العراق.. الأكراد يستعيدون سد الموصول

نشر في 18-08-2014 | 12:52
آخر تحديث 18-08-2014 | 12:52
No Image Caption
أعلن مسؤولون أكراد أن القوات الكردية استعادت بدعم من الطائرات الحربية الأميركية السيطرة على أكبر سدود المياه في العراق من الجهاديين فيما أكدت كل من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا تعزيز دورها العسكري في البلاد.

وشكلت سيطرة جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية على سد الموصل اختراقاً منذ الهجمات الشرسة التي بدأت منذ مطلع يونيو الماضي، في مناطق متفرقة شمال العراق.

وتعرض جهاديو "الدولة الإسلامية" التي أعلنت "الخلافة" في مناطق واسعة من العراق وسورية، لضربات جوية تعد "الأكثر كثافة" على مراكز للتنظيم في محافظة الرقة "شمال"، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وأبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما الأحد الكونغرس أن الغارات "المحدودة" التي أجاز شنها في العراق لاستعادة السيطرة على أكبر سدوده من الجهاديين تحمي المصالح الأميركية هناك.

وأفادت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كيتلين هايدن أن الغارات الداعمة لقوى الأمن العراقية تجري بالتوافق مع "قرار صلاحيات الحرب" الذي يستدعي موافقة الكونغرس قبل أن يدخل الرئيس البلاد في حالة حرب.

وأكد الرئيس الأميركي أن "سقوط سد الموصل قد يهدد حياة أعداد كبيرة من المدنيين ويعرض للخطر الموظفين الأميركيين ومرافق الولايات المتحدة، بما في ذلك السفارة الأميركية في بغداد، ويمنع الحكومة العراقية من توفير خدمات أساسية للشعب العراقي".

من جانبها، أكدت بريطانيا تعزيز دورها لمقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الهجمات التي تشنها الدولة الإسلامية بالتهديد المباشر على بريطانيا، وأشار إلى أن بلاده ستبذل كل ما بوسعها لوقف تقدمها.

وقال رئيس الحكومة المحافظ في افتتاحية نشرتها صحيفة "صنداي تلغراف" أن هذا الأمر لا يعني أن على المملكة المتحدة أن تُرسل مجدداً قوات إلى العراق بل أن تفكر في إمكانية التعاون مع ايران للقضاء على التهديد الجهادي.

وحذر كاميرون من أن الغرب يواجه "صراع أجيال"، موضحاً بأنه "إذا لم نتحرك لوقف هجوم هذه الجماعة الإرهابية البالغة الخطورة فهي ستستمر في بناء قوتها إلى أن تتمكن من استهدافنا في شوارع المملكة المتحدة".

كما أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون في تصريح نشر الأثنين، أن دور المملكة المتحدة في العراق يتجاوز المهمة الانسانية وقد يستمر أشهراً عديدة، وقال"نحن ودول أخرى في أوروبا عازمون على مساعدة الحكومة العراقية على محاربة هذا الشكل الجديد والمتطرف جدا من الارهاب".

وذكرت صحيفة "ذي تايمز" أن ست طائرات قتالية من طراز تورنيدو وطائرة من دون طيار بدأت التحليق في أجواء الأقليم الكردي بهدف مراقبة تنقلات المقاتلين الإسلاميين المتطرفين.

وأشارت إلى أن المعلومات التي تجمعها هذه الطائرات يمكن أن تستفيد منها القوات العراقية، كما رأت في هذه المهمة الاستطلاعية خطوة إضافية لبريطانيا باتجاه أن يكون لها "دور مباشر في المعارك" ضد التنظيم المتطرف.

وتأتي هجمات الجهاديين في العراق فيما يعمل رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي على تشكيل الحكومة المقبلة للبلاد وتواصل قوات دولية تقديم مساعدات إنسانية إلى آلاف النازحين الذين فروا من منازلهم، إضافة إلى دعم القوات الكردية بالأسلحة.

وتواصل قوات البشمركة الكردية بدعم من الطائرات الأميركية القتال لاستعادة السيطرة على المناطق التي سيطر عليها مسلحو الدولة الإسلامية في موجهة هجمات بدأت بالسيطرة على مدينة الموصل والسيطرة على سد الموصل في السابع من الشهر الحالي.

وقال المسؤول في أكبر الأحزاب الكردية علي عوني لوكالة فرانس برس "تمت استعادة السيطرة بشكل كامل على سد الموصل"، كما أكدت مصادر في الحزب الكردي وأخرى أمنية كردية.

وقامت طائرات حربية وأخرى مسيرة، أميركية بتوجيه ضربات ضد المسلحين السبت وأمس الاحد، خلال تقدم القوات الكردية.

وأكد المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا "تطهير سد الموصل بشكل كامل من قبل قوات مكافحة الارهاب وقوات البشمركة باسناد جوي مشترك" أميركي عراقي.

وأشار إلى مقتل وإصابة العشرات من المسلحين كذلك ونزع 60 عبوة ناسفة أثناء تقدم القوات لتطهير السد.

وذكرت القيادة الأميركية الوسطى في بيان أن مقاتلات وقاذفات وطائرات بدون طيار شنت "بنجاح" 14 غارة الأحد بالقرب من السد أسفرت عن تدمير 10 عربات مدرعة وسبع عربات همفي وعربتي نقل جنود تابعة للتنظيم المتطرف إضافة إلى حاجز.

وفي محافظة الرقة السورية، قام الطيران الحربي السوري بشن 16 غارة على مدينة الرقة ومناطق أخرى أسفرت عن مقتل 31 من الجهاديين وثمانية مدنيين، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

ويرى رامي عبد الرحمن مدير المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له أن "النظام السوري يريد أن يثبت للأميركيين أنه قادر كذلك على استهداف تنظيم الدولة الإسلامية".

وفي جبهة أخرى، تمكنت القوات الأمنية العراقية بدعم من مقاتلي العشائر السنية من تحقيق تقدم واستعادة السيطرة على منطقة غرب مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، حسبما أفاد مصدر أمني.

وقال قائد شرطة الأنبار اللواء الركن أحمد صداك الدليمي "تم تحرير منطقة عقدة (18 كلم غرب الرمادي) التي تمتد بموازاة الطريق الرئيسي وحتى الجانب الجنوبي من الرمادي بعد اشتباكات مع المسلحين منذ فجر اليوم الأثنين".

وكانت الجماعات المسلحة قد سيطرت قبل أسبوع على هذه المنطقة، وفقاً للمصدر.

من جهة أخرى، تتواصل معاناة الأقليات المسيحية والأيزيدية والتركمانية التي تخضع لتهديد وهجمات الجهادية في مناطق متفرقة في شمال العراق.

فقد تمكن جهاديو الدولة الإسلامية في الثالث من أغسطس الحالي، من اقتحام مدينة سنجار، معقل الأقلية الأيزيدية التي فر عشرات الآلاف من أفراد خارج منازلهم مما دفع المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات إنسانية وقامت الولايات المتحدة بتوجيه ضربات جوية لوقف تقدم الجهاديين.

back to top