بدا أمس أن الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الدول الست الكبرى بدأ يدخل في نفق مظلم من التفسيرات المتناقضة. فقد أبدت إيران أمس تشاؤمها من إمكانية تحقيق تقدم في تنفيذ الاتفاق فيما أظهر التفسير الإيراني لبنود اتفاق جنيف خطوطاً حمراء جديدة تتناقض مع التفسير الأميركي لاتفاق جنيف الذي وصف بالتاريخي.

Ad

كشف المفاوض الإيراني النووي نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمس أن مبعوثين من إيران و»مجموعة 5+1» (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا) سيجتمعون الاسبوع الحالي في جنيف لبدء تحديد خطوات تنفيذ الاتفاق.

 وقال عراقجي إن طهران تنتظر رداً قريباً من الدبلوماسية الكبيرة في الاتحاد الاوروبي هيلغا شميت بشأن الاجتماع، لكنه شدد في المقابل على أن «الاتفاق النووي ليس ملزما قانونا وسيكون لايران الحق في الرجوع عنه اذا لم تنفذ القوى العالمية ما عليها في الاتفاق، وأضاف :»في اللحظة التي نشعر فيها ان الجانب المقابل لا يفي بالتزاماته سنعود الى موقفنا السابق ونوقف العملية. لسنا متفائلين بأي حال بخصوص الجانب الآخر نحن متشائمون وقد ابلغناهم (الدول الكبرى) أننا لا يمكننا الوثوق بكم.» ووصف دبلوماسي غربي كبير مرحلة تنفيذ الاتفاق بأنها «بالغة التعقيد والصعوبة».

 

«آراك» 

 

وذكرت الصحف الإيرانية الصادرة أمس أن طهران أكدت أن مفاعل المياه الثقيلة في آراك الذي يثير قلق الغربيين هو من «الخطوط الحمر» في مفاوضاتها مع الدول الكبرى. ونقل التلفزيون الايراني عن مدير المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي قوله «ان تصريحات (الغربيين) توحي بأنهم لا يريدون أن تملك إيران مفاعل المياه الثقيلة في آراك. هذا يعني إنهم يريدون أن يحرمونا من حقنا، لكن عليهم أن يعلموا أنه خطنا الأحمر تماماً كعملية تخصيب اليورانيوم». وأضاف صالحي أن «مفاعل آراك لا ينتج مادة البلوتونيوم التي يمكن استخدامها لصناعة القنبلة الذرية»، موضحا أن إيران تعتزم بناء «مفاعلات اخرى بالمياه الثقيلة» مستقبلاً. وتؤكد طهران أن هذا المفاعل (40 ميغاواطاً) يستخدم لأبحاث طبية في حين يؤكد الغرب وإسرائيل أنه يمكن استخدام البلوتونيوم الذي ينتجه المفاعل لصناعة السلاح الذري. وفي نص اتفاق جنيف تشدد طهران على «أنها لن تمتلك أو تطور في أي حال من الاحوال السلاح النووي» ولن تشيد «مصنعا للمعالجة» لتكرير البلوتونيوم ليستخدم في بناء سلاح ذري. وبحسب واشنطن احدى النقاط الرئيسية لاتفاق جنيف ينص على تعهد ايران «بعدم تشييد مصنع لانجاز عملية المعاجلة التي من دونها لا يمكن لإيران فصل البلوتونيوم عن الوقود».

 

محطة ثانية 

 

وأعلن صالحي أمس عزم بلاده بناء محطة نووية مدنية ثانية في بوشهر اعتبارا من عام 2014 بمساعدة روسيا، مضيفاً: «نحن نجري مفاوضات مع الروس لبناء (محطات نووية) بقدرة اجمالية تبلغ اربعة آلاف ميغاواط وهم مستعدون لبنائها لنا».

وأوضح انه في مرحلة ثانية، تريد إيران اضافة قدرة اجمالية بخمسة آلاف ميغاواط على محطاتها النووية. وقال صالحي ان بلاده بحاجة لتطوير برنامجها النووي وخصوصاً تخصيب اليورانيوم لتزويد «الوقود اللازم لمحطاتها».

التخصيب 

 

وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد أمس الأول أن بلاده ستقرر بمفردها مستوى تخصيب اليورانيوم الذي تحتاج إليه وفق ما نقلت وسائل الاعلام الايرانية. وصرح ظريف لوكالة ايرنا الرسمية ان «إيران ستقرر مستوى التخصيب حسب حاجاتها في مختلف الميادين»، وأضاف «فقط تفاصيل (التخصيب) قابلة للتفاوض في المرحلة النهائية من المفاوضات».

وأفادت وسائل الاعلام ان الوزير الايراني ادلى بهذه التصريحات للصحافيين بعد مباحثات اجراها أمس الأول في مدينة قم التي فيها عتبات شيعية مقدسة، حيث التقى رجال دين ليشرح لهم تفاصيل الاتفاق المرحلي المبرم في جنيف. وينص اتفاق جنيف الذي يفتح المجال امام ستة اشهر دقيقة من المباحثات من أجل التوصل الى اتفاق «كامل» على ان طهران وافقت على الحد من مستوى تخصيب اليورانيوم الى ما دون نسبة خمسة في المئة في انتظار اتفاق نهائي مع الدول الكبرى.

 

15 ملياراً

 

وبعد حديث عن ان اتفاق جنيف سمح لإيران بالوصول الى 7 مليارات دولار أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أمس الأول أن نحو 15 مليار دولار من عوائد النفط ستكون في متناول إيران بعد أن يصبح اتفاق جنيف ساري المفعول. وأوضحت الوزارة أن نحو 10 ملیارات دولار من مجموع 15 ملیار دولار، التي كانت تنفق سابقاً لشراء المواد الغذائیة والأدوية ستكون في المتناول، مضيفةً أن القنوات المالیة ستشمل بنوكا أجنبیة محدّدة والبنوك الإیرانیة غیر المحظورة والتي ستحدد خلال إیجاد هذه القنوات.

وذكرت الوزراة أن نحو 4.6 ملیارات دولار أیضاً من العوائد النفطیة ستودع في البنك المرکزي، وستكون في المتناول، مشيرة الى أنه تم الاتفاق علی الدفع المباشر لرسوم الجامعات والكليات للطلبة الإیرانیین خارج البلاد لفترة 6 أشهر، موضحة أن 400 ملیون دولار من عوائد مبیعات النفط التي كانت تنفق علی الطلبة خارج البلاد، ستكون أيضا في المتناول.

(طهران ــ أ ف ب، رويترز،

د ب أ، يو بي آي)

إحباط هجوم على أنبوب نفط في الأهواز 

تم احباط محاولة لتخريب خط انابيب للنفط يربط بين مدينتين في جنوب غرب إيران أمس الأول، كما نقلت وكالة «فارس» للأنباء أمس عن مسؤول محلي. وقال رئيس مديرية شرطة عبدان: «تم ابطال مفعول عبوة ناسفة وضعت على أنبوب النفط بين عبدان ومهشهر بلا ضحايا وخسائر» من دون ان يقدم المزيد من التفاصيل. وتقع المدينتان بالقرب من الحدود العراقية في إقليم خوزستان (الأهواز) التي تسكنه أقلية عربية كبيرة العدد. وسبق أن شهدت هذه المنطقة عمليات مسلحة قامت بها مجموعات عربية انفصالية.