كركوك... مدينة تاريخية مُثقلة بهموم العراق

نشر في 15-03-2014
آخر تحديث 15-03-2014 | 00:05
No Image Caption
يتميز العراق بتنوع نسيجه الاجتماعي والديني والعرقي منذ قديم الزمان، ما أضفى عليه سمة التعايش والترابط السلمي بين كل أطيافه ومكوناته، إلا أن السياسة، كعادتها، دخلت على تلك الصورة المشرقة التي بناها التاريخ فدمرتها تماماً، فغيّر صدام حسين الخريطة السكانية وعصف بكل مكونات التعايش السلمي، وبدأت الأزمات والصراعات تتوالى على المجتمع العراقي، وتولّدت مشكلة كركوك التي يطلق عليها «القنبلة الموقوتة» لأنها تعتبر عراقاً مصغراً لما يحتويه المجتمع الكركوكي من تنوع طيفي.

 وتعتبر كركوك من المدن العريقة المهمة، وذلك لقدم تاريخها الذي تدل عليه شواهد الآثار وما تناقلته الكتب عنها، وكان من نتائج ذلك تعدد الأعراق والأديان فيها، حيث يقطنها العرب والكرد والتركمان والسريان، كما تعايش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود جنباً إلى جنب حتى ما بعد الحرب العالمية الثانية، حين هاجر اليهود من العراق بعد ظهور المشكلة الفلسطينية.

ومدينة كركوك هي مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، وتعد من أهم المراكز النفطية في العراق، وموقعها الحالي قائم على أنقاض المدينة التاريخية القديمة ارابخا «عرفة» التي يقدر عمرها بأكثر من 5000 سنة، وكانت كركوك عاصمة لولاية شهرزور إبان الحكم العثماني.

ووفق تعداد عام 2009 يصل عدد سكانها إلى حوالي 800 ألف نسمة، هم خليط من التركمان والعرب والأكراد والسريان والكلد آشوريين.

وتعتبر جامعتها من الجامعات الحديثة، حيث تأسست في 17 يناير من سنة 2003، إلا أنها شهدت تطوراً كبيراً منذ ذلك الحين إلى الآن.

وشمل هذا التطور معظم النواحي، وخضوضاً الناحية العلمية التي تمثلت بالمستويات العالية التي حققها طلبة الجامعة في مختلف الاختصاصات، وكذلك البحوث المقدمة من أساتذة الجامعة ومشاركتهم في المؤتمرات العلمية سواء تلك التي انعقدت في جامعات العراق أو في جامعات الدول الأخرى.

وتتميز مدينة كركوك بمحافظتها على الطابع التاريخي الذي يميزها عن الكثير من المدن العراقية، فلا تزال مبانيها وأزقتها القديمة موجودة كما هي، رغم تشييد بعض الضواحي الحديثة فيها، ولا تزال هذه المدينة العتيقة تحافظ على عادات وتقاليد كل مكون فيها، فنجد العربي يحافظ على طقوسه وعاداته وإرثه القديم، وبجانبه التركماني يحافظ على موروثه، وكذلك الكردي والسريالي والكلد آشوري، لذا رغم كل ما مرت به هذه المدينة، كحال العراق على وجه العموم، من متغيرات فإنها تبقى رمزاً للتنوع العرقي والإثني في بلاد الرافدين منذ صدر التاريخ حتى يومنا هذا.   

back to top