مساء يوم السبت الموافق 31/5/2014 ذهبت مع ابنتي إلى "مول كيفان" لتشتري فروزن يوغرت (روب مثلج)، فوقفنا في الطابور الطويل، وأثناء وقوفنا لاحظت شاباً يدخن أمامنا في الطابور فقلت لابنتي لنبتعد عنه، سمع الشاب كلامي فأطفأ سيجارته، وعدنا إلى الطابور ثانية ننتظر دورنا، وبعد مضي 10 دقائق من الانتظار أشعل الشاب سيجارته للمرة الثانية! ذهبت إليه وكلمته على انفراد قائلاً: تعال معي.
الشاب: إلى أين ستأخذني؟بوعبدالله: أنت تعال معي وبعدين تعرف.الشاب: أدري تبيني أشوف علامة ممنوع التدخين الموجودة على الحائط!بوعبدالله: إذا كنت تدري أن التدخين ممنوع في المول ليش تدخن؟ اطفي سيجارتك لو سمحت فأطفأها مكرهاً.هذا الموقف الذي حصل معي صادف اليوم العالمي للامتناع عن التدخين الذي يقام في 31 مايو من كل عام، وللأسف مر علينا هذا اليوم مرور الكرام من دون احتفال أو تذكير أو توعية من قبل الجهات المختصة ووسائل الإعلام!سؤالي إلى الجهات المختصة: ما الفائدة من إصدار قانون جميل يحظر التدخين في الأماكن العامة مع عدم تطبيقه؟ أعلم علم اليقين أن التدخين في عصرنا هذا أصبح أمرا طبيعيا ومألوفا من خلال مشاهداتنا اليومية للكبار والصغار من الجنسين وهم يدخنون السجائر في الأماكن العامة.ولكن لو عاد بنا الزمن إلى الماضي الجميل لوجدنا الأمر مختلفا تماماً، ففي سبتمبر من عام 1904م قبضت الشرطة الأميركية في نيويورك على امرأة تدخن سيجارة في الطريق العام أمام أعين المارة، ويعتبر التدخين في ذلك الزمن جريمة لا تغتفر خاصة من المرأة.ويحكى أن ملك إنكلترا جيمس الأول أصدر أمرا في عام 1619م باستعمال الشدة مع المدخنين لأن المدخن في نظر الملك قبيح المنظر كريه الرائحة.وفي موسكو 1650 أصدر الدوق ميشيل أمرا بضرب كل مدخن ضرباً مبرحاً، وذلك بعد حادثة الحريق الذي شبّ في موسكو بسبب عقب سيجارة رماه أحد المارة في الطريق، كما أصدر أمرا بإعدام كل من يتجرأ ويدخن مرة ثانية!أما السلطان مراد الرابع فقد أصدر أمراً بجعل التبغ محرماً كالخمر، حتى إنه ساوى بينهما في العقوبة من شدة كراهيته للتدخين والمدخنين.أما في إنكلترا فقد فرضوا غرامة مالية كبيرة على كل مدخن، ومن أطرف العقوبات التي فرضت على المدخنين تلك العقوبة التي تقضي بقطع أذن المدخن إذا ضبط يدخن في الأماكن العامة.عزيزي القارئ تصور لو كانت هذه العقوبات والأحكام سارية المفعول حتى يومنا هذا... هل ستشاهد مدخناً واحداً يجرؤ على التدخين في الأماكن العامة؟ كلا، كلا لأنه يخاف على نفسه من الضرب المبرح وقطع أذنه والإعدام إذا تجرأ ودخن ثانية.* آخر المقال:قالوا في الأمثال: "شر البلية ما يضحك... (بل ما يُبكي)"أشارت دراسة قامت بها منظمة الصحة العالمية إلى أن الكويت الأولى خليجيا في نسبة المدخنين قياساً بعدد السكان! و20% من تلاميذ المدارس مدخنون وأعمارهم أقل من 15 عاما "كارثة".
مقالات
الإعدام للمدخنين
20-06-2014