"أينما وليت وجهك فثمة زحام"... هكذا يمكن وصف شوارع العاصمة المصرية خلال العامين الأخيرين، إلا أن الأشهر التي أعقبت احتجاجات 30 يونيو، التي أطاحت حكم الرئيس السابق محمد مرسي، شهدت أزمة خانقة تعصف بسكان القاهرة، نظراً لتكرار حالات قطع الطريق في عدد من الشوارع الرئيسية، من جراء تظاهرات جماعة "الإخوان".
وأزمة الطرق مركبة إلى حد ما، إذ تتشابك فيها عناصر سوء التخطيط، الذي يعود إلى عدة عقود مع الزيادة السكانية، إذ يبلغ تعداد محافظتي الجيزة والقاهرة نحو 16 مليون نسمة، وفق إحصائيات حكومية لعام 2013، فضلاً عن تهالك وتدني مستوى وسائل النقل الحكومية "الأتوبيسات"، بالإضافة إلى سوء حالة كثير من الطرق وإغلاق بعضها لأسباب أمنية.في أحد شوارع حي "جاردن سيتي" الراقي بوسط القاهرة، كان سيد محمود 58 عاماً، الذي يعمل سائق سيارة أجرة، يتحرك بسيارته في هدوء سالكاً جانب الطريق الأيمن بحثاً عن راكب يقله، ويستطيع الواقف قرب السيارة أن يسمع بوضوح الصوت المرتفع لـ"المذياع"، ناقلاً في نشرته الإخبارية تطورات الاشتباكات بين قوات الأمن وعناصر جماعة "الإخوان".لم يكد العم سيد يفرح بإشارة راكب يريد الذهاب إلى الجيزة، وهي مسافة لا تزيد على 4 كيلومترات، حتى انطلق قاصداً كوبري الجامعة المؤدي إلى الجيزة، وبشكل مفاجئ كان صوت قارئ النشرة ينقل خبراً عاجلاً بوقوع اشتباكات في محيط جامعة القاهرة بين طلبة منتمين إلى جماعة "الإخوان"، وقوات الأمن، فتغير اتجاه السيارة.حاول السائق الوصول إلى طريق مغاير، خصوصا بعد إغلاق ميدان النهضة، وانحنى بعجلة القيادة باتجاه اليمين، وبمجرد دخوله نهر الطريق، تبين أن ازدحاماً كبيراً ينتظره، إذ إنه سلك الطريق الذي يمر من أمام مقر مديرية أمن الجيزة، التي وضعت قوات الأمن حواجز مكثفة وثابتة أمام بوابتها الرئيسية، خوفاً من عمليات تفجيرية باتت محتملة.ما يقرب من "50" دقيقة مرت، منذ أن أوقف الراكب السيارة، رغم أن الطريق لا يستغرق أكثر من 20 دقيقة، وعندما لاحت في الأفق فرصة للسائق أن يعبر من شارع جانبي، تبين أنه مغلق لأنه يمر بالقرب من مقر مديرية الأمن، وفي تلك اللحظة قرر الراكب مغادرة السيارة، تاركاً "مذياع" السيارة، يلقي أنباء الجرحى والمصابين بصوت مرتفع.
دوليات
القاهرة... انسداد «مروري» والفاعل سياسي
17-04-2014