رغم كل الحروب التي هي من فعل الإنسان، ورغم أن البشرية لم تنعم بالسلام يوماً، ورغم كل ضحايا الحروب العالمية والأهلية، ورغم أن كل ما يصيبنا هو من البشر، فإنه لم يتبق للإنسان سوى الإنسان، الإنسان الذي هو شريك أخيه الإنسان في العيش على الأرض، لكن حينما يكسو الطمع بعض النفوس تجدهم يحاربون أقرانهم، حتى الحيوان لا يهاجم من فصيلته لكنه يطارد فريسته لسد جوعه، وهكذا هم بعض البشر أقسى حتى من الحيوان.

Ad

 وحين يصل حب المسؤول أو الحاكم إلى حد التسلط وفرض السلاح والحرب كحل لإرضاء غروره، وللتمتع بمعاملة خاصة، يتحول إلى وحش كاسر، فيزهق الأرواح دون ذنب ويشرد شعباً كاملاً من أجل رغبة مجنونة، والتاريخ حافل بالكثير من الشخصيات كهتلر وصدام حسين وبشار الأسد، وغيرهم من حكام، ومع الأسف عرب، يحتلون نصيب الأسد في الاستبداد.

كنت أتمنى لو أعلق شماعة مشاكلنا على إسرائيل، لكن من العار أننا نغض النظر عما يجري من حكام الدول العربية لنتهم عدواً آخر، ومن المؤسف أننا نعيش في عداء مع بشر مثلنا، أجد في كره الإنسان لأخيه في الإنسانية ظلماً كبيراً للبشرية، لو فقدنا تمسكنا ببعض مبادئ السلام، ولو تقبلنا الآخر فقط دون محاربته لأصبحت الأرض مكاناً صالحاً للعيش.

تبدو الأرض ببشرها في صراع لا ينتهي، ونحن هنا ضحايا كل الحروب في كل العالم نصرخ ونقول مللنا القتال، أما حان وقت السلام؟

تألمت كثيراً حين علمت أن عدد اللاجئين السوريين بلغ حتى اليوم ما يقارب 9 ملايين داخل سورية وخارجها، وليس متوقعاً أن يتم قريباً حل أزمتهم المستمرة منذ ثلاث سنوات.

كيف لجيل كامل من الصغار والكبار أن يتربى حين يفقد وطنه على حين غرة؟ من المحتم أن هناك ملايين منهم يعيشون بآلام نفسية مخيفة قد تهلكهم وتهلك من حولهم يوماً ما، وهذا كله بسبب مطامع الإنسان.

لم يتبق لنا سوى الإنسان لنمد له يد العون حين يتعثر، ولتحملنا يده حين نتوعك، ولو أننا تعاونا لوجدنا سلاماً، ولكن كيف والعالم يعج بالمجانين الذين يعيثون ويعبثون بأرواح الغير؟  

كنت أتمنى لو أمسح دمعة كل مسكين، وأنحني لأقبل جبين كل أم مرهقة بالهموم، دون أن أنظر إلى جنسيتها أو دينها أو عرقها أو لونها، لم يتبقَ لنا سوى الحب لنضيء شمعة في دروب السلام المظلمة.

«قفلة»:

تعرض معاق في مدرسة الرجاء لذوي الاحتياجات الخاصة للضرب الذي أدى إلى كسر يده من إحدى المدرسات، ولم نجد من يحرك ساكناً من المسؤولين؟ كيف لمعلم أن يضرب شخصاً معاقاً ويتسبب له بكسر دون أن يتم فصله كونه مثالاً سيئاً للمعلمين؟!