لنا أن نفخر

نشر في 09-04-2014
آخر تحديث 09-04-2014 | 00:01
 يوسف عبدالله العنيزي لنا أن نفخر بهذا البلد الصغير بمساحته، الكبير بشجاعته ومواقف قيادته، لنا أن نفخر بهذا البلد وقيادته، فقد استطاع أن يجمع أكثر من ثلاثة أرباع دول العالم على أرضه في مؤتمرات نجحت تنظيماً وإعداداً ونتائج إيجابية، ولعل القادم من الأيام يثبت ذلك.

ظلام دامس يخيم على عالمنا العربي من أدناه إلى أقصاه، فالقتال الشرس والخلاف تجاوزا الجدال في سورية، وقد تحولت شوارعها إلى أرض لمعارك طاحنة وأريافها تدمر بصواريخ وقذائف حارقة، وتسيل دماء وتزهق أرواح ويشرد الملايين وتتصارع أطراف يدّعي كل منها الانتصار، ونتساءل: انتصار منْ على منْ والأرواح التي تزهق سورية، وعربية، وإسلامية؟

 وفي ليبيا بدأت حرب تفتيت الدولة "العظمى"، فالكل يسعى إلى تمزيق جسد الوطن، والعراق يعيش حرباً أهلية أطرافها تسعى إلى تصفية بعضها، وتجاوز الانتماء إلى المذهب أو الطائفة أو الحزب الانتماء إلى الوطن، والضحية دائما المواطن من نساء وأطفال لا تدري بأي ذنب قتلت.

ومصر تجاوز الخلاف فيها حد الجدال، وسالت على أرض الكنانة دماء مصرية بأيد مصرية، واليمن السعيد قد خيم عليه الحزن وهجرت السعادة أرضه وربوعه، والجزائر بدأت الفتنة تطل برأسها، أما السودان فتم تمزيقه ولا يزال القتال ينهش أجساد أبنائه وتشرد أهله، وتاه بلا اتجاه.

 ومجلس التعاون الذي كان ولا يزال جداراً صامداً بدأت بعض الشروخ تصيبه، والأمثلة كثيرة في هذه الفترة من الزمن الأليم الذي لم تشهد له الأمة مثيلا، ومن بين هذه الغيوم الداكنة يشرق نور الأمل يبدد بعضها وينير معالم الطريق نحو آفاق رحبة من الود والوئام، إنها الكويت كما عهدناها لم تجزع من حمل الأمانة تجاه أمتها، إنها الكويت بقيادة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، وبما تميز به من حكمة وهدوء وعمل مخلص محب لوطنه وأمته. ومن هذا المنطلق دعا سموه لمؤتمري المانحين الأول والثاني لدعم الحالة الإنسانية في سورية رغبة في تخفيف بعض الألم وزرع الأمل في نفوس أتعبتها أصوات القنابل وأزيز الصواريخ والطائرات، فأثبت سموه "أنه زعيم الإنسانية" كما وصفه أمين عام الأمم المتحدة.

في ظل هذا الوضع المؤلم دعا سموه إلى عقد القمة العربية الخامسة والعشرين على أرض الكويت، والإصرار على عقدها، وإكمال برنامجها، فمن المنطق التحرك وقت اشتداد المحن لا وقت الرخاء، وعقد المؤتمر وخرجت تكهنات وتحليلات تراوحت بين أصوات يملؤها التفاؤل بالنجاح والأمل، وأصوات تداخلت فيها الأحقاد مع اليأس والإحباط، ولكن من المؤكد أن الكويت وقيادتها قد نجحت واستطاعت أن تحقق ما لم يستطع أحد تحقيقه.

 فليس هناك قيادة أو وطن على مساحة عالمنا العربي يستطيع أن يجمع كل الدول العربية بلا استثناء مهما كان مستوى التمثيل، فالتقدير للدول موصول للأشخاص، فلنا أن نفخر بهذا البلد الصغير بمساحته، الكبير بشجاعته ومواقف قيادته، لنا أن نفخر بهذا البلد وقيادته، فقد استطاع أن يجمع أكثر من ثلاثة أرباع دول العالم على أرضه في مؤتمرات نجحت تنظيما وإعدادا ونتائج إيجابية، ولعل القادم من الأيام يثبت ذلك، فدعاؤنا أن يحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

أيضاً إلى نواب الدائرة الأولى

إننا- بعض ناخبي هذه الدائرة من سكان منطقة بيان- قد قررنا فتح "صندوق لإعادة إعمار المنطقة"، وذلك بعد أن تجاوز العمل في الحفر والتنقيب مداه، وأصبحت حياتنا لا تطاق، فنرجو منكم الوقوف معنا كما وقفنا وسنقف إن شاء الله معكم، ومساندة هذا الصندوق إن لم يكن مادياً، فعلى الأقل معنوياً وأدبياً، مع التحية.

back to top