تحديث: التهدئة في غزة تدخل يومها الثاني

نشر في 06-08-2014 | 14:00
آخر تحديث 06-08-2014 | 14:00
No Image Caption
تحديث 1

دخلت تهدئة هشة في قطاع غزة يومها الثاني الأربعاء فيما يستعد وفدان اسرائيلي وفلسطيني ل‘جراء محادثات مهمة في القاهرة في محاولة لتمديد التهدئة المعلنة لمدة 72 ساعة والتي دخلت حيز التنفيذ الثلاثاء.

وبدأ العمل بالتهدئة في اليوم التاسع والعشرين لبدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة والذي أسفر منذ 8 يوليو عن مقتل 1875 فلسطينياً على الأقل معظمهم من المدنيين، فيما قتل من الجانب الاسرائيلي 64 جندياً وثلاثة مدنيين بينهم اسرائيليان.

وبدأ الوفدان الاسرائيلي والفلسطيني الاستعداد لمحادثات يرتقب أن تكون صعبة وتهدف إلى التوصل إلى تهدئة دائمة بعد انتهاء مدة الـ 72 ساعة.

وأكد مسؤولون من الطرفين ارسال فرق صغيرة إلى القاهرة لكن المطالب متعارضة وتوحي بمعركة دبلوماسية صعبة في المفاوضات.

ويصر الفلسطينيون على أن ترفع اسرائيل حصارها المستمر على القطاع منذ ثماني سنوات وأن تفتح المعابر الحدودية فيما تريد اسرائيل نزع السلاح بالكامل في غزة.

وقبل بدء المفاوضات غير المباشرة بين وفدي اسرائيل والفصائل الفلسطينية بوساطة مصرية، أكدت حماس مساء الثلاثاء من القاهرة رفضها مجرد الاستماع لطرح "نزع سلاح المقاومة" الذي تطالب به اسرائيل كشرط لتهدئة دائمة في القطاع.

وقال القيادي البارز في حماس عزت الرشق لوكالة فرانس برس "نحن كوفد لا نقبل أن نستمع إلى أي طرح فى هذا الخصوص ومن يظن أنه انتصر في المعركة حتى يطلب هذا الطلب هو مخطئ، فالشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده هم المنتصرون".

وبعدما سجلت أطول فترة هدوء منذ بدء الهجوم الاسرائيلي في 8 يوليو، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أنه يتوقع "تمديد التهدئة 72 ساعة اضافية وأكثر"، ومن المرتقب أن تشارك الولايات المتحدة في المحادثات أيضاً.

وقالت نائبة المتحدث باسم الخارجية الأميركية جين بساكي للصحافيين في واشنطن "نحن نحدد مستوى هذه المشاركة وموعدها".

من جهته دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية إلى وقف دائم لاطلاق النار لكنه شدد على ضرورة معالجة القضايا الأساسية الأشمل.

وأشار في هذا الصدد خصوصاً إلى كيفية "صنع السلام ووقف اطلاق الصواريخ ونزع الأسلحة والمضي نحو مستقبل مختلف".

ورداً على سؤال عما إذا كانت واشنطن تؤيد المطلب الفلسطيني برفع الحصار عن قطاع غزة، أكد كيري أن على اسرائيل بدورها أن تقدم تنازلات، وقال كيري "نحن نؤيده طبعاً كجزء من حل شامل، على الطرفين أن يقوما ببادرة بشأن هذه المسائل"، مضيفاً "بالطبع يجب البدء بتحسين حياة الفلسطينيين".

وأكد الوزير الاميركي أن الحل يقوم على "دولتين، مع حفظ أمن اسرائيل وضمانات لحياة أفضل ولحريات أكبر للفلسطينيين، هذه هي المعادلة".

وفي اليوم الأول من التهدئة في غزة، خرج عدد من الأطفال إلى الشوارع للعب فيما أعادت بعض المتاجر فتح أبوابها للمرة الأولى منذ أيام.

وقال خيري حسن المصري رب الأسرة الذي عاد إلى منزله المدمر في بيت حانون في شمال غزة بعد مغادرته بسبب الهجوم البري الاسرائيلي في 17 يوليو "ماذا سأقول لزوجتي وأولادي؟ لا أريدهم أن يروا هذا الأمر، سيصابون بصدمة".

وعقدت الحكومة الأمنية الاسرائيلية اجتماعاً لبحث وقف اطلاق نار أطول لكنها لم تصدر أي بيان مع انتهاء الاجتماع.

وقالت ربة الاسرة اورلي دورون المقيمة في كيبوتز على حدود غزة تعرض للقصف "لا أثق بحماس أبداً"، مضيفة "لقد شهدنا أربعة اتفاقات على وقف النار، وكلها لم تصمد".

وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الأربعاء أن غالبية من الاسرائيليين تعتبر أن "لا أحد" انتصر في الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس.

وردا على سؤال "اثر وقف اطلاق النار، كيف تقيمون في هذه المرحلة نتائج عملية "الجرف الصامد" الاسرائيلية التي أطلقت في 8 يوليو، قال 51% من الاسرائيليين أن أيا من الطرفين اسرائيل وحماس لم ينتصر في الحرب.

في المقابل، رأى 36% من الاسرائيليين أن اسرائيل انتصرت فيما أعتبر 6% أن حماس انتصرت ولم يعط الباقون أي رأي.

وأشار الاستطلاع أيضاً إلى أن 56% من الاسرائيليين يعتبرون أن الأهداف التي حددتها الحكومة للعملية - تدمير الأنفاق بين قطاع غزة والأراضي الاسرائيلية وتوجيه ضربات قاسية لحماس- لم تتحقق إلا "بشكل جزئي".

ويقول الجيش الاسرائيلي أنه دمر 32 نفقاً عبر الحدود وضرب 4800 هدف وقتل 900 مسلح فلسطيني.

وفي المواقف الدولية، طالب نواب بريطانيون في تقرير نشر الأربعاء الحكومة بتشديد الضغط على اسرائيل لكي تخفف القيود التي تفرضها على تنقلات السكان في قطاع غزة، واصفين هذه الاجراءات الاسرائيلية بأنها "غير متكافئة" وتتنافى والقانون الدولي.

ويأتي نشر هذا التقرير الذي أعدته اللجنة البرلمانية للتنمية الدولية غداة الاستقالة المفاجئة لوزيرة الدولة البريطانية سعيدة وارثي التي قالت أنه لم يعد بوسعها "تأييد سياسة الحكومة" حيال الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، معتبرة إياها سياسة "لا يمكن الدفاع عنها أخلاقياً".

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------

تشهد العاصمة المصرية القاهرة مفاوضات حثيثة للتباحث حول تهدئة دائمة في غزة، في وقت كشف انسحاب الجيش الإسرائيلي إثر دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الثلاثاء، عن حجم الدمار في القطاع.

وبعد نحو شهر من القصف الإسرائيلي المستمر على غزة، الذي خلف أكثر من 1875 قتيلا فلسطينياً، تمكن النازحون من العودة لتفقد منازلهم المدمرة وسط صمود التهدئة التي وافقت عليها إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

ومن بين القتلى الفلسطينيين، أكثر من 400 طفل قضوا من جراء القصف الإسرائيلي، حسب رئيسة المكتب الميداني الذي تديره منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، بيرنيل إيرنسايد، التي أعربت عن خوفها على مصير أطفال غزة.

فبالإضافة إلى الأطفال القتلى، قالت إيرنسايد إن الهجوم الإسرائيلي على القطاع تسبب بإصابة نحو 400 ألف طفل بصدمة، مشيرة إلى أن بناء حياة الأطفال ستكون جزءا من جهد أكبر بكثير لإعادة بناء القطاع، بمجرد أن يتوقف القتال بصفة دائمة.

وعلى صعيد الحجر، كشفت التهدئة، المفترض أن تستمر ليومين آخرين، عن دمار هائل في القطاع، وقال، في هذا السياق، وكيل وزارة الاقتصاد الفلسطينية، تيسير عمر، إن قيمة الخسائر المباشرة للهجوم الإسرائيلي تراوح بين 4 و6 مليارات دولار.

وحسب عدد من سكان غزة، فإن الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي كانت له نتائج "الزلزال المدمر"، إذ انهار عدد من الأبنية والمساجد والمدارس والمصانع، كما عمدت الدبابات الإسرائيلية إلى جرف الشوارع، لاسيما في رفح.

دبلوماسيا، وصل إلى القاهرة الوفدان الإسرائيلي والفلسطيني للتباحث حول التهدئة الدائمة، في وقت أشارت مصادر مصرية إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد بدء مرحلة سياسية لتلبية المطالب الفلسطينية، في عموم الأراضي المحتلة.

وأشارت إلى أن السلطة الفلسطينية ستكون الطرف الوحيد الممثل للشعب الفلسطيني في تلك الجهود، بعد توافق جميع الفصائل على ذلك، وأن حكومة الوفاق الوطني هي التي ستقوم بتوقيع أية اتفاقات يتم التوصل إليها خلال المفاوضات المرتقبة.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أنها ستشارك "على الأرجح" في هذه المفاوضات، مؤكدة على لسان المتحدثة باسم الخارجية، الأميركية جنيفر بساكي، أنها اضطلعت بدور رئيسي في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

back to top