شيّع لبنان الرسمي والشعبي أمس وزير المالية السابق ومستشار زعيم تيار «المستقبل» سعد الحريري، محمد شطح ومرافقه طارق بدر، في مأتم مهيب في جامع محمد الأمين وسط بيروت.

Ad

وكان وصل موكب جثمان شطح ومرافقه من مستشفى الجامعة الأميركية إلى المسجد، حيث انتظرته جموع شعبية آتية خصوصاً من صيدا وطرابلس. وسُجّي الجثمانان في قاعة المسجد حيث التف أقاربهما وأقاموا الصلاة على روحيهما.

ومنح رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ممثلاً بوزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال علاء الدين ترّو، شطح وسام الأرز الوطني من رتبة الضابط الأكبر. وشارك عدد من الشخصيات السياسية في التشييع، وقد انضم كل من رئيس الحكومة المكلّف تمام سلام، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع إلى رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والمدير العالم السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وعدد من نواب وسياسيي فريق «14 آذار».

وارتفعت في المنطقة صور لشطح، الذي عُرف بخطابه الهادئ، ووصفه حلفاؤه وخصومه بأنه «رجل الحوار»، كتب عليها «شهيد الاعتدال». وقد ووري شطح الثرى إلى جوار رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.

الشعّار

وألقى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعّار في كلمة رأى فيها أن «المعركة واضحة كل الوضوح، وهي معركة بين البناء والتعمير وفريق آخر آثر أن يكون سبيله القتل والتدمير». وقال الشعار: «لن يلين لنا ساعد، ولن نتراجع عن طريق من شأنه أن يبني بلداً وحضارة»، وأضاف: «سيكون الاعتدال سيد الموقف، وسنقف بالمرصاد أمام كل أنواع القتل والتدمير وسفك الدماء، وسيعلم اللبنانيون جميعاً أن الحق سينتصر، وتعلو كلمة الحق والاعتدال».

وختم الشعّار: «ستتشكل الحكومة قريباً دون نكاية أو كسر إنما بتوافق من أجل تحقيق مصلحة واحدة هي مصلحة الوطن، ومن أجل لبنان سيد، حر ومستقل».

السنيورة

وألقى السنيورة كلمة من أمام ضريح الحريري أكد فيها «عدم التراجع عن مواقف 14 آذار»، وقال: «لن نستسلم أو نتراجع أو نخاف من المجرمين والإرهابيين والقتلة، بل هم الذين عليهم أن يخافوا لأنهم القتلة».

وأضاف: «نحن مازلنا على قرارنا بأننا سنتصرف ونواجه وقرارنا أن نسير مع شعب لبنان المسالم، و14 آذار على موعد معكم»، وتابع: «قررنا تحرير الوطن من احتلال السلاح غير الشرعي، لكي نحمي استقلاله، ونصون سيادته وسلمه الأهلي، والعودة إلى الوطن والدولة، والشرعية قد حانت ساعتها».

وأكد السنيورة أن ما قبل اغتيال شطح لن يكون كما بعده، وقال: «نحن أهل حق ولن نتراجع، نحن أصحاب قضية وقضيتنا الدولة وبسط سيادتها وسلطتها وحماية مؤسساتها»، وأضاف: «قضية لبنان هي الاعتدال والانفتاح».

محمد الشعار

إلى ذلك، ووُري الشاب محمد الشعار، الذي قضى في تفجير ستاركو، الثرى بعد الصلاة على جثمانه في جامع الخاشقجي، بمشاركة حشد من كبير من المواطنين وأصدقائه وأفراد عائلته، وأمّ الصلاة على جثمانه الشيخ أحمد العمري، الذي أشار إلى أن «الطائفة السُّنية مستهدفة بقياداتها ورموزها وأمنييها من قبل النظام البعثي وحزب الله». وأضاف: «أيتها الطائفة الشيعية الكريمة عليكم أن تنتبهوا من حزب الشيطان»، وقال: «في سورية الحبيبة تقطع رؤوس الأطفال، وهؤلاء هم الإرهابيون الحقيقيون ومن يقف معهم».

لكنّ حضور مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني إلى الجامع للمشاركة في الصلاة على جثمان الشعار، أثار حالة من الهرج والمرج في صفوف المشيعين الذين رفضوا وجود قباني. واحتجز المفتي نحو 3 ساعات داخل المسجد قبل أن تتمكن القوى الأمنية من إخراجه. وهتف المحتجون، تزامناً مع دخول المفتي، بعبارات «المفتي عدو الله»، و«شباب طريق الجديدة لا يريدون المفتي بينهم».

صاروخان على إسرائيل وتل أبيب ترد وتهدد

أطلق الجيش الإسرائيلي أمس أكثر من 100 قذيفة توزعت على مناطق الخريبة، طريق الماري في راشيا الفخار، وطي الخيام، خراج ابل السقي والوزاني أمس، بعد سقوط صاروخين أطلقا من لبنان باتجاه منطقة كريات شمونة. وعملت قوات «اليونيفيل» فورا على تهدئة الموقف، داعية الى ضبط النفس من أجل منع أي تصعيد، بينما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن «إسرائيل لن تقبل استمرار إطلاق الصواريخ على أراضيها من حين لآخر»، مؤكدا أنها سترد بقوة.

وحمل نتنياهو حكومة لبنان المسؤولية عن حوادث إطلاق النار المنطلقة من الأراضي اللبنانية، مضيفا ان «حزب الله وضع آلاف الصواريخ داخل منازل سكنية في لبنان، وهو يرتكب بذلك نوعين من جرائم حرب أحدهما إطلاق النار على إسرائيل، والآخر استخدام مدنيين دروعا بشرية».