يتوقف الأمنيون اللبنانيون باهتمام عند مسار العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية لناحية الخطط العسكرية التي يعتمدها النظام السوري و«حزب الله» في السيطرة على القرى والبلدات المتاخمة للحدود الشرقية والشمالية مع لبنان، لا سيما لناحية تطويق المناطق المستهدفة من ثلاث جهات والإبقاء الدائم على الجهة المواجهة للبنان مفتوحة، بحيث يعتمدها المسلحون لإخلاء مواقعهم والتوجه نحو الحدود مع لبنان وفي بعض الأحيان للتسلل إلى الداخل اللبناني.
ويرى الأمنيون أن المسألة بالنسبة إلى النظام السوري و«حزب الله» تتخطى التكتيك العسكري الذي يقوم على إبقاء المهاجمين منفذاً مفتوحاً للمحاصرين من أجل الهروب اختصاراً للمعركة وتجنباً لمواجهات على قاعدة القتال حتى الموت، وبالتالي تجنباً لإطالة أمد المعركة وتخفيفاً للخسائر البشرية من الجانبين.ويلفتون إلى أن تكرار السيناريو نفسه لناحية «تسهيل» خروج المقاتلين من القرى والبلدات التي يستعيدها النظام في اتجاه المناطق الحدودية مع لبنان وبعض القرى والبلدات اللبنانية الحدودية يعكس نوايا النظام السوري تجاه لبنان التي يختصرها الأمنيون اللبنانيون بالآتي:1- تعمد إبعاد المقاتلين في اتجاه الأراضي اللبنانية لا في اتجاه مناطق سورية أخرى منعاً لمضيهم في القتال على جبهات أخرى ما يضعف قوى المعارضة المسلحة ويخفف الضغط عن قوات النظام و«حزب الله» على جبهات سورية أخرى في الداخل.2- استغلال انسحاب المقاتلين في اتجاه الأراضي اللبنانية من أجل إيجاد الذريعة بملاحقتهم بالغارات الجوية والقصف حتى في العمق اللبناني مما يبعث برسالة سياسية - أمنية إلى اللبنانيين بأن النظام السوري لا يزال قادراً على اللعب على الساحة اللبنانية على الرغم من الضغوطات الأمنية والعسكرية التي يتعرض لها في الداخل السوري.3- الاستفادة من لجوء المقاتلين السوريين إلى المناطق الحدودية اللبنانية من أجل تبرير التدخل السوري في الحياة السياسية اللبنانية من جهة، ومن أجل تبرير قتال «حزب الله» في الداخل السوري بحجة التصدي للمقاتلين المعارضين على أرضهم للتحفيف من تأثيرهم على الداخل اللبناني من جهة ثانية.ويبدي الأمنيون اللبنانيون اعتقادهم بأن الاستراتيجية السورية في التعاطي مع المقاتلين المنسحبين من المناطق التي يستعيدها النظام السوري و»حزب الله» تأتي ترجمة لتهديدات سورية سابقة بتفجير الساحة اللبنانية، ومحاولة للضغط على اللبنانيين والعرب والجهات الدولية الساعية الى الإبقاء على الحد الأدنى من الاستقرار في لبنان في مقابل استراتيجية سبق للنظام السوري أن أعلنها صراحة وهي تقوم على قاعدة ألا أمن للمحيط السوري ما لم ترفع الضغوطات عن النظام السوري.ويتوقف الأمنيون في هذا الإطار عند المناوشات المستجدة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، والسورية - الإسرائيلية من خلال التفجير الذي استهدف دورية إسرائيلية على الحدود مع لبنان واستهداف الإسرائيليين على جبهة الجولان قبل أيام، ويعتبرونه رسالة سورية إلى المعنيين مضمونها استمرار احتفاظ النظام السوري بأوراق ضاغطة يمكن أن يلجأ اليها كلما شعر بارتفاع الضغط عليه.ويختم الأمنيون اللبنانيون بالإشارة إلى أن النظام السوري الذي يعمل عسكريا على التقاط أنفاسه وتعزيز مواقعه تمهيدا لترجمتها سياسيا في انتخابات رئاسية سورية تعيد تثبيت الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة سبع سنوات جديدة، وفي الانتخابات الرئاسية اللبنانية بحيث يفتح باب استدراج العروض الأمنية والعسكرية أمام المرشحين الرئاسيين اللبنانيين الراغبين في الحصول على الدعم السوري - الإيراني، في مقابل مواقف وتحركات وقرارات تصب في خانة اتجاهات النظام السوري و»حزب الله» وخياراتهما بالنسبة إلى إدارة الحياة السياسية اللبنانية.
دوليات
النظام السوري و«حزب الله» يسهلان انتقال المقاتلين السوريين إلى لبنان
25-03-2014