إلى محافظينا الجدد!
دور المختارين في حركة المحافظين الجدد يجب ألا يقتصر على جلسات شاي الضحى وتسجيل الناخبين في شهر فبراير من كل سنة كما هو متبع الآن، ويجب أن تتوسع الدراية الثقافية للمختارين ليكونوا قرون الاستشعار للمواطنين في ترجمة همومهم اليومية وتطوير خدماتهم العامة والخاصة.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
تعدد المحافظات في أي دولة يعني التخلص من المركزية في القرار وفي التنظيم الإداري والخدماتي لإبراز الفاعلية في الأداء وخلق أجواء التنافس لتقديم خدمة أفضل، وذلك من خلال ربط الإدارات الحكومية المختلفة مع مؤسسات المجتمع المدني وتفاعلها مع الجمهور بشكل مباشر ومتواصل. لا تنقصنا الأفكار الجميلة في الكويت ولكن دائماً تطبيقها يكون فاشلاً لإسناد الأدوار وفقاً للمحسوبية والشللية، فمجالس المحافظات التي أُنشئت قبل الغزو كانت تعيّن من أفراد لا شغل لهم ولا عمل ولا فكر لمجرد "الرزّة" الاجتماعية، فماتت الفكرة مبكراً، لهذا قد يكون من المفيد جداً أن تضم هذه المجالس نخبة من الشباب من تخصصات الهندسة والإدارة والاقتصاد والعلوم الاجتماعية والإعلام من المتفوقين دراسياً في مجال تخصصهم ليثروها بالأفكار المبدعة الحديثة وبحماس الشباب وطموحهم.كما أن دور المختارين يجب ألا يقتصر على جلسات شاي الضحى وتسجيل الناخبين في شهر فبراير من كل سنة كما هو متبع الآن، ويجب أن تتوسع الدراية الثقافية للمختارين ليكونوا قرون الاستشعار للمواطنين في ترجمة همومهم اليومية وتطوير خدماتهم العامة والخاصة.النقطة الأخرى التي تكون مهمة في استعادة دور المحافظات هي إقرار قانون بلدية المحافظات واختيار مجلس بلدي مستقل في كل محافظة لفك الروتين والمركزية اللذين عطّلا الحياة العامة وأفسدا نظمها الإدارية، لتنطلق كل محافظة بحرّية في بناء نفسها وتطويرها."جيل الطيبين" كما يعبرون عنه هذه الأيام لاستعادة الذكريات الكويتية الجميلة، يتذكرون بحسرة زمن محافظة الأحمدي التي كانت إحدى معالم البلد، وكانت تُشدّ لها الرحال كمنطقة سياحية، وكنا نفتخر أن يزورها أي ضيف من الخارج صديقاً كان أو رئيس دولة، فهل تعود هذه الأيام الحلوة على يد السادة محافظينا الجدد؟!