واصلت القوات السورية التابعة لنظام الأسد هجماتها في منطقة القلمون، مستهدفة إقفال الحدود اللبنانية بالكامل أمام مقاتلي المعارضة، ووصل محافظتي دمشق وحمص، وشنت هجوماً قاسياً على مدينة النبك، وذلك بعد يوم من سيطرتها على بلدة ديرعطية المجاورة.

Ad

تعرضت مدينة النبك الواقعة في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق أمس لقصف متواصل من قوات النظام التي تحاول السيطرة عليها لاستكمال امساكها بالمنطقة المحاذية لطريق حمص ـ دمشق الدولي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أمس، مشيرا الى معارك عنيفة تترافق مع القصف.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «تدور معارك عنيفة على محور النبك التي كانت دخلتها قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني الخميس»، مشيرا الى أن «مقاتلي المعارضة افشلوا خلال الساعات الماضية محاولة تقدم لهذه القوات»، واضاف أن قوات النظام «قررت على ما يبدو اعتماد القوة التدميرية لدخول النبك، وهو أمر تجنبته في مدينة دير عطية التي احكمت سيطرتها عليها الخميس (أمس الأول)، كون هذه الأخيرة موالية بغالبيتها للنظام، ولايزال معظم سكانها موجودين فيها».

وكان مصدر امني سوري ذكر امس الأول لوكالة «فرانس برس» أن «الهدف التالي بعد السيطرة على النبك سيكون بلدة يبرود وبعض القرى المجاورة».

الى ذلك، أفادت شبكة «شام» المعارضة بأن قوات النظام مدعومة بمليشيات حزب الله اللبناني ارتكبت مجزرة في دير عطية، حيث أعدمت العشرات بعد اقتحامها للمنطقة. وقالت الشبكة إن العشرات من المدنيين أعدموا على يد قوات النظام وميليشيات حزب الله في بساتين المدينة.

وتعتبر منطقة القلمون الحدودية مع لبنان استراتيجية لانها تشكل قاعدة خلفية للمعارضة المسلحة يزودون منها معاقلهم في ريف دمشق وبعض المناطق المتبقية لهم في حمص بالسلاح والرجال. كما انها اساسية للنظام، لانها تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة.

قذائف على الأموي

الى ذلك، قتل اربعة اشخاص وجرح 26 آخرون أمس ثر سقوط قذائف هاون أمام الجامع الاموي في دمشق القديمة (وسط)، بحسب ما ذكر التلفزيون السوري. ومنذ اسابيع، تصاعدت وتيرة اطلاق قذائف الهاون على العاصمة. وتتهم السلطات السورية «ارهابيين» بتنفيذ هذه الاعتداءات. وكانت دمشق وجهت رسالة الى الامم المتحدة حول استهداف العاصمة بالقذائف واتهمت مقاتلي المعارضة بالقيام بها «لقتل السوريين الابرياء واستهدافهم بشكل ممنهج خصوصا في مدينة دمشق التي لم تستطع تلك المجموعات الوصول اليها».

وفي حلب (شمال)، ارتفع الى عشرة نصفهم من الاطفال، عدد القتلى الذين سقطوا امس الأول في غارة نفذها الجيش السوري على منطقة قاضي عسكر في مدينة حلب في شمال البلاد، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.

وساطة

ومع وصول رئيس حكومة الأسد وائل الحلقي الى طهران أمس، أعلن السفير الإيراني في أنقرة، علي رضا بكدلي، أن بلاده مستعدة للوساطة بين تركيا وسورية بهدف إصلاح العلاقات بين البلدين.

ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «حرييت» التركية عن بكدلي، قوله إن «إيران مستعدة لاستخدام كافة الوسائل المتوفرة لديها لمساعدة تركيا على إصلاح علاقاتها مع سورية»، مشيراً إلى «التعاون الوثيق بين الاستخبارات التركية والإيرانية».

وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو زار طهران خلال الأسبوع الجاري وأطلق مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف دعوة لوقف إطلاق النار في سورية قبل انعقاد مؤتمر «جنيف 2» في 22 يناير المقبل.

وأعلن الحلقي لدى وصوله إلى طهران أن الهدف من زيارته «تأكيد عمق العلاقات السورية- الإيرانية»، آملا «إتمام الإجراءات في ما يخص الكثير من الاتفاقيات لتعزيز، التعاون بين البلدين ولاسيما في مجالات الطاقة والنفط والكهرباء».

وأعرب عن ثقته بأن «الانتصار الذي حققته إيران سيكون بداية لكبرى الانتصارات لسورية وشعبها»، في إشارة إلى اتفاق جنيف النووي بين طهران والدول الست الكبرى.

مقتل 5 لاجيئن

واعلنت قيادة حرس السواحل التركية أمس ان خمسة سوريين قتلوا وأنقذ تسعة آخرون بعد غرق قاربهم قبالة ساحل تركيا أثناء محاولة الوصول إلى جزيرة ليسبوس اليونانية. وكان القارب يحمل 14 سوريا يعتقد أنهم كانوا يحاولون الفرار من الحرب الاهلية في وطنهم وغرق في الساعات الاولى من صباح أمس على مسافة تسعة كيلومترات من إقليم باليكسير بغرب تركيا.

وأعلن مفوض الامم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس أمس الأول من عمان ان الامم المتحدة باتت تقدر عدد السوريين الذين فروا من بلادهم بـ «اكثر من ثلاثة ملايين سوري» لجأوا خصوصا الى الاردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر.

وافاد تقرير صدر أمس عن المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة ان عشرات آلاف الاطفال من اللاجئين السوريين يعيشون منفصلين عن عائلاتهم، من دون تعليم، ويتحولون الى معيلين لعائلاتهم في دول اللجوء. وجاء في التقرير بعنوان «مستقبل سورية أزمة الأطفال اللاجئين» والذي تناول معاناة الاطفال اللاجئين في لبنان الذي يستضيف اكثر من 820 الف لاجئ سوري والاردن حيث يبلغ عدد اللاجئين السوريين حوالى 600 الف، «هناك أعداد صادمة حول الأطفال السوريين اللاجئين الذين يكبرون في عائلات مفككة ويفقدون فرصة التعليم ويصبحون المعيل الرئيسي لأسرهم».

ونقل التقرير عن المبعوثة الخاصة للمفوضية الممثلة أنجلينا جولي قولها: «يجب أن يتخذ العالم إجراء لإنقاذ جيل من الأطفال السوريين الذين يتعرضون للصدمة والعزلة والمعاناة، من الكارثة».

(دمشق، أنقرة، طهران ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)