• تشييع 22 قتيلاً    • تفجير خط أنابيب الغاز المتجه إلى الأردن وسقوط قذيفة على رفح المصرية

Ad

أعلنت مصر أمس حالة الحداد الرسمي، مع تشييع جثامين شهداء مذبحة «الفرافرة»، الذين قضوا إثر استهدافهم من قبل عناصر إرهابية في واحة «الفرافرة» في صحراء مصر الغربية، أمس الأول، فيما تعهد الرئيس عبدالفتاح السيسي بالرد بقوة والثأر للقتلى.

أعلنت مصر فجر أمس حالة الاستنفار الأمني والحداد على أرواح قتلى مذبحة «الفرافرة» التي راح ضحيتها 22 مجنداً من قوات «حرس الحدود» وإصابة أربعة آخرين أمس الأول، إثر هجوم من قبل جماعات مسلحة، يُعتقد أنهم إسلاميون متشددون، على كمين للجيش في منطقة «الفرافرة» ـ أكثر من 600 كيلو جنوبي غرب القاهرة وهو الهجوم الثاني الذي يتعرض له الكمين في غضون شهرين.

وشيعت مصر في جنازة رسمية جثامين شهداء مذبحة «الفرافرة» أمس.

بدوره أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي، الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام على أرواح القتلى، تنتهي مع غروب شمس الغد، ونعت مؤسسة «الرئاسة» ضحايا الحادث، الذي وصفته في بيان رسمي بـ»الإرهابي»، مشددة على أن «أرواح أولئك الشهداء ودماءهم الزكية التي سالت على تراب الوطن سيكون لها قصاصها، وأنه سيتم اجتثاث الإرهاب من جميع أراضيها وربوعها».

واجتمع السيسي في ساعة مبكرة من صباح أمس بمجلس الدفاع الوطني بحضور وزيري الدفاع والداخلية، لبحث تداعيات الحادث المروع، وناقش السيسي مع أعضاء المجلس الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، في إطار التزام الدولة ببسط سيطرتها الأمنية على كامل التراب الوطني، ليصدر المجلس بعدها بياناً نعى فيه «شهداء مصر الأبرار» الذين سقطوا «ضحية لعمل إرهابي خسيس»، مؤكداً أنه «سيثأر لدمائهم الغالية».

وقال مصدر أمني، إن «المجندين تبادلوا إطلاق النار مع العناصر الإرهابية التي استهدفت مخزناً للذخيرة بقذيفة أر بي جي»، مضيفاً أن 4 من العناصر الإرهابية قتلوا أثناء الاشتباكات وشوهد بحوزتهم علم تنظيم القاعدة، كما ضبطت سيارتان مجهزتان للتفجير وتم إبطال مفعولهما، إحداها سبق سرقتها خلال عملية إرهابية مسلحة، على النقطة الأمنية نفسها، مطلع يونيو الماضي».

واستنفرت أجهزة الدولة فور وقوع الحادث، فأعلن الجيش حالة الاستنفار القصوى في نطاق الحدود الغربية الجنوبية، وكثفت القوات الجوية من تحركاتها بحثاً عن الجناة في دروب الصحراء حيث تبعد الواحة عن ليبيا نحو 400 كيلو متر.

إدانات واسعة

دان الشارع المصري على اختلاف أطيافه السياسية الحادث الإرهابي، ودعا مؤسس التيار الشعبي المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي إلى فتح تحقيق عاجل لضبط المتورطين في الحادث، قائلاً عبر تدوينة له على موقع «تويتر»: «رحم الله شهداء جريمة الوادي الجديد وندعو لتحقيق عاجل يكشف الجناة ويحاسبهم حساباً رادعاً، وإجراءات جادة تضمن حماية جنودنا وحفظ أرواحهم».

من جهته، دان «تحالف دعم الشرعية»، الموالي للإخوان الحادث، مطالباً في بيان رسمي، بتحقيق مستقل لتحديد الجناة ومحاكمتهم، محمِّلاً من سماهم بـ«قادة الانقلاب العسكري» المسؤولية الكاملة، بينما استنكر أمين عام حزب «النور» السلفي، جلال مرة، الحادث، مشدداً على أن مثل «هذه الأحداث الإجرامية تعبر عن رغبة حاقدة لهز أركان الدولة المصرية».

واستنكر الأزهر الشريف الحادث الإجرامي مطالباً بضرورة تعقب البغاة، فيما قال مفتي الديار شوقي علام، في بيان رسمي، إن «هؤلاء المعتدين يستحقون اللعنة والطرد من رحمة الله»، وتوجهت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالعزاء إلى أهالي الشهداء، مؤكدة في بيانها أن الكنيسة ترفع صلوات يومية من أجل أن يحفظ الرب «بلادنا العزيزة مصر».

وفيما ألقى الخبير الأمني، اللواء فؤاد علام، بالمسؤولية على حكومة إبراهيم محلب، لعدم التعامل الجدي مع الإرهاب، أكد الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية أحمد بان، لـ«الجريدة» أن ما حدث في واحة «الفرافرة» يدق جرس الخطر، لاسيما أنه ليس الهجوم الأول على تلك المنطقة تحديداً، مرجحاً أن تكون العملية تمت بالتعاون بين أكثر من جماعة جهادية مسلحة تعمل تحت مظلة «القاعدة».

سقوط قذيفة

وفي سياق منفصل، أكد شهود سماعهم دوي انفجار شديد في خط الغاز بمنطقة «القريعي»، جنوب شرق مدينة العريش، فجر أمس وهو الخط المؤدي إلى المملكة الأردنية، وقالت مصادر إن «الانفجار نتج عن عبوة ناسفة، وأدى إلى تصاعد ألسنة اللهب في سماء المنطقة». وسقطت قذيفة داخل مدينة رفح المصرية قادمة من قطاع غزة، مساء أمس الأول، ما أدى إلى إصابة مجند متأثراً بشظايا القذيفة.

في الأثناء، تلقى السيسي اتصالاً هاتفياً من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، مساء أمس الأول لمناقشة المستجدات التي تعصف بالمنطقة العربية، في ظل تصاعد الأزمة الفلسطينية مع توسيع إسرائيل لعملياتها في قطاع غزة، ورفض حركة «حماس» للمبادرة المصرية للتهدئة.