بدت نسب المشاركة  في اليوم الثاني للاقتراع في الانتخابات الرئاسية المصرية ضعيفة جدا، رغم محاولات مستميتة بذلتها الحكومة للتيسير والتسهيل على الناخبين للمشاركة، وسط ضغوط تتعرض لها اللجنة العليا لإتاحة الفرصة لتصويت الوافدين.

Ad

على غير المتوقع، فتحت لجان الاقتراع أبوابها أمس، في اليوم الثاني للانتخابات الرئاسية، على إقبال ضعيف، تسبب في إحراج حملتي المرشحين الرئاسيين، خصوصا الأوفر حظا المشير عبدالفتاح السيسي، ودفع الحكومة إلى بذل جهود مستميتة وتقديم تسهيلات استثنائية لزيادة التصويت، وأجبر اللجنة العليا للانتخابات على مواجهة ما اعتبرته ضغوطا لمد التصويت.

مجلس الوزراء انتبه مساء أمس الأول إلى ضعف الإقبال، فقرر اعتماد أمس عطلة رسمية، كما قرر مد التصويت ساعة لينتهي في العاشرة مساء، بينما بحث رئيس الوزراء إبراهيم محلب مع اللجنة العليا للانتخابات، أمس، إيجاد حل لتصويت وافدي المحافظات، كما قرر وزير النقل عدم توقيع غرامات على المخالفين من ركاب السكة الحديد ومترو الأنفاق، ما اعتبر محاولة لتشجيع الناخبين على التصويت.

وقال محلب، في لقاء مع عدة محافظين عبر الفيديو كونفرانس أمس، إن "اللجنة العليا هي صاحبة القرار بمد التصويت، سواء لساعات أو أيام"، مشددا على أن "الحكومة لا تتدخل في العملية الانتخابية، ويقتصر دورها على توفير الأمن للناخبين".

وافاد مراسلو "الجريدة" بغياب الطوابير أمام اللجان، وطول الفواصل الزمنية بين المصوتين، بينما قال مصدر قضائي إن "نسب الحضور خلال اليوم الأول للتصويت زادت في بعض اللجان على 35%"، معتبرا ان هذه النسبة جيدة مقارنة بنسب التصويت حتى مساء أمس، وسط ارتفاع درجة حرارة الجو، خصوصا في محافظات الصعيد.

وشهدت لجان الاقتراع عزوفا جماعيا من قطاع الشباب، ما اعتبره مسؤول الاتصال السياسي لحركة "6 أبريل" شريف الروبي: "عقابا شبابيا للسلطة بعد سلسلة اعتقالات خلال الشهور الأخيرة"، بينما وصف القيادي بجبهة "طريق الثورة" زيزو عبده، عزوف الشباب بـ"لطمة" على وجه النظام، دون أن يستبعد التزوير، بينما أرجع نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان عبدالغفار شكر سبب ضعف إقبال الناخبين إلى تصدير الإعلام فكرة ان "النتيجة محسومة لمرشح بعينه، ما أشعر المواطنين بأن أصواتهم بلا قيمة".

وفي أول رد فعل على ما اعتبر ضغوطا حكومية، مصحوبة بضغوط من حملتي المرشحين، لتمديد التصويت، أكدت اللجنة العليا للانتخابات، في بيان لها، أمس أن "إدلاء الوافدين بأصواتهم في لجان غير لجانهم الأصلية، دون التسجيل المسبق لتلك الرغبة، سيترتب عليه بطلان الانتخابات برمتها".

في سياق آخر، واصلت لجنة الانتخابات الرئاسية عملها أمس، وأبعدت شبهة التزوير في بعض اللجان، حيث أكدت في بيان عدم صحة واقعة تسويد بطاقات تصويت لمصلحة السيسي، انتشرت عبر مقطع فيديو على الإنترنت، مشيرة إلى أنه بالاطلاع على المقطع تبين أن البطاقات التي ظهرت فيه ليست المعتمدة من قبل اللجنة.

بالتزامن، أكد المتحدث الرسمي لحزب التجمع اليساري نبيل زكي أن الحزب أصدر بيانا أمس، طالب فيه بمد التصويت إلى الساعة 11 مساء، مشددا على أنه إذا ظل الإقبال ضعيفا فسيطالبون بمد التصويت ليوم ثالث.

بعثات المتابعة

إلى ذلك، أبدت الوفود الأجنبية، التي تقوم بمتابعة الانتخابات، ارتياحها لمسار العملية، حيث تفقد القائم بأعمال السفير الأميركي بالقاهرة مارك سيفرز، أمس، عددا من مقار اللجان الانتخابية في منطقة شبرا ذات الكثافة المسيحية، وأعلنت وزارة الخارجية أن التقارير الأولية الواردة على لسان رؤساء وأعضاء بعثات المتابعة الدولية والإقليمية للانتخابات تفيد بعدم رصد تجاوزات من شأنها الطعن في نزاهة الانتخابات.

وأكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لمتابعة الانتخابات أن أعضاء البعثة يتمتعون بحرية الحركة بين اللجان، وفقا لمذكرة التفاهم التي تم توقيعها مع الحكومة، وأن العملية الانتخابية تتم بشكل هادئ ودون أي معوقات، ومن المقرر أن تعقد بعثة "الساحل والصحراء" مؤتمراً صحافياً بمقر وزارة الخارجية صباح اليوم، يليه مؤتمر صحافي لبعثة الكوميسا.

الوضع الميداني

ميدانيا، لم يخل اليوم الانتخابي الحار من عمليات إرهابية محدودة، حيث انفجرت عبوة ناسفة بجوار كنيسة مارجرجس بضاحية مصر الجديدة شرق القاهرة، وأكدت وزارة الداخلية، في بيان، عدم وجود إصابات، في وقت تفقد مدير أمن القاهرة اللجان الانتخابية في عدة مناطق أبرزها مدينة نصر ورابعة العدوية ووسط العاصمة، للتأكد من انتظام الخدمات الأمنية.

بالتزامن، عثرت أجهزة الأمن، أمس، على عبوة ناسفة بدائية الصنع داخل أحد مقار اللجان الانتخابية في قرية مطرطارس بمحافظة الفيوم، وقال مصدر أمني مسؤول إن الأجهزة عثرت على العبوة داخل علبة زجاجية، وتعاملت معها وفككتها دون خسائر.

إلى ذلك، استغلت جماعة الإخوان ضعف الإقبال على التصويت، لصالحها، وشنت هجوما على النظام، معتبرة المقاطعة التي تتبناها جزءا من نجاحها في مواجهة المشير، الذي استجاب لرغبة ملايين المصريين في ثورة 30 يونيو بالإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي.

وقال بيان الإخوان: "تمكنا من مقاطعة ثورية جددت الثقة بالثورة ومكتسباتها، وجاء رد السلطة الحالية مرتبكا ومتخبطا، دليلا على الفشل".

وذكر القيادي الإخواني محمد السيسي ان "الشعب عموما والشباب خاصة هم أصحاب الفضل في بلورة الموقف الأخير من السلطة الحالية"، مضيفا: "رغم التحركات المكثفة لأعضاء التنظيم في مصر للتوجيه نحو المقاطعة، فإننا لا يمكن أن ننسب ذلك لأنفسنا".