كريمة مختار: المخرجون لم يروني إلا في دور {الأم}

نشر في 20-03-2014 | 00:02
آخر تحديث 20-03-2014 | 00:02
No Image Caption
عرفها الجمهور في دور الأم وأحبها فيه، حاولت الخروج منه على مدى مسيرتها الفنية، إلا أن المخرجين رأوا فيها أفضل من تؤديه، لذا تتبادر إلى أذهانهم في كل سيناريو يكون دور الأم فيه محورياً، فبلغ رصيدها عشرات الأفلام جسدت فيها شخصية {ست الحبايب}، وكانت بالفعل النموذج الأمثل في العطاء والتضحية والمحبة.
عن مشوارها مع الأمومة كان الحوار التالي مع كريمة مختار.
لماذا حصرت نفسك في أداء دور الأم؟

لأن المخرجين لم يروا فيَّ، ربما، إمكانية أداء أدوار أخرى، فكانت تعرض عليَّ شخصية الأم، سواء في المسلسلات أو الأفلام، حاولت مراراً الإفلات من هذا الحصار، إلا أن ثمة إصراراً على ترشيحي لهذا الدور على أساس أنني تميزت فيه، وأذكر أن حواراً دار بيني وبين المخرج حسين حلمي الذي أقنعني بتميزي في هذا الدور ودخولي  القلوب  بسهولة، والتركيز على التنويع في تقديمه وليس تبديله، فاقتنعت بكلامه  وتابعت المسيرة.

ألم تشعري بالضيق من ذلك؟

إطلاقاً، لأن دور الأم مهم في حياة أي إنسان، ولأنني أوصلت من خلاله رسالة تبقى مع الجمهور، كما أن ثمة أدواراً قدمتها كان مردودها إيجابياً لدى الجمهور، وشاركت في أفلام ومسرحيات حققت نجاحاً.

لكنك لم تقدمي أدوار الأم الشريرة.

 لا أحب أداء هذه النوعية من الأدوار على المستوى الشخصي، بالإضافة إلى أن النماذج السلبية للأم كانت، في السابق، محدودة للغاية، لأن الظروف على المستوى الاجتماعي والمعيشي كانت أفضل، لذا لم أرد أن أسيء إلى صورتي لدى الجمهور، ولم تعرض عليّ سوى أعمال محدودة من هذه النوعية.

من بين الأدوار التي أديتها أيها الأقرب إلى قلبك؟

دوري في فيلم «وبالوالدين إحساناً» نظراً إلى الرسالة التي يوجهها حول  أهمية أن يتحدث الأبناء مع الوالدين بعد تقدمهما بالسن والتواصل معهما، وأن يدركوا ما تحمّلاه في تربيتهم ليصبحوا شباباً، فعندما ترى الأم ابنها يكبر أمامها كل ما تتمناه أن تراه سعيداً في حياته.

ماذا عن دورك في فيلم «الحفيد»؟

 أعتبره أحد أقرب الأعمال إلى قلبي، لأننا أوصلنا فيه رسالة مهمة للأم، وهي عدم تدخلها في حياة بناتها حتى لا تسبب في هدمها، وعندما تتزوج الفتاة عليها أن تحافظ على أسرارها مع زوجها ولا تحاول إدخال والدتها كطرف في مشاكلهما حتى لا تزداد الأمور تعقيداً بينهما.

برأيك كيف تكون الأم ناجحة؟

عندما تهتم بشؤون أولادها، وتتابع دراستهم والأماكن التي يذهبون إليها مع أصدقائهم، بالإضافة إلى تربيتهم على المبادئ والقيم الدينية الصحيحة التي تجعلهم واثقين من أنفسهم، ويؤنبهم ضميرهم، في حال ارتكبوا أخطاء. كذلك على الأم ألا  تعطي عملها الأولوية على حساب أسرتها حتى لا تندم بعد ذلك.

هل أنت أم حنون كما تظهرين على الشاشة؟

 لا، اعتمدت الحزم في تربية  أبنائي، لا سيما أن انشغال زوجي المخرج نور الدمرداش بالعمل التلفزيوني جعلني أتحمل مسؤولية تربية الأبناء، وكنت أتابعهم باستمرار، صحيح أنني كنت أحنو عليهم كأي أم لكني كنت حازمة.

وكيف كنت تتعاملين معهم في المنزل؟

 كنت أتابع دراستهم وأهتم بألا تؤثر هوايتهم عليها، كان لدي خوف على ابني شريف بسبب ولعه بالحيوانات منذ صغره وولعه بالفروسية واهتمامه بنوعيات مختلفة من الكلاب الضخمة التي كانت ترعبني عندما أشاهدها، أما ابني معتز فحصر اهتمامه بالرياضة ومتابعتها، لكني حرصت على ألا يؤثر ذلك على مستواه الدراسي.

هل اضطررت للاعتذار عن أعمال بسبب أولادك؟

اعتذرت عن أعمال كثيرة وليس عن عمل واحد، لعدم رغبتي في الابتعاد عنهم، مع أن أعمالا كثيرة منها حققت نجاحاً بعد تنفيذها، لكني لم أشعر بالحزن لأن رعايتي لأبنائي أهم من أي نجاح يمكن أن أحققه على حسابهم.

كيف تحتفلين بعيد الأم؟

اعتاد أبنائي الثلاثة أن يزوروني ويقدموا لي هدية عيد الأم، ونتناول الغداء سوياً في المنزل، وهو تقليد سنوي يقومون به منذ زواجهم وإقامتهم خارج منزل العائلة.

هل تفضلين نوعية معينة من الهدايا؟

كأم تكفيني وردة من أبنائي واجتماعهم حولي في هذا اليوم، وغالبية الأمهات كذلك، لكن من الأفضل أن ترتبط الهدايا بالاستخدام المنزلي أو الشخصي، فمثلا ابني معتز الدمرداش أهداني عطراً مميزاً، ودوماً أنصح أبناء جيراني  بشراء ما تحتاجه الأم في المطبخ ليساعدها في عملها.

ألم تفكري في الانتقال للإقامة معهم؟

 على الإطلاق، رغم طلبهم المتكرر وإلحاحهم في ذلك، لا أترك منزلي الذي عشت فيه حياتي وشاهدتهم وهم يكبرون أمامي، كما أن لدي أصدقاء وجيراناً لا أبتعد عنهم، مهما كانت الظروف، بالإضافة إلى أن حياتي الفنية وارتباطاتي بالأعمال تجعلانني بحاجة إلى مكان خاص بي.

هل تتدخلين في طريقة تربية أحفادك؟

على الإطلاق، ولكن عندما يستشيرونني في بعض الأمور لا أبخل عليهم بالنصيحة.

back to top