على الرغم من توجه المزيد من الناس نحو استخدام الدراجات الهوائية في تنقلاتهم، فإن قلة من المدن ترقى إلى مستوى كوبنهاغن الصديقة للدراجات بصورة كبيرة، حيث يستعمل نحو نصف السكان الدراجات في الذهاب إلى أماكن عملهم. وفي الولايات المتحدة تتصدر بورتلاند قائمة المدن الأكبر، ولكن حتى هناك فإن نسبة مستخدمي الدراجات في التنقل تصل إلى 6 في المئة فقط. ماذا يتطلب دفع المزيد من الناس إلى ركوب الدراجات؟
يتمثل الجواب الواضح في توفير بنية تحتية أفضل مثل وجود طرق لائقة للدراجات، ولكن برنامجاً جديداً في السويد اتخذ مقاربة مختلفة، تعتمد على النظرية القائلة إن أحد أسباب إحجام العديد من الناس عن ركوب الدراجات يكمن في عدم محاولة ذلك حقاً. وفي مدينة غوتنبرغ التي تتساوى معدلات ركوب الدراجات فيها مع بورتلاند توفر الحكومة للسكان فرصة تجربة استخدام الدراجات مجاناً مدة ستة أشهر، شريطة الوعد بأنهم سيهجرون سياراتهم ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل.ويقول ريكارد وارن، وهو مدير مشروع لدى وكالة الطاقة في غرب السويد «نحن نظن أن ركوب الدراجات يتمتع بإمكانية تحقيق معظم احتياجات النقل بالنسبة الى معظم المجموعات. وهذا صحيح بصورة خاصة في ضوء كل الأنواع الجديدة من الدراجات التي ظهرت في الأسواق في السنوات الأخيرة».وتختلف الثلاث دزينات من «مجموعة اختبار الدراجين» من الطلاب إلى المرتحلين وحتى آباء الأطفال الصغار.ويقول وارن «إن إظهار أمثلة جيدة طريقة قوية للانتشار، ومن خلال المشروع نحن نحاول خلق تلك الأمثلة الجيدة- أشخاص من مجموعات مختلفة عديدة من السكان من ذوي الاحتياجات المتنوعة في النقل الذين يستطيعون حل مشاكلهم اليومية في المواصلات عبر الدراجات».تواجه السويد البعض من مشاكل البنية التحتية ذاتها الموجودة في الولايات المتحدة. ومعظم المدن تم تخطيطها ضمن التفكير بوجود سيارات، ولذلك فإن التوجه إلى «ايكيا» للقيام ببعض الأعمال قد لا يبدو عملية سهلة.ويقول وارن «في بعض الحالات يمكن أن يشكل استخدام الدراجة للقيام بالتسوق أو إيصال الأطفال إلى المدرسة ثم التوجه إلى مكان العمل في الصباح تحديات واضحة. وفيما يصح ذلك تماماً في بعض الحالات فإن حقيقة الأمر هي ان ذلك يمكن أن يكون حاجزاً ذهنياً أكثر منه حالة فعلية. وفي وسع معظم الناس عبر الدراجة الصحيحة والقليل من التخطيط القيام بكل تلك الأعمال».ويأمل المشروع في البدء بإزالة تلك الحواجز الذهنية عبر متابعة كل مشترك لستة أشهر.ويقول وارن «فيما لا يمكننا القول اننا تحرينا عن مدة تخلي الشخص عن عاداته القديمة واتباع عادات جديدة، فإن 6 أشهر هي الحد الأدنى من الوقت الذي نتوقع منه إحداث تأثير مستمر، وخلق تجارب مفيدة كافية، وأمثلة جيدة ومعلومات لنا من أجل التقييم والتوسع».في نهاية التجربة ستتاح لكل مشارك فرصة شراء دراجته بخصم محدد، وقد أعرب كل المشاركين عن تعلقهم بهذه الرحلات الجديدة. * (فاست كومباني)
اقتصاد
السويد تشجع السكان على هجر السيارات مقابل دراجات هوائية بالمجان
31-05-2014