رولا ثلج: بعيدة عن المنافسة ومحظوظة بإنتاج «حلاوة الروح»

نشر في 01-04-2014 | 00:02
آخر تحديث 01-04-2014 | 00:02
بعدما تميّزت بإنتاج أعمال فنيّة ضخمة مبرهنة عن حرفية عالية، انطلقت المنتجة اللبنانية رولا ثلج (Moon And Stars) في عالم الإنتاج الدرامي عبر مسلسل {حلاوة الروح»، كتابة رافي وهبه وإخراج شوقي الماجري.
المسلسل الذي ينفذّ بتقنيات عالية وبإنتاج ضخم، يضم نخبة من نجوم الدراما العربية، وسيوزّع في شهر رمضان المقبل في مختلف الدول العربية.
عن {حلاوة الروح» وأعمالها الاخرى، تحدثت رولا ثلج إلى {الجريدة».
{حلاوة الروح{ أول عمل درامي لشركة Moon And Stars، فما الذي شجعك على دخول الإنتاج الدرامي بعدما نظمت مهرجانات ضخمة؟

صحيح أن للمهرجانات نكهتها الخاصة، لكنها لا تضمن استمرارية شركة الإنتاج، خصوصاً إذا كان الشق الفني طاغياً على الربح المادي التجاري. فكّرت منذ ثلاث  سنوات بإنتاج عمل درامي، لكنني انتظرت المشروع المناسب، لذا أعتبر أنني محظوظة بالانطلاق من خلال هذا العمل المتميز بنصه وإخراجه والكاست.

ما المقومات التي وفّرتها لهذا المسلسل لضمان اختلافه  عن سائر الأعمال الرمضانية؟

أهمّ المقومات التي توافرت فيه تولي المخرج شوقي الماجري التنفيذ، بنظرته الفنية والتقنيات التي يستخدمها، فضلا عن تماسك النص والقصص الجميلة التي أتوقع ملامستها مشاعر نسبة كبيرة من المشاهدين، إضافة إلى مستوى النجوم المشاركين. لذا أظنّ أن هذه المكونات مجتمعة ستجعل العمل يختلف عن سواه.

أين ستدور الأحداث؟

في مصر ولبنان ودبي وسورية.

 

ما أبرز محاورها؟

ترتكز الفكرة على الشخصية الرئيسة {جمال» (خالد صالح)، رجل كرّس حياته للشهرة والسبق الصحافي مضحياً في سبيلهما بأناس كثيرين يحبهم، من بينهم حبيبته الأولى سارة، وأدى اهتمامه المبالغ بعمله إلى فشل زواجه من امرأة أخرى، مسبباً بأنانيته العذاب لابنته، إلى أن تقع حادثة معينة تدفعه إلى إعادة حسابات الماضي في محاولة لتصحيح أخطائه.

هل سيتطرق المسلسل إلى الأحداث في العالم العربي؟

لأن العمل واقعي ومعاصر، سيكون لسورية وأحداثها جزء كبير فيه، كذلك سنرى في خلفية العمل الواقع العربي  بأحداثه وظروفه أيضاً. إنما لن يقارب الموضوع السوري من الناحية السياسية بل سيظهر واقعاً يشكل خلفيةً لأحداث المسلسل.

يتم أحياناً إسقاط قصص درامية في مجتمعات وأزمنة معينة، فيما تولد قصص أخرى من رحم الأحداث المعاصرة، أي منها يكسب مصداقية أكثر؟

الجمهور، عموماً، حسّاس تجاه أمور قريبة من واقعه المعاش. برأيي تحصل مقاربتان حالياً لأي عمل درامي، فإما يتم اسقاط القصة في زمن معيّن، أو يتم اختيار الكاست بشكل يناسب تسويق العمل.

ماذا بالنسبة إلى توليفة {حلاوة الروح»؟

لا يمكن التوجه إلى المخرج شوقي الماجري من خلال هاتين المقاربتين، لأنه عندما ينظر إلى نصه يختار الممثلين الأنسب لتجسيد الشخصيات، من دون الاكتراث بأي معيار آخر. والدليل انبثاق مسلسلاته وأفلامه من صلب المجتمع الذي يقاربه، فتكون قصص الشخصيات مشابهة لقصص أناس حقيقيين. من هنا تصبّ الخلطة العربية المتوافرة في هذا العمل في الإطار المناسب، خصوصاً أن المجتمعات العربية لم تعد منغلقة على نفسها كما في السابق.

وفق أي معيار تم اختيار خالد صالح وقصي الخولي وغسان مسعود ومكسيم خليل ورولا حمادة وكندة علوش وفرح بسيسو وغيرهم؟

حين ينظر المخرج شوقي الماجري إلى شخصيات النص يعيشها في أبعادها كافة، ويتخيّل الممثل أو النجم القادر على أدائها، مع الإشارة إلى أنه لا يختار دائماً الممثل النجم، بل الشخص المناسب في المكان المناسب، فشاءت الصدف أن يكون الممثلون المختارون لهذا المسلسل نجوماً تليق بهم الأدوار المسندة إليهم.

ورولا حمادة ورودني حداد وأندريه ناكوزي؟

إضافة إلى هؤلاء الثلاثة، ثمة ضيف شرف لبناني من الصف الأول لم تتبلور شخصيته بعد، في انتظار إنهاء الكاتب للنص. بالنسبة إلى رودني حداد، اقترحت اسمه لأن المخرج غير مطلع كفاية على الممثلين اللبنانيين، ومعجب بأداء رودني في الافلام التي شارك فيها.

وبالنسبة إلى رولا حمادة؟

إضافة إلى محبتي الشخصية لها وصداقتنا، هي ممثلة متمكنة في الأداء وتثير دهشة كل من يعمل معها، لقدرتها على تصوير مشاهدها بسرعة وإتقان. للأسف لم تأخذ حقها بعد، رغم أن أداءها عالمي المستوى، برأيي تشكل إضافة إيجابية للعمل.

إلامَ ترجعين قبول هؤلاء النجوم بالبطولة الجماعية؟

إلى تولي الماجري مهمة الإخراج.

يتدخل بعض المنتجين في اختيار الممثلين، لكنك تركت مطلق الحرية للمخرج، لماذا؟

في الدول العربية، غالباً ما يُكتب عمل درامي لنجم معيّن، خصوصاً إذا كان الهدف تجارياً، ويتم التعامل مع المخرج كأنه مجرد تقنيّ. لكنني لم أنتمِ يوماً إلى هذه المدرسة لأنني لا أتحمسّ إلا إلى النص الذي أحب، خصوصاً أن تنفيذ الدراما يكون تحت تأثير ضغط نفسي وجسدي. أحياناً أبدي رأيي بممثل لبناني، إنما تبقى الكلمة الفصل للمخرج الذي لا يمكنني التعاون معه إلا إذا كان يفرض شخصيته، واحترم في المقابل مسيرته المهنية.

 كيف ترين الكاتب رافي وهبة؟

شخص خلوق ينتظره مستقبل جميل، سواء في التمثيل أو الكتابة، لأنه برأيي أحد أفضل كتّاب جيله.

حقق مسلسله الرمضاني {سنعود بعد قليل» نجاحاً، ألم تخشي المقارنة بين العملين؟

{حلاوة الروح» مختلف في الأحداث والشخصيات والحبكة الدرامية،  وتضمّ خلطته توليفة من التشويق والحب والرومنسية والحزن والفرح والدراما.

ألم تخاطري في تنفيذ المسلسل بإنتاج ضخم في ظل اللاستقرار في لبنان والعالم العربي؟

لو كان المسلسل موجهاً إلى السوق اللبنانية فحسب، لما خاطرت بتنفيذه بهذا المستوى، خصوصاً أن المؤسسات تعاني بسبب الأوضاع، وتضطر إلى تنفيذ الأعمال بكلفة متواضعة، لكنه سيوزع في الدول العربية، في الخليج ومصر والمغرب والجزائر وتونس والعراق، إضافة إلى لبنان، ونحن نتلقى عروضاً كثيرة في هذا الإطار.

كيف ترين واقع الدراما اللبنانية؟

مظلومة، لأنها تُنفّذ من دون موازنة  عالية، التي من دونها لا يمكن تقديم إنتاج جميل وفرض أنفسنا في الساحة العربية خصوصاً في الخليج. أمّا في مصر، فثمة صعوبة أساساً في تسويق أي عمل لا يضمّ ممثلين مصريين. برأيي، يجب أن يبلغ المنتج اللبناني مرحلة يجرؤ فيها على رفع كلفة الإنتاج والتعاون مع مخرجين جيدين، مثل سمير حبشي وفيليب أسمر. وبالنسبة إلى النصوص، بغض النظر عن مستوى كتابة منى طايع وكلوديا مرشليان، يجب معالجة نوعية السيناريو  عموماً، لأن ثمة نصوصاً درامية بعيدة من الواقع واللهجة المستخدمة في يومياتنا.

ما رأيك بأداء الممثلين اللبنانيين؟

ينافس بعض الممثلين اللبنانيين نظراءهم السوريين بسهولة. ويعجبني أداء: رولا حمادة، تقلا شمعون، كارمن لبسّ، ندى أبو فرحات وورد الخال، كذلك أرى مستقبلا جميلا لنادين نسيب نجيم. أما سيرين عبد النور، فهي بالتأكيد نجمة وبفضل الخبرات والتجارب التي تمر فيها، ستتقدم أكثر على صعيد التمثيل.  بالنسبة إلى الممثلين الشباب، فأفضّل رودني حداد وطوني عيسى الذي لم يأخذ حقه بعد، ويعجبني أداء يوسف الخال ومازن معضمّ.

ما رأيك بالإنتاج اللبناني؟

يعاني ضعفاً لأنه لا يُنظر إليه كقطاع صناعي بل هواية، علماً أنه يمكنه تأمين  مصدر عيش أسوة بما يحصل في مصر. عندما يتوافر الدعم للإنتاج ويتكاتف المنتجون بهدف تقديم أعمال تنافس الأعمال العربية، عندها تحظى الدراما اللبنانية بفرصة.

 

لماذا السوق المصرية مقفلة بوجه الأعمال اللبنانية في حين يشارك الممثلون اللبنانيون في أعمالها؟  

يشترطون على الممثلين اللبنانيين المشاركين في الأعمال المصرية التحدث بلهجة البلاد، وهذا من حقهم، لأن الحكومة المصرية تدعم القطاع وتعبت في سبيل تطوره.

لكن تحدثت ورد الخال باللهجة اللبنانية مع يسرا في مسلسل {نكدب لو قلنا ما منحبش».

 صحيح، هذا أمر نادر الحصول.

في ظل الحركة السينمائية والدرامية في لبنان، هل دخلنا مرحلة التنافس الإنتاجي؟

شخصياً لا أنافس  أحداً، وبعيدة عن هذا الجو وسأبقى كذلك، لأن المنافسة غير الصحية تُبعد العمل عن الفن. لذا أركز في عملي على تنفيذ المشاريع الجميلة. سيحين الوقت الذي يتكاتف فيه المنتجون اللبنانيون مع بعضهم البعض لأن المنتج لا يستطيع الاستمرار وحده، خصوصاً إذا أراد الخروج من عملية بيع أعماله لمحطة أرضية فحسب.

ماذا عن مشاريعك السينمائية؟

لدي فيلم {العقرب{ للمخرج سمير حبشي، وقد تأخر تنفيذه بسبب انشغالنا نحن الاثنين بأعمالنا الدرامية.

هل سيأخذك الإنتاج الدرامي من المهرجانات، أو الحفلات المشابهة لحفلة وردة الجزائرية في لبنان؟

لا يمكن المخاطرة بهكذا مستوى من المهرجانات في ظل الأوضاع في لبنان، ربما إذا هدأت الأحوال أفكر بالأمر، لكنني لن أبذل جهداً كبيراً لتحقيقه.

ما تفاصيل  برنامج {أنا راغب»؟

اضطررنا أن نؤخره شهراً بسبب {حلاوة الروح». فكرة البرنامج خاصة بـ Moon And Stars وهو يصب في إطار تلفزيون الواقع. فيه أسفار، يتعرّف الجمهور من خلالها إلى أعماق الدول العربية وإلى فناني تلك البلاد، عبر راغب علامة الذي يحقق، في كل حلقة، أحلامَ أناس معينين، ويقدّم أغنية للأمم المتحدة.

لماذا اختير لهذا البرنامج؟

وصل في مسيرته المهنية إلى مرحلة يرغب فيها بالمزيد، وهو نجم يحلو التعاون معه لأنه صادق مع نفسه. وهذه مواصفات تناسب برنامجاً واقعياً، إذ يجب أن يكون الفنان جريئاً لا يخشى إظهار حقيقته أو التحدث عن حقائق معينة أمام جمهوره، فيما يفضل فنانون آخرون، عندما يبلغون نجومية معينة، عدم التحدث عن الصعوبات التي اعترضت انطلاقتهم ومسيرتهم.

يتشابه عنوان المسلسل مع فيلم هيفا وهبي {حلاوة روح» هل من قرار لتغيير الاسم؟

نفكّر في  ذلك، وأظنّ أنه يجب التحدث مع الشركة المنتجة لفيلم {حلاوة روح» لتفادي أي اشكال ممكن. إنما هذا العنوان هو الأكثر تعبيراً عن شخصيات المسلسل والصعاب التي تواجهها.

 

ما مشاريعك الأخرى؟

أعمال درامية مع شوقي الماجري ومخرج آخر.

back to top