تناقضات الفنانين السياسية... مادة للسخرية على مواقع التواصل
إزاء تحوّل مواقف الفنانين السياسية تبعاً للظروف، جمع رواد مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات قديمة وحديثة لهم موجودة على الـ {يوتيوب} أو على حساباتهم الشخصية على هذه المواقع، لإظهار التناقض بينها، هكذا انتقلت أخبارهم من صفحات الفن إلى صفحات السخرية.
غادة عبد الرازق أحد أبرز الفنانين الذين اتهمهم الجمهور بالتحول في المواقف السياسية، فقد جمع النشطاء عبر الإنترنت تصريحات لها تؤيد فيها كل العصور، بدءًا من نظام مبارك إذ تظاهرت في الشارع لدعمه في وقت رفضه الملايين من المصريين، ثم أيدت الفريق أحمد شفيق في الانتخابات الرئاسية قبل أن تعلن تصويتها لجماعة {الإخوان المسلمين} لإعطائهم فرصة لإثبات أنفسهم، بل ذكرت في أحد حواراتها التلفزيونية أن {هواها إخواني}.غادة التي تبادل النشطاء مقاطع فيديو لها قبل أشهر تقول فيها إنها من عائلة إخوانية، هي نفسها التي خرجت لتشارك في التظاهرات الداعمة للقوات المسلحة ومهاجمة {الإخوان}، وأكثر من ذلك، فقد أيدت الفريق السيسي وأعلنت رفضها الإساءة إليه والسخرية منه على شاشات التلفزيون.
التناقض نفسه برز في مواقف غادة ابراهيم التي ساندت الرئيس الأسبق مبارك قبل أن تدعم {الإخوان المسلمين} في بداية حكمهم من خلال مشاركتها في حفلة فنية برعاية الجماعة في مدينة الغردقة، تأكيداً على دعمهم للفن، قبل أن تتحول إلى معارضة لهم وتشارك في التظاهرات المناهضة للإخوان.بدوره تنقّل نقيب الموسيقيين مصطفى كامل بين دعم نظام الرئيس الأسبق مبارك، وتأييد {الإخوان} بعد وصولهم إلى الحكم، مؤكداً في لقاء تلفزيوني احترامه لمرسي وجماعة {الإخوان المسلمين} وعدم الخوف منهم على الفن، ومع سقوط نظام {الإخوان} قلب مواقفه وقدم أغنية {تسلم الأيادي} للقوات المسلحة.عمد بعض النشطاء إلى تركيب مقاطع فيديو تجمع تصريحات مصطفى كامل المتناقضة، ووضعوها على فيديو أغنية {تسلم الأيادي} وطرحوها عبر الـ يوتيوب، فبات الفيديو مادة للتندر انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.تمسك واعتذار دافعت الفنانة إلهام شاهين عن موقفها المؤيد للرئيس الأسبق مبارك بشدة رغم الانتقادات وحملات المقاطعة الفنية التي تعرضت لها، فيما عارضت {الإخوان المسلمين} منذ وصولهم إلى السلطة وحتى سقوطهم، وكانت من أوائل الفنانين المشاركين في الثورة ضد الجماعة.أما طلعت زكريا فاعتذر عن موقفه من ثورة يناير بعد مقاطعته جماهيرياً وفشل فيلمه {الفيل في المنديل}، مؤكداً أنه لم يدرك الصورة الكاملة للوضع وقتها، وأنه أخطأ بحق الثوار ويطلب منهم أن يسامحوه.لكن طلعت عاد وسحب اعتذاره للثوار معتبراً أن ما حدث في يناير لم يكن ثورة، وأن رأيه كان صائباً بدليل وصول {الإخوان المسلمين} إلى الحكم، وأن الثورة الشعبية كانت في 30 يونيو التي أطاحت بالإخوان المسلمين من السلطة.السلوك نفسه انتهجته سماح أنور التي طالبت بحرق الثوار الموجودين في ميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير، لكن اعتذاراتها المتكررة لم تقبل ما دفعها إلى ترك مصر لفترة، قبل أن تعود وتعلن أنها سحبت اعتذاراتها وأن أراءها كان فيها جزء صحيح.استفاد بعض الفنانين من الانتقادات التي تعرض لها زملاؤهم خلال ثورة يناير، فالتزموا الصمت، من بينهم تامر حسني وأحمد السقا، من ثم خرجوا ليدعموا الفريق السيسي بعد عزل الرئيس {الإخواني} وحضروا الاحتفالات الرسمية التي نظمت في الفترة الماضية. فيما حافظ آخرون على موقفهم الثوري الرافض للأنظمة الديكتاتورية، من بينهم: شريهان، بسمة، أحمد حلمي وزوجته منى زكي، وتحفظوا، كي لا يحسبوا على تيار معين.