تقع مجموعة جورج طرابيشي الصادرة أخيراً في ثلاثة مجلدات (أكثر من ألفي صفحة) وتتضمن الكتب التالية:

Ad

 لعبة الحلم والواقع: دراسة في أدب توفيق الحكيم.

الله في رحلة نجيب محفوظ الرمزية.

شرق وغرب، رجولة وأنوثة.

الأدب من الداخل: دراسات في أدب نوال السعداوي، سميرة عزام، عبد الرحمن منيف، نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، عبد السلام العجيلي، ألبرتو مورافيا.

رمزية المرأة في الرواية العربية.

عقدة أوديب في الرواية العربية.

الرجولة وإيديولوجيا الرجولة في الرواية العربية.

أنثى ضد الأنوثة: دراسة في أدب نوال السعداوي على ضوء التحليل النفسي.

الروائي وبطله: مقاربة للاشعور في الرواية العربية.

بالإضافة إلى ملحقين:

أ- الدين والإيديولوجيا والميتافيزيقا (قراءة دلالية لـ«رحلة ابن فطومة} لنجيب محفوظ).

 ب- صورة {الأخرى} في الرواية العربية (من نقد الآخر إلى نقد الذات في {أصوات} لسليمان فياض).

مهَّد طرابيشي لمجلداته بمقدمة قصيرة تبين أطواره في نقده الروايات والمراحل التي مرّ بها، جاء فيها: {أستطيع أن أقول إني مررت بثلاثة أطوار من الهجرة عن الواقع.

ففي طور أوّل، وباستعارة من عنوان رواية الطيب صالح الشهيرة، كان لي موسم هجرة إلى الإيديولوجيا من حيث هي نفيٌ للواقع وإحلالُ بديلٍ طوباويّ محلّه.

في ذلك الطور الأول كتبت أول كتبي: سارتر والماركسية، ثم أتبعته بستة كتب أخرى كان أكثرها إيغالاً في الطوباوية الاستراتيجية الطبقية للثورة، وأقربها الى واقع الدولة القطرية والنظرية القومية.

وفي طور ثانٍ كان موسم الهجرة إلى الرواية، أي إلى واقع بديل ومتخيَّل عن الواقع. وفي ذلك الطور، الذي امتدّ على نحو عقدين من الزمن، من أوائل السبعينيات الى أوائل التسعينيات من القرن الآفل، كتبتُ الدراسات التسع، المحتواة بين دفّتيّ الكتاب، في النقد الروائي بدءاً من لعبة الحلم والواقع: دراسة في أدب توفيق الحكيم وانتهاء بـ الروائي وبطله، مقاربة للاشعور في الرواية العربية.

وفي طور ثالث وأخير، شغلَ العقودَ الثلاثة الأخيرة من حياتي ككاتب، كان موسم الهجرة الى التراث والنقد التراثي بعدما دخلتِ الثقافةُ العربية المعاصرة في طور نكوص من النهضة الى الردّة، وتجلّت لدى شريحة واسعة من المثقفين العرب بعد هزيمة يونيو1967 أعراضُ عصابٍ جماعي أعاد تنصيب التراث أباً حامياً كليّ القدرة}.

تقنيات جديدة

يستعرض طرابيشي طرقه في الكتابة واختيار الروايات والمناهج التي اعتمدها في قراءاته ونقده، خصوصاً طريقة التحليل النفسي، ويقول: {عندما يكون الناقد مجهّزاً بمنهج مسبق، كما الحال مع منهج التحليل النفسي الذي اعتمدناه في تحليل أكثر من رواية، فإن هذا المنهج لا يكون برسم التطبيق الميكانيكي، بل هو لا يؤتي ثماره إلا إذا أُعيد اختراعُه وتطويره وتكييفه، فضلاً عن إغنائه هو نفسه، على ضوء كل رواية على حدة. وكما سيلاحظ القارئ، إن انطلاقنا من الفرويدية لم يوقفنا عندها، بل كان لا بدّ من تجاوز مسلّماتها عندما واجهتنا رواية مثل بدر زمانه يستعصي قفلها على الفتح من منطلق التحليل النفسي الكلاسيكي}.

يضيف: «اليوم اقتحم ساح الرواية روائيون، وعلى الأخص روائيات، مجهّزون ومجهّزات بتقنيات جديدة، وصادرون وصادرات عن رؤى جديدة، إلى حدّ يمكن لنا معه أن نقول إن الثقافة العربية نفسها دخلت منذ مطلع القرن الحادي والعشرين هذا في موسم هجرة جديدٍ الى الرواية».

لا شك في أن كتابات طرابيشي عن الروايات لها وقعها ومؤثرة، عكس الكتابات الصحافية السائدة اليوم التي تشير إلى موت النقد وغلبة منطق الإخوانيات في الكتابة، فلم يعد النقد يصنع كتباً أو يدير حلقة الكتابة ويوجهها، وباتت العلاقات أقوى من الكلمة.