الصدق هو الصفة التي يتمنى أي مسلم أن يتصف بها، كونها المنجية في الدنيا والآخرة، لأن المسلم الصدوق يعد من أهم دعائم بناء المجتمع الإسلامي القائمة على محاربة الكذب.

Ad

ويقول أستاذ الحديث بجامعة الأزهر د. أحمد المعصراوي إن فقهاء الدين الإسلامي وضعوا تعريفا للمسلم الصادق بأنه قول الحق ومطابقة ذلك الكلام للواقع، فالصدق يتربع على رأس الفضيلة، كما ان صاحب الصدق يكتسي بالهيبة والوقار بين الناس، لأن به تحفظ الحقوق وتصان النفوس، ويعيش الناس في أمان، فالصدق هو عنوان الإسلام.

كما أن الصادق ينجيه صدقه من المهالك لأن هذه الصفة هي صفة الله عز وجل ويقول الله تعالى "وَإِنَّا لَصَادِقُونَ" (الأنعام: 146)، ويقول سبحانه أيضاً "وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً" (النساء: 122)، لذلك فإن الوسام الثاني والأرفع الذي يتقلده المسلم المتحلي بالصدق بعد الإيمان بالله ورسوله هو الصدق.

ويؤكد المعصراوي أنه لتحقيق صفة الصدق للمسلم يجب أن يتحلى الصدوق بالإخلاص، كقوله تعالى: "مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ" (الأحزاب: 23)، كما أن الصدق والإخلاص لكل حال، فمن الصدق أيضا يتفرع الصبر، والزهد، والقناعة، وكذلك الإخلاص يتشعب منه اليقين والمحبة والحياء، ومن هنا يجب أن يتحقق الصدق في الإيمان، والنية في سائر الأعمال، وكذلك صدق اللفظ في الكلام.

ويضيف ان للصدق آثارا محسوسة للمسلم، حيث يمنح قوة القلب وثبات القدم، ووضوح الحجة والبيان، ما يؤكد لدى السامع الاطمئنان، ومن هنا لكي تكون إنساناً مسلماً صادقاً حقاً يجب أن تكون حياتك كلها صدق، ومن أجل أن تحشر مع الصديقين اجعل مدخلك صدقاً ومخرجك صدقاً، وعود لسانك الصدق، لأن الصدق يوسع الأرزاق، ويبعد عن الأعداء والماكرين ويلقي في قلوبهم الرهبة منك، حيث سُئل أحد الفقهاء عن الصدق، فقال: "من لا يؤد الغرض الدائم لا يقبل منه الغرض المؤقت، فقيل له: وما الغرض الدائم؟، فقال: الصدق".