ريتا حايك : أعيش اللحظة وأسمح لنفسي بأن أشعّ!

نشر في 11-04-2014 | 00:02
آخر تحديث 11-04-2014 | 00:02
في كل عمل من أعمالها تثبت أنها ممثلة شجاعة وجريئة، لا تخشى اقتناص الفرص. بعد تقديم برنامج {أكس فاكتور} والقفز على علو 10 أمتار في برنامج {سبلاش} (عرض على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال) قدمّت دوراً مسرحياً جريئاً جداً في {كعب عالي}.
ريتا حايك تشارك راهناً في أعمال عربية ومحلية، وتنوّع بين التقديم في {أحلى بأي ثمن} والتمثيل في مسلسلي {تحالف الصبّار} و{كفى}.
عن مشاريعها التلفزيونية تحدثت إلى {الجريدة}.
أخبرينا عن {تحالف الصبّار}.

مسلسل عربي مشترك، كتابة اللبناني رائد بو عجرم وإخراج الإسباني خوسي ماريا كارو ومدير التصوير الإسباني تيو الغادو، إنتاج  O3 production (فادي اسماعيل) و MBC، يُعرض راهناً عبر MBC4 وMBC مصر.

يتمحور حول شاب (شريف سلامة)، يحاول الوصول إلى أعضاء {تحالف الصبّار} المرتبطين بشكل او بآخر بمقتل أبيه.

كيف تقيمينه؟

 يتميّز بأسلوبه الاميركي التشويقي المثير، غير المتعارف عليه في العالم العربي، إذ نرى، في بداية المسلسل، نتيجة الأحداث لنعود بعدها إلى لقطات من الماضي، فيغيب التسلسل الزمني عن العمل.

ما دورك فيه؟

اشير في البداية إلى أن الممثلين بيار داغر ورولا حمادة وختام اللحام وأنا نشارك من لبنان. أؤدي دور {ليا} ابنة نائب في البرلمان اللبناني (بيار داغر) ينتمي الى {تحالف الصبّار}، وصديقة {سامي} (شريف سلامة) الذي يلاحق أعضاء التحالف، فتقع هذه الفتاة ضحية تربية أهلها الأغنياء الذين لم يكترثوا يوماً لها، خصوصاً أن والدها خائن ومافياوي،  وتحاول إيجاد هويتها في ظل مجتمعها السطحي والفاسد والبحث عن الحب الحقيقي.

ماذا عن مسلسل {كفى}؟

هو سلسلة من الحلقات تتمحور حول قصص حقيقية مستوحاة من معاناة نساء لبنانيات معنفّات، كتابة طارق سويد، إنتاج مروى غروب، إخراج سيزار الحاج خليل. أؤدي دور البطولة في أربع حلقات إلى جانب يوسف حداد. نحاول من خلال هذا العمل توجيه رسالة إنسانية واجتماعية معينة، عبر الإضاءة على أحداث لا يراها الناس دائماً على حقيقتها. سيُعرض ابتداء من 21 أبريل عبر شاشة MTV اللبنانية.

كيف يمكن لمسلسل درامي أن يوجه رسالة؟

يستمع الناس يومياً إلى قصص معينة في نشرات الأخبار، لكن سرعان ما ينسونها. أمّا عرض الواقع بطريقة فجّة عبر إظهار عذاب المرأة المعنفة وكيفية تعرّضها للضرب، قبل أن تقرر الانتحار، فضلا عن إظهار مشكلات نفسية أدت بالرجل إلى هكذا تصرفات، ودور المجتمع في هذا الإطار، فتثبّت هذه الأحداث في ذاكرة المشاهد، انطلاقاً من مبدأ العلاج الصدامي، أي أن تقديم واقع صادم، يدفع المشاهد إلى التفكير ببعض الأمور والتوقف عندها.

كيف تقيمين دورك فيه؟

حقق نقلة نوعيّة لي وصعبة، لأنني أجسد شخصية حقيقية من صلب المجتمع، بعدما أديت دور المرأة الجريئة والقوية في {كعب عالي}.

ما تفاصيل برنامج {أحلى بأي ثمن}؟

من إنتاج شركة  Periba  يكشف قصة من وقعوا ضحية دجّالين في عمليات التجميل، أؤدي فيه دور المحققة التي تقوم بالإحصاءات.

ما انعكاس الأعمال العربية المشتركة على الدراما اللبنانية؟

إيجابي، لأن الانتشار لم يعد مقتصراً على الممثل بل  طاول الكتّاب والمخرجين اللبنانيين في العالم العربي، لذا يجب الاستفادة، خصوصاً اننا نتحدث اللغة العربية نفسها، ونفهم على بعضنا البعض رغم تنوع اللهجات.

هل هذا يعني أن حضور الدراما اللبنانية في العالم العربي بات أقوى.

طبعاً، ففي السنوات الماضية  لم يكن الممثل اللبناني مطلوباً في الدول العربية كما هو راهناً. والدليل أنني شاركت في ثلاثة  مسلسلات عربية من أصل أعمال كثيرة عرضت عليّ، رغم أنني بدأت التمثيل منذ ثماني  سنوات فقط. هذا الأمر لم يكن متوافراً سابقاً بسبب هبوط الدراما بعد فترة زمنية ذهبية عرفتها الدراما اللبنانية مع تلفزيون لبنان. أمّا راهناً فيحقق الممثل اللبناني انتشاراً عربياً مثلما يحقق الممثلون العرب انتشاراً محلياً.

كيف تم اختيارك لتقديم برنامج {أحلى بأي ثمن}؟

لطالما رغبت في التعاون مع شركة periba ، لذا عندما عرضت عليّ هذا البرنامج تحمّست له، إذ لم تكن لديّ عروض أخرى في مجال التمثيل، ولأنني بعد {أكس فاكتور} تفرّغت للدراما، ومن ثم للمسرحية، ولم أقدمّ برنامجاً جديداً. إلى ذلك أحببت فكرة البرنامج لأنني أعبّر من خلالها عن افكاري، وأنفّذ إحصاءات قريبة من شخصيتي، وأقدم رسالة إنسانية معينة.

ماذا اكتشفت من خلال هذا البرنامج؟

فوجئت بنسبة حالات التشوّه التي أصابت من وقعوا ضحية دجّالين في مجال التجميل، واكتشفت أن ثمة أناساً لا يستفسرون عن أمور أساسية قبل التوجه الى طبيب معيّن، وهذا مستغرب لأنهم يخضعون لعملية حسّاسة جداً تغيّر أجسادهم كلياً. واللافت أن تسعة  أشخاص من أصل عشرة  خضعوا لعمليات تجميل بدءاً من الليزر وصولا إلى الجراحة.

هل تؤيدين جراحات التجميل؟

حسب نوع العملية وسبب الخضوع لها، فإذا هدفت إلى تحسين مظهر ما، يؤثر في نفسية الشخص فأنا أؤيدها. إنما أن تصبح هوساً للتشبه بنجم معيّن، مثلا، ومن دون سبب أساسي، فالأمر ليس مقبولا، لأن لكل انسان علامة فارقة تميّزه عن الآخرين وتشكل هويته الخاصة. وما يزعجني فعلا أن أصادف أناساً متشابهين في الأماكن العامة بسبب هذه الجراحات. شخصياً، انزعجت سابقاً من أنفي وأسناني لكنني اقتنعت بعدها بأنهما يميزاني عن الآخرين.

ألا ترين أن من هنّ تحت الأضواء يسببن هوس النساء العاديات بجراحات التجميل؟

نتحدث عن هذا الأمر في البرنامج، وعن تأثير الميديا والانترنت وصورة المشاهير الذين نسعى إلى التشبه بهم. للأسف يفتقر الناس العاديون وحتى النجوم إلى وعي كافٍ. فأنا، على سبيل المثال، ممثلة تقف على خشبة المسرح، ما يتطلّب أن أعبّر عن مشاعري بوجهي بشكل يراني كل من يجلس في الصالة. فكيف يمكن التعبير إذا حقنّا وجهنا بالبوتوكس؟ وكيف نكون حقيقيين في الإحساس والتعبير؟ من المهم أن تحافظ الممثلة على وجهها كونها معرّضة للأضواء والماكياج والتعب بسبب وقوفها أوقات طويلة أمام الكاميرا، إنما يجب المحافظة على تعابير الوجه أيضاً.

ما الإضافة التي حققتها من خلال المشاركة بهذا البرنامج؟

أي تجربة حياتية نتعلّم منها أمراً جديداً، فكيف الحال باطلاعي إلى قصص الناس الذين تعرفت اليهم في هذا البرنامج والتقارير التي أعددتها، ما شكّل إضافة شخصية لي وإلى مهنتي، خصوصاً أنها المرة الأولى التي أطلّ فيها عربياً كمقدمة وحيدة في برنامج. وأظنّ أنها خطوتي الأولى نحو مشاريع إعلامية مستقبلية تسندني لئلا اضطر لقبول أي دور يُعرض عليّ.

جريئة في اقتناص الفرص، أهكذا يجب أن يكون الممثل في خياراته؟

بداية احترم كيفية مقاربة كل شخص لأموره الخاصة، إنما شخصياً، ومنذ نعومة أظفاري لم أتردد في خياراتي وكنت مقدامة جداً، إنما اصبحت أنضج راهناً بفضل التجارب التي خبرتها، خصوصاً في فترة مكوثي وحيدة في أميركا. بعدها عدت إلى لبنان وشاركت في ماراثون بيروت، واكتشفت أن الانسان يأتي مرة الى الحياة، وتأثرت بما قرأته يوماً بضرورة ألا يخجل  الانسان من أن يشعّ في المجتمع، ومن إظهار الأشياء التي يخفيها في داخله. ولأنني أرى أننا جميعاً قادرون على تحقيق ذلك، سمحت لنفسي بأن أشعّ، من دون تردد، لأن التوقف عند التفكير، برأيي، يخسّرنا الفرصة التي يجب أن نقتنصها في كل لحظة.

لم يؤيد بعضهم مشاركتك الجريئة في {كعب عالي}.

عندما شاركت لم أفكر مرتين، بعضهم رأى أنني مجنونة لكنني قمت بما يجب القيام به في تلك اللحظة، وبذلك الظرف، ومع هكذا نص مسرحي، وبهذه الشخصية التي إن لم أؤدها بتفاصيلها، أكون ممثلة كاذبة غير حقيقية تضع الأقنعة وترقّع المشاهد. تعلّمت أن اعيش اللحظة دائماً، لأن الماضي مضى ونحن نصنع في الحاضر المستقبل، لذا يجب أن نعيش كما يجب، لئلا نتسمّر في مكاننا وندور في الحلقة نفسها، ولكي نستخدم الوزنات التي يمنحنا إياها الله لنتطوّر ونتقدّم.

مشاركتك إلى جانب عمار شلق وطلال الجردي نقلة نوعية في مسيرتك، فهل من عمل جديد معهما؟

قريباً سنعرض المسرحية في بعقلين في قضاء الشوف. برأيي نجاح هذا العمل يستحقّ أن يستمر أكثر، لذا أتمنى تقديمها أيضاً أمام الجالية اللبنانية التي تطالب بنا في الخارج. وإلى جانب تمنياتي بالتعاون مجدداً مع شلق والجردي، أتمنى التعاون مجدداً مع جاك مارون الذي يحوي مشاريع مستقبلية كثيرة. لذا أنا مستعدة للابتعاد فترة عن التلفزيون إذا تأمن عمل مسرحي بمستوى {كعب عالي} أو أهمّ استطيع من خلاله التعبير عن نفسي.

لماذا؟

لأن المسرح ملعب الممثل الذي يعطي فيه ذاته ويتشارك من خلاله كل لحظة مع جمهوره، وهو تحدٍ يومي أيضاً لأننا لا نملك سوى فرصة واحدة للتألق ولا يمكن الخطأ.

تقدّمت تدريجياً في مسيرتك، فهل أنت راضية عما حققته؟

جداً. شكّلت كل تجربة خبرتها في مسيرتي خطوة ثابتة نحو ما حققته راهناً، وأشعر بأنني أتوجه نحو قمّة مسيرتي. أظهرت {كعب عالي} قدراتي التمثيلية وأنني على قدر المسؤولية في وقوفي أمام عمار شلق وطلال الجردي، فأثبتّ أنني ممثلة حقيقية، وكانت الخطوة الأولى للانطلاق من دون أي خطوة ناقصة، وتسلّق السلم بتأنٍ وثبات، لأن ما نصنعه بتروٍ يستمر أكثر من النجاح السريع.

بعدما أثبتّ موهبتك متى دور البطولة؟

اعتبر أن {كعب عالي} أول دور بطولي لي إلى جانب ممثلين عظيمين، فضلا عن أن دوري في {كفى} هو دور بطولة إلى جانب يوسف حداد وهذه مسؤولية كبيرة وصعبة أيضاً.  

هل تغيّرت خياراتك الفنية؟

أصبحت انتقائية أكثر لأنني لا اريد القيام بأي خطوة ناقصة بعد {كعب عالي}،  وأنا أستشير أشخاصاً معنيين قبل القبول بأي دور معروض عليّ، لأنني لا أريد التكرار في الأدوار، أو المشاركة بعمل لا يشكّل إضافة نوعية إلى  مسيرتي.

ماذا تخططين بعد التمثيل والتقديم؟

ما زلت في البداية وثمة أحلام كثيرة منها السينما، اعتبر أنني في قمة عطائي راهناً، وثمة تجارب كثيرة اخوضها واتعلم من خلالها، لذا أحاول الاستفادة من {الوزنات} لئلا أقصّر مع نفسي وتجاه أحلامي وطموحاتي.

back to top