تناولت الفنانة التشكيلية الفلسطينية ريما المزين، في معرضها الشخصي الثاني عشر في فينوسا الإيطالية، القضايا الإنسانية وأبرزها أطفال الحروب.

Ad

افتتح 3 أغسطس الجاري المعرض الشخصي الثاني عشر للفنانة الفلسطينية ريما المزين بعنوان «الحضور والغياب»، برعاية مقاطعة بسيلكاتا ومحافظة بوتنزا وبلدية فينوسا في ايطاليا، وبمبادرة إدارة غاليري بورتا، في قاعة «جوسولوا» بقلعة «بيرو دل بالسو»، وهي المتحف الثقافي لمدينة فينوسا، التي ترجع إلى القرن السادس عشر، ويستمر حتى الغد السبت.

في هذا الصدد، قالت الفنانة ريما المزين إن قضية شعبها الفلسطيني حاضرة دائما في أعمالها الفنية، وقضية أطفال الحروب إنسانية، وتحرص على تقديمها كل عام، من خلال أعمالها الفنية في كل المجالات، لذلك كانت أعمالها حاضرة لتعبر عن قسوة الاحتلال في وطنها، وعما يحدث من دمار وحروب في العراق وسورية ولبنان وإفريقيا وليبيا واليمن.

فلسفة إنسانية

وعن فكرة المعرض، أضافت: «الثنائيات: الروح والجسد، الخير والشر، القبح والجمال، الحضور والغياب، هي شكل من إشكال الفلسفة الإنسانية على مر العصور، وقد استقيت الفكرة من قراءتي لكتب النقد المسرحي والفلسفة المعرفية للفيلسوف جاك ديريدا، ففي العمل المسرحي يمثل الحضور الجانب الواقعي والمادي، بما هو حسي ندركه بحواسنا نراه رؤية العين، بينما يمثل الغياب الجانب المعنوي للأشياء التي نفكر فيها بعقولنا ونحسها بعواطفنا، على هذه الفكرة بنيت موضوع أعمالي».

وتابعت: «استحضار الحضور في الغياب، بحياتنا العادية نشتاق لأشخاص رحلوا عن عالمنا الحسي المادي، لكن يأبى عقلنا الباطن إلا أن يستحضرهم من خلال أشياء تدل عليهم، مثل ملابسهم، أغراضهم الشخصية، التي بدورها توقد داخلنا الحنين لهم، ويأخذ عقلنا برسم صور من ذكريات تقاسمناها معهم».

وزادت: «واليوم ونحن أمام هذا الكم الكبير من الموت، ترى الأمهات تحن لأطفالها، الذين استشهدوا من جراء القصف والحرب والقتل والإرهاب، وهذا ما ترجمته في لوحات (الشهيد، الربيع مر من هنا، بين السماء والأرض، أطفال الحرب، لا تقتلوا طفولتهم)».

«تعليقة الملابس»

وأوضحت المزين أن المفردة الشكلية «تعليقة الملابس» هي العنصر البنائي أو الوحدة البنائية لنسيج اللوحة، ضمن توظيف قيم فنية أغنت التكوين مثل: التكرار والتراكب، الشفافية، التجاور. وفي بعض الأحيان، استوحت أسماء بعض اللوحات وفكرتها من مفردة «تعليقات الملابس» مثل: «شماعة أخطائنا، أحلام معلقة، تعلق قلبي بـ».

وتضمن المعرض 21 لوحة فنية، وثلاثة أفلام في مجال الفيديو أرت، وعرض فيلم بعنوان «أوقفوا قصف غزة»، إضافة إلى عمل «انستلاشن» بعنوان «حبل غسيل من فلسطين»، وصور رقمية أخذت من الانترنت عن أحداث غزة في يونيو الماضي.

واندرجت اللوحات تحت العناوين التالية: الشهيد، الانقسام الفلسطيني، مجموعة أطفال الحرب، الفئران تأكل المحصول على الطريق، مثنى وثلاث ورباع، الربيع مر من هنا، أحلام معلقة، انتظار، شهداء عائلة بكر، شهداء عائلة شحيبر.

يشار إلى أن أغلب أعمال معرض «الحضور والغياب» رسمت في مارس وابريل 2014، والبقية في أواخر يونيو من العام نفسه، لكنها جميعها كانت تحاكي الأحداث الأخيرة في فلسطين من مجازر وعدوان بحق الشعب الفلسطيني.