجة وسيطرة المسلحين الموالين لتنظيم داعش عليها تسببت في نزوح 13 ألف عائلة.

وأوضحت الجمعية في بيانها أن «عدد العوائل النازحة من المدينة بلغ أكثر من 13 ألف عائلة، زحت من مدينة الفلوجة الى أطرافها أغلبها يسكن حاليا في المدارس والأبنية العامة ولدى الأقارب».

وأضاف البيان أن «فرق الاغاثة للهلال الأحمر العراقي استطاعت الدخول الى مدينة الفلوجة وقامت بتوزيع مساعدات غذائية وإغاثية على عدد كبير من العوائل رغم الظروف الأمنية الصعبة داخل المدينة وخارجها»، مؤكدا أن «الفرق تمكنت من تقديم مساعدات لأكثر من 8 آلاف عائلة خلال الأيام الثلاث الماضية في مختلف مناطق الأنبار».

عشائر الدليم

في السياق، حذر شيخ عشائر الدليم في العراق علي حاتم السليمان مساء أمس الأول، من اقتحام قوات الجيش العراقي لمدينة الفلوجة. وقال السليمان: «نحذر من اقتحام مدينة الفلوجة وسندخل بغداد إذا اقتربوا من الفلوجة»، مضيفا: «نحن لا نعترف بداعش وما يجري هو حرب على السنة في العراق».

اعتقال عناصر

إلى ذلك، ذكر مصدر أمني عراقي أن قوات الشرطة اعتقلت فجر أمس، 33 شخصا بينهم أعضاء في تنظيم «داعش» بتهم الإرهاب وترويج المخدرات شمالي مدينة الكوت مركز محافظة واسط 180 كم جنوب شرقي بغداد.

وقال قائد شرطة الكوت اللواء رائد شاكر جودت أمس، إن عملية الاعتقال تمت من خلال عملية دهم وتفتيش في قضاء الصويرة شمالي الكوت نفذتها قوات الشرطة وفق قانون العقوبات العراقي وترويج المخدرات.

(بغداد ــــــــ أ ف ب، يو بي آي، كونا)