ألقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بكل ثقله السياسي للإفراج عن الفتى ميشال الصقر. وفيما يلي التفاصيل الكاملة لتحركات جعجع ومتابعته لعملية الخطف. رنّ جرس الهاتف في مكتب جعجع صباح الجمعة 7 مارس، ليوقظه المتحدث: «حكيم خطف نجل ابراهيم الصقر»، بعدها بدقائق اتصل جعجع بإبراهيم الصقر المرتبك والخائف والذي أجهش بالبكاء عند سماعه صوت جعجع: «دخيلك يا حكيم لحقني». بصلابة طمأن رئيس حزب «القوات» الأب المفجوع بخطف وحيده: «ابراهيم خليك رجّال القصة عندي خلص!».

Ad

بعدها كرس جعجع ساعات طويلة طوال النهار والليل لتحرير التلميذ المخطوف.

قائد الجيش العماد جان قهوجي قال لجعجع إن المخابرات والوحدات العسكرية تلاحق الخاطفين، وزير الداخلية نهاد المشنوق يطمئنه: «أتابع الموضوع، أنا اتصلت بوالد الطفل وطمأنته ان المتابعة حثيثة ودقيقة».

وتلاحقت اتصالات «الحكيم» برئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط ومن ثمّ برئيس مجلس النواب نبيه برّي فوزير الدفاع سمير مقبل فرئيس الجمهورية ميشال سليمان. قال جعجع لكل من اتصل بهم إن الموضوع مرفوض جملة وتفصيلاً ولا يمكن السكوت عنه أو قبوله بأي شكل.

جعجع وجه مناصريه في زحلة وفاعليات المدينة للتحرك بكل الأشكال لرفض «تهديد السلاح» ولـ»منع جعل ميشال الصقر سابقة»، وأبلغهم بحزم: «لا تتراجعوا حتى تحريره».

عند الثامنة مساءً، أبلغ وزير الداخلية جعجع ان «مكان الولد المخطوف تمّ تحديده، وكذلك هويات الخاطفين، ولكن القوى العسكرية والأمنية لم توفق بعد في تحريره».

عند هذا الحدّ أبلغ جعجع بعض منسقي المناطق في حزب «القوات» ان «السبت (أمس) سيكون يوماً وطنياً تصعيدياً، يتوسّع فيه الاعتراض على جرائم الخطف إلى مناطق لبنانية اخرى». خرج الجميع من الاجتماع، مستعدين لمباشرة التحضيرات للتحرك الاعتراضي.

خلد جعجع إلى النوم قرابة الساعة الأولى والنصف بعد منتصف ليل الجمعة - السبت. عند الثالثة فجراً رن هاتف جعجع الخاص، ليسمع من يقول له: «حكيم، ميشال الصقر صار في بيت شخص من آل المصري، والجيش وقوى الأمن توجهوا إلى هناك لتسلمه».

لم يتمكن الخاطفون من التقاط أنفاسهم، حركة الأهالي و«القوات» ورئيسها والوزراء والقوى الأمنية وفاعليات زحلة وشبابها منعتهم، وجعجع استسلم لنومٍ مطمئن.