الخالد: بيان الحكومة بسحب الجناسي واضح وضوح الشمس

نشر في 15-08-2014 | 00:01
آخر تحديث 15-08-2014 | 00:01
No Image Caption
بحث مع الأمين العام للجامعة العربية قضايا المنطقة وأبدى تفاؤله باحتواء صعوبات مسيرة «التعاون»
 اعتبر رئيس مجلس الوزراء بالإنابة أن قرارات الحكومة بشأن سحب الجنسيات واضح لا لبس فيه، مضيفاً أن الأوضاع في المنطقة العربية خطيرة وتحتم القيام بالكثير من الواجبات الجماعية لمواجهتها.

قال رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد إن "الاجراءات الحكومية التي وردت في بيان مجلس الوزراء منتصف يوليو الماضي (بشأن سحب الجناسي) واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار".

جاء ذلك على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقده الخالد أمس عقب مباحثاته مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي حول التطورات الراهنة على الساحتين الاقليمية والدولية، لا سيما العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، وسبل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق من خلال ضمان ايصال المساعدات الانسانية والاغاثية اليه، كما تم بحث مسيرة العمل العربي المشترك.

وحضر الاجتماع وكيل وزارة الخارجية بالانابة السفير محمد الرومي، ومدير ادارة الوطن العربي السفير عبدالحميد الفيلكاوي، ومندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير عزيز الديحاني، ومدير ادارة مكتب النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بالانابة السفير صالح اللوغاني، وعدد من كبار مسؤولي وزارة الخارجية.

تضافر الجهود

وأشاد الخالد في المؤتمر الصحافي "بالجهود التي يبذلها الأمين العام للجامعة العربية والمسؤولون فيها لتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك، لاسيما ان المنطقة العربية تمر هذه الأيام بظروف صعبة ودقيقة تتطلب تضافر جميع الجهود سعيا للحفاظ على أمنها واستقرارها".

وأضاف خلال كلمته في المؤتمر الصحافي المشترك، الذي جمعه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية امس انه "تم استعراض مجمل القضايا الراهنة التي تشهدها منطقتنا العربية في الوقت الحالي، وأبرزها العدوان الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة"، مشيدا "بجهود الأمين العام من اجل الوصول إلى اتفاق ينهي معاناة الشعب الفلسطيني".

وجدد الخالد "تأييد الكويت لمساعيه والجهود التي تقوم بها جمهورية مصر العربية والمتجمدة في المبادرة المصرية الهادفة إلى وقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة وإقرار التهدئة التامة".

جهود كويتية

وأكد الخالد ان "الكويت قد قامت بعدة جهود على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث دعت بعد ايام قليلة من بدء العدوان على غزة لعقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، والذي خرج بقرار ينص على تشكيل لجنة وزارية مفتوحة العضوية تضم كلا من الكويت (رئيس القمة) والأردن مصر والمغرب وفلسطين والأمين العام للتوجه الى الامم المتحدة ورئيس وأعضاء مجلس الأمن والتحرك والاتصال مع كل المنظمات لوقف هذا العدوان وضمان عدم تكراره ورفع الحصار الجائر المفروض على القطاع، كما طلب الاجتماع الطارئ من المجموعة العربية في نيويورك سرعة التحرك والتنسيق مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن لاستصدار قرار دولي بهذا الشأن".

وأشار إلى ان "الكويت شاركت بصفتها عضوا في اللجنة التنفيذية لفلسطين التابعة لمنظمة التعاون الاسلامي في الاجتماعين الاستثنائيين للجنة التنفيذية على مستوى وزراء الخارجية الموسع حول العدوان الاسرائيلي، واللذين استضافتهما المملكة العربية السعودية، وما خرجا بهما من تشكيل فريق الاتصال الوزاري من اجل التحرك والاتصال بالأطراف الدولية الفاعلة والعمل على وقف الاعتداءات الإسرائيلية".

المبادرة العربية

ولفت الخالد الى ان "المبادرة العربية مضى على وجودها على الطاولة أكثر من 12 سنة، وهي متفق عليها عربيا، والمجتمع الدولي دعم المبادرة، ولكن من يعرقل ويعوق هذه المبادرة هي اسرائيل".

وفي رده على اسئلة الصحافيين أكد الخالد ان "الاوضاع في المنطقة خطيرة بسبب تسارع الاحداث، وهو ما يتطلب منا القيام بالكثير من الواجبات الجماعية لمواجهة هذه الاوضاع الممتدة من اليمن، والعراق، وسورية، وغزة، وليبيا، يجب أن ينظر اليها بمنظور دقيق لأن بحث اقليم او منطقة يستغرق وقتا طويلا"، مضيفا ان "المطلوب حاليا هو التعاون والمساعدة في التخفيف من حدة المؤثرات بخضم تسارع الاحداث في منطقتنا".

وقال "منذ بداية تدهور الاوضاع في سورية اعتبرنا أن الدمار لن يحدث في سورية فقط بل سيمتد الى دول المنطقة"، مشددا على ضرورة "تكثيف الجهود لتدارس الوضع في سورية والتأكيد على الحل السياسي منطلقا من مؤتمر جنيف 1 والالتقاء بالمبعوث الاممي، لإيجاد حل سياسي وسلمي يقبله الشعب السوري ويحقق آماله وتطلعاته".

وضع العراق

وعن الموقف الخليجي تجاه رئيس الوزراء العراقي الجديد، أكد الخالد أن "دول مجلس التعاون حريصة على أن ترى العراق ينعم بالأمن والاستقرار، وان يكون الشعب العراقي ممثلا في مؤسساته الدستورية هو من يضع كل ما يتعلق بالوضع بالعراق نصب عينه"، مضيفا ان "الدول الخليجية تؤيد المسيرة السياسية في العراق وفق الدستور العراقي، وهذا ما اكدته دول مجلس التعاون، والمؤسسات الدستورية العراقية واختيار الرئاسات الثلاث الجمهورية والبرلمان ورئيس الحكومة".

وعن العراقيل التي ذكرت في بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون في جدة بشأن المهلة التي اعطيت لتنفيذ اتفاق الرياض، قال الخالد "هذا استكمال لعمل متواصل منذ فترة، وكما ورد في البيان فإن الروح الايجابية منطلقة من جميع الدول الست في تجاوز هذه المرحلة التي شابها بعض الترسبات وأضرت بالمسيرة الخليجية التي هي رافد اساسي بالتعاون العربي المشترك، المستهدف" معربا بالوقت نفسه عن أمله ان "يتم تجاوز كل ما يعتري مسيرة مجلس التعاون بنفس هذه الروح الايجابية".

وعن الجهود التي ستبذل خلال المهلة المحددة لتطبيق اتفاق الرياض، أوضح الخالد  ان "مسيرة مجلس التعاون ممتدة لأكثر من 30 عاما، وهي تستوعب كل ما يعتريها من شوائب وصعوبات"، لافتا الى ان "حكمة قادتنا سوف تزيل كل العوائق في هذه المسيرة".

وأكد حرص دول المجلس على استكمال ومواصلة هذه المسيرة وإزالة كل الشوائب، "حيث تم وضع آلية لمتابعة هذا الأمر، والتواريخ الموضوعة لتنفيذها، وبحث كل ما يتعلق بتفاصيلها"، معربا عن أمله "ان تكون نتائجها ايجابية لمواصلة هذه المسيرة المباركة، التي تعتبر رافدا أساسيا للعمل العربي المشترك".

العربي وغزة

بدوره، اعرب امين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي عن شكره لاستقبال النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد وفد الجامعة، واستمراره منذ فترة طويلة، ومنذ ان تولت الكويت رئاسة القمة، في تقديم النصح والتشاور مع الدول العربية.

وأضاف العربي ان "ما يحدث الآن في غزة هو هجوم غاشم وشرس ينال المدنيين ويدمر القطاع والشعب الفلسطيني الذي يعاني معاناة كبيرة"، لافتا الى ان "ما يحدث في القاهرة لإنهاء هذا القتال هام، والمبادرة المصرية قامت بدور كبير، لكن كل هذا يمس القشرة الخارجية، بينما الموضوع الرئيسي هو إنهاء استمرار الاحتلال لغزة".

وشدد على ان "طلبات الجانب الفلسطيني التي ترفضها اسرائيل حاليا سبق ان وافقت اسرائيل عليها بشكل مكتوب، سواء في ما يتعلق بفتح الميناء والمطار وغير ذلك"، مشيرا الى ان "المتحدث الاسرائيلي يقول إن كل ما تقوم به اسرائيل هو رد فعل لكل ما يصدر عن غزة من صواريخ، لكن المشكلة تتمثل في الاحتلال الاسرائيلي".

ولفت الى ان "ما تدعيه اسرائيل بأنها انسحبت من غزة عام 2005 لا معنى له، وغزة هي سجن كبير فيه مليون و800 ألف نسمة"، متسائلا: "هل من سجن في العالم يتواجد فيه السجان مع السجين؟"، مضيفا: "لا يمكن قبول هذا، والأمر لن ينتهي إلا بالانسحاب الاسرائيلي، والهدف الآن هو البدء بوقف اطلاق النار، واعادة اعمار غزة، والبحث في حماية الشعب الفلسطيني بغزة".

وأوضح ان "الرئيس محمود عباس بعث الى امين عام الامم المتحدة بان كي مون بطلب حماية للشعب الفلسطيني، والموضوع يبحث حاليا من قبل مجلس الوزراء العرب"، مؤكدا أنه "سيقوم بزيارة الاسبوع المقبل لسويسرا لحث اجراءات توفير حماية للشعب الفلسطيني".

وأكد ان "الهدف الاساسي الآن هو انهاء الاحتلال الاسرائيلي لقطاع غزة، وسنبقى نرى مثل هذه المظاهر حتى ينتهي الاحتلال"، مشددا على ان "شعبا تنتهك اراضيه له الحق في المقاومة، ويجب ان ينتهي الاحتلال، والدول العربية جميعها تركز على هذا الامر".

ملفات عربية

وعن الشأن العراقي قال د. العربي ان "ما يدور في العراق الآن هام، لان رئيس جمهورية العراق سمى رئيس حكومة ونتمنى تشكيل حكومة تساعد على التفاهم بين جميع العراقيين"، مضيفا: "تباحثنا مع الشيخ خالد حول خطوات سنقوم بها للتواصل مع العراق في هذه المرحلة، ولن يتم الكشف عنها حاليا".

وحول الملف السوري، اوضح ان "القتال في سورية لايزال مستمرا، كذلك معاناة 6 ملايين نازح داخل سورية، و3 ملايين خارجها"، لافتا الى ان "الامم المتحدة وضعت تصورا عاما لانشاء هيئة حكومية انتقالية، وتم بحث هذا الموضوع، لكن لا جديد حتى الآن".

واردف ان "العالم العربي يواجه تحديات غير مسبوقة وفي اكثر من مكان، لذا لابد من البحث عن الوسائل التي تضمن انتهاء هذه الامور الى استقرار وسلام"، مشيرا الى ان "ما يحدث من قتال في ليبيا يؤكد ضرورة تقديم المساعدة للخروج من المأزق الذي تعانيه، والمطلوب من كل الاصدقاء التنسيق والمساعدة لبناء المؤسسات الليبية، ومن بينها جمع الاعداد الكبيرة من الاسلحة المنتشرة في ليبيا، وبدء الحوار الوطني بين الاطراف دون التدخلات الخارجية".

واعرب عن شكره لدولة الكويت وسمو الامير، الذي تبنى امورا كثيرة تتعلق بالعالم العربي، من خلال عقد مؤتمرات وقمم بهدف الدفع نحو تحسن الاوضاع.

غداء على شرف العربي

أقام رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد مأدبة غداء على شرف أمين عام جامعة الدول العربية د. نبيل العربي، والوفد المرافق له، بمناسبة زيارته للبلاد، بحضور عدد من كبار مسؤولي وزارة الخارجية.

back to top