اتفقت مجموعة «أصدقاء سورية» أمس على رفض الانتخابات الرئاسية التي ستُبقي الرئيس بشار الأسد في السلطة، وتعهدت بمواصلة دعم المعارضة، في حين أعلنت موسكو تأييدها لإجراء هذه الانتخابات معتبرةً أنها تساعد على الحل السياسي.  

Ad

أجمع وزراء خارجية مجموعة أصدقاء سورية الذين اجتمعوا أمس في لندن على رفض اجراء الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في 3 يونيو المقبل، والتي ترشح لها الرئيس السوري بشار الأسد ومنافسان غير معروفَين ومنعت المعارضة من المشاركة فيها من خلال قانون انتخابي "مفصل" على قياس الأسد.   

وجرى الاجتماع الذي شاركت فيه 11 دولة هي بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا والمملكة السعودية والامارات وقطر ومصر والأردن والولايات المتحدة وتركيا بحضور رئيس الائتلاف السوري المعارض بعد أيام على استقالة المبعوث العربي والدولي الى سورية الأخضر الإبراهيمي في مؤشر على فشل محاولات التسوية السلمية وفق مسار جنيف، في حين يحقق النظام السوري تقدما ميدانياً بسبب نقص تسليح المعارضة والخلافات بين الدول الداعمة لها.  

هيغ

وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ عقب الاجتماع أن "مجموعة اصدقاء سورية اتفقت على زيادة المساعدات للمعارضة السورية"، منددا "بخطة الحكومة إقامة الانتخابات الرئاسية"، مؤكدا أن "مجموعة أصدقاء سورية قررت عدم الاعتراف بهذه الانتخابات"، مضيفا: "قررنا تعزيز مكتب الائتلاف السوري المعارض في لندن واعتباره بعثة دبلوماسية خارجية".

وأشار هيغ إلى أنه "من الواضح أننا علينا أن نقيم الاستراتيجية بالنظر الى ازدياد الوضع سوءا في سورية"، مؤكدا ان "الحل العسكري غير ممكن والحل الدبلوماسي هو الحل الوحيد".

ولفت الى أنه "يجب التأكد من أن المعارضة المعتدلة قادرة على أن تمثل الشعب السوري ومختلف الاديان"، مشيرا الى أن "هذه المعارضة بحاجة الى المزيد من المساعدات وإلا على سورية الاختيار بين النظام والجماعات المتطرفة"، مؤكدا أن "بريطانيا تقدم المساعدات غير القاتلة بعد أن وقعت هذه المساعدات بالأيدي الخاطئة".

كيري

ووصف وزير الخارجية الاميركي جون كيري في مؤتمر صحافي عقب انتهاء الاجتماع الانتخابات الرئاسية السورية المقررة بأنها "مهزلة". وقال "لقد اتفقنا معا في القول ان انتخابات الأسد الزائفة هي مهزلة واهانة وتزوير".

وأشار كيري الى أن المجتمعين تعهدوا بدعم المعارضة السورية المعتدلة، نافيا وجود مخططات جديدة لبلاده لتسليح المعارضة. وقال الوزير الاميركي إنه اطلع على "معطيات اولية" تشير الى ان الكلور استخدم في النزاع السوري. ولم يوضح كيري اي طرف قد يكون استخدم الكلور، لكنه قال ان ذلك يخالف معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية.

وفي زيارة لواشنطن الثلاثاء الماضي، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان النظام السوري استخدم 14 مرة الاسلحة الكيماوية، خصوصا الكلور منذ أكتوبر الماضي.

وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن هناك ادلة متينة تفيد بأن النظام نفذ هجمات بالكلور في ثلاث مدن في منتصف أبريل.

موسكو

في المقابل، دافعت روسيا حليف الأسد عن الانتخابات الرئاسية السورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أمس، إن "الانتخابات الرئاسية المرتقبة في سورية من شأنها أن تصبح خطوة مهمة في طريق الحفاظ على مؤسسات الدولة والتسوية السلمية للأزمة في البلاد".

في الوقت نفسه، وضعت موسكو ما يشبه الشروط على أي شخصية تخلف المبعوث العربي والدولي الى سورية الأخضر الإبراهيمي. وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أمس إن على الموفد الدولي الجديد لسورية ان يكون "سياسيا يحظى باحترام" ويعترف به في آن النظام السوري والمعارضة. وكان الإبراهيمي اعلن الاربعاء الماضي استقالته ورحب بها النظام السوري الذي كان يتهمه بالانحياز الى المعارضة. وأعلن غاتيلوف ان اجتماعا حول الأزمة السورية بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة قد يعقد بعد تعيين الوسيط الجديد. وأقر الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاربعاء بأنه "يحتاج الى وقت لإيجاد الشخص المناسب" لهذه المهمة.

«باب السلامة» و«داعش»

إلى ذلك، قتل 30 شخصاً على الأقل في انفجار بسيارة مفخخة عند معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا شمال سورية، بينهم خمس نساء وثلاثة اطفال، وعشرات الجرحى، بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن "التفجير وقع في موقف مزدحم للسيارات والحافلات التي تنتقل بين ريف حلب والمعبر".

على صعيد آخر، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) عبر موقع "تويتر" أمس عن "نسف ضريح اويس القرني الشركي في ولاية الرقة وهو من أكبر الأضرحة".

لندن، دمشق، موسكو -

أ ف ب، رويترز، د ب أ، كونا