شكوك الأوروبيين إزاء الدجاج الأميركي قديمة العهد. وهم يشتكون الآن من عملية غسل الدواجن الأميركية باستخدام محلول الكلور قبل طرحها في السوق، ولهذا السبب يكافح قادة الاتحاد الأوروبي الآن لدعم حظر على استيراد ما يشار إليه شعبياً باسم "دجاج بصلصة الكلور".

Ad

وأصرت مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل خلال الانتخابات الأوروبية في وقت سابق من هذه السنة على أنه لن تكون هناك "عمليات استيراد للدجاج المغسول بالكلور من الولايات المتحدة"، وقالت "أنا منعت ذلك منذ سنوات وسأستمر في منعه".

هذا ليس نوعاً من الاستخفاف المتكبر إزاء الدجاج الأميركي، والدجاج المغسول بالكلور حقيقة واقعة، كما أن العديد من المزارعين الأميركيين يعالجون الطيور المنزوعة الأحشاء بمواد كيماوية -بما في ذلك الكلور- وذلك بغية "المساعدة على تلبية الخفض المستهدف في السالمونيلا وبكتيريا الكامبيلو" بحسب وزارة الزراعة. وفي غضون ذلك، يعمد منتجو الدجاج في أوروبا إلى تطهير الدواجن باستخدام الهواء البارد فقط.

دعوة إلى حظر الكلور

يقول فرانز فرانسن وهو صاحب شركة آي اف تي بولتري الاستشارية العاملة في صناعة الدجاج التي تتخذ من بلجيكا مقراً لها "هنا في أوروبا نحن نقول إن الكلور سيئ جداً بالنسبة إلى الناس، ولذلك علينا حظره، وهو يزيل البكتيريا السطحية وليس ما هو كامن داخل اللحم". ولهذا السبب يتعين طبخ كل الدجاج، حتى المعالج كيميائياً، بصورة تامة وشاملة.

وينتشر الخوف من الدجاج المطهر بالكلور من الولايات المتحدة في ألمانيا بصورة خاصة. وحسب وكالة رويترز فإن "جملة دجاج الكلور تتردد على ألسنة الكل من سائقي سيارات الأجرة إلى ربات البيوت منذ أن بدأت مفاوضات التجارة العالمية بهذا الشأن قبل سنة.

المخاوف الأوروبية ليست من دون أساس تماماً".

وقد نشرت الصحافية في جريدة واشنطن بوست كيمبرلي كيدني كتاباً مقلقاً في السنة الماضية حول الإصابات البشرية المحتملة نتيجة الاستخدام الشديد للمواد الكيماوية في المصانع الأميركية:

"وصف أكثر من عشرين مفتشاً في وزارة الزراعة الأميركية وموظفي صناعة الدجاج في مقابلات جرت معهم طائفة من الأمراض التي نسبوها إلى التعرض لمواد كيماوية، بما في ذلك الربو والمشاكل التنفسية الحادة الأخرى، والحروق والطفح الجلدي وتهيج العين ومشاكل الجيوب".

وثمة مجادلة تقول إن التنظيف الكيميائي يشجع على حدوث ممارسات أسرع في خط ذبح الدجاج. واستشهدت كيدني بمصادر ومستندات حكومية قائلة: "بغية المحافظة على السرعة تسمح الأنظمة الجديدة بترك أجساد الذبائح الملوثة لمعالجتها، بدلاً من التخلص منها كما تقضي الممارسة العامة الآن، وتقول القوانين المقترحة إن كل الذبائح في المكان ستعالج بمواد كيميائية مضادة للميكروبات سواء أكانت ملوثة أم لا".

وتجدر الملاحظة أن الدجاج العضوي في الولايات المتحدة لا يغسل بالكلور، وترى وزارة الزراعة الأميركية أن كل "العناصر المضادة للبكتيريا" المستخدمة في صناعة الدواجن آمنة وملائمة وفقاً لادارة الأغذية والأدوية.

غياب البراهين

يقر فرانسن بعدم وجود صلة مباشرة بين استهلاك الدجاج المغسول بالكلور وبين الإصابة بالمرض. "لا يوجد عامل مؤكد على أن تناول الدجاج المطهر بالكلور يفضي إلى الإصابة بالسرطان. ولم يتمكن أحد من إثبات ذلك، ولكنهم يعلمون ان ذلك ليس جيداً بالنسبة الى الناس وهذه هي الفطرة السليمة".

يعتبر الدجاج سادس أكبر الصادرات الزراعية الأميركية أهمية، وتساوي شحناته أكثر من 4.7 مليارات دولار أرسلت الى نحو 100 دولة في السنة الماضية، بحسب المجلس الوطني للدجاج، وهو ما يجعل الولايات المتحدة ثاني أكبر دولة مصدرة للدجاج بعد البرازيل.    

* بزنس ويك